تقاليد رمضان.. روحانية السعودية والمير الإماراتي وليلة النصف التونسية

> «الأيام» عن موقع (سيدي)

>  يجتمع العالم الإسلامي على حب شهر رمضان، فهو شهر الخير والمحبة، من خلاله، يتقربون إلى ربهم ويمتحنون صبرهم وإيمانهم وتعاطفهم مع الفقراء والمحتاجين.
قواعد وأحكام الصيام واحدة وجامعة لكل دول العالم الإسلامي، لكن يوميات الصائمين تختلف باختلاف عاداتهم وتقاليدهم المستمدة من أسلوب حياتهم وتاريخهم.

تجربة روحانية
جو روحاني خاص تتمير به السعودية؛ لكونها تضم الحرمين الشريفين والمدينة المنورة، وللمملكة مكانة خاصة؛ إذ تتبع معظم الدول السعودية في تحديد بداية شهر رمضان ونهايته.

أجواء الشهر الفضيل تبدأ في السعودية في أواخر شهر شعبان في تقليد يسمى الشعبنة، وهو احتفال يجتمع فيه الأهل والأصدقاء والجيران، ويقدمون الأكلات الشعبية والحلويات وتزين الشوارع باللافتات واللوحات الخاصة.
ويعتمد سكان المملكة على ما تبثه وسائل الإعلام بخصوص إثبات شهر رمضان، فيتسمرون أمام الشاشات بانتظار الخبر اليقين ليصار بعدها إلى تبادل عبارات التهاني.

وفي عادة غريبة يقوم سكان منطقة عسير بإشعال النيران الكثيفة على أسطح منازلهم وفي الجبال؛ ترحيباً بقدوم شهر الصيام.
سوق الحلة خاص برمضان فقط، وهو تقليد قديم يقام كل عام في وسط مدينة الرياض، تبدأ عمليات البيع بعد صلاة العصر مباشرة، وحتى أذان المغرب، ويتخصص بالأكلات الشعبية.

من العادات اليومية الإفطار على التمر والماء، ويطلق عليها تسمية «فك الريق»، ثم تقدم الأطباق المختلفة التي لا تخلو من السمبوسة والشوربة والفول، وتدأب بعض العائلات على اتّباع تقليد الإفطار عند بعضهم البعض، بدءاً بكبير العائلة وحتى أصغرهم.
وبعد الإفطار يحتسون الشاي الأحمر مع الحلويات الرمضانية، وتعد الكنافة والقطايف من الحلويات التقليدية، وبعد تبخير المنزل تتوجه العائلات للمساجد لأداء صلاة التراويح والاستماع إلى الدورس الدينية.

كما يحرص المجتمع السعودي على تبادل الزيارات بعد صلاة العشاء، وبعدها تبدأ النساء بتحضير السحور الذي يُعد الوجبة الأساسية، ويشمل الكبسة بمختلف أنواعها وأطباقاً أخرى.
وتعرف السعودية بموائد الإفطار التي تقام في الشوارع، وبالقرب من المساجد، وبتوزيع وجبات الإفطار الخفيفة عند إشارات المرور.

وفي النصف الثاني من رمضان تؤدي شريحة واسعة من المجتمع السعودي العمرة، أما في العشر الأول، فإن بعضهم يعتكف في الحرم النبوي أو المكي.

المير الإماراتي
يُعد شهر رمضان في الإمارات لوحة جامعة لمختلف عادات وتقاليد المسلمين حول العالم، فهذا البلد الذي يحتضن مختلف الجنسيات والأعراق يعيش تجربة فريدة من نوعها تتمازج فيها عادات الوافدين بالمواطنين.

ورغم التطور الذي شهدته البلاد، فإن المجتمع الإماراتي ما زال يحرص على المحافظة على الطقوس والتقاليد، فتقام الخيم الرمضانية المخصصة للإفطارات الجماعية، ويوزع «مير رمضان» .
 «مير رمضان» عبارة عن مؤونة الشهر من مواد غذائية، وهدايا كانت توزع سابقاً على أفراد العائلة فقط، إلا أن هذه العادة توسعت وباتت تشمل الفقراء والمحتاجين سواء بمبادرات فردية أو بحملات وطنية تنظمها جمعيات ومؤسسات رسمية وغير رسمية.

اليوميات الرمضانية للعائلات الإماراتية تبدأ بانصراف كلٍّ إلى أعماله مع الحرص على التعبد وتلاوة القرآن، وأداء صلاة الجماعة في المساجد. وحين يحين موعد الإفطار تتنوع الموائد بأطباق مختلفة مع الإبقاء على الأطعمة التقليدية كالهريس والثريد واللقيمات.

وقبل موعد الإفطار توزع «النقصة» على الأهل والجيران، وهي مشاركة طعام الإفطار مع العائلة والجيران.
فك الصيام يكون عادة على التمر واللبن، يعقبه صلاة المغرب في المساجد، وبعدها تجتمع العائلة لتناول الإفطار، إلا أن الوجبة الرئيسية «الفوالة» تعقب صلاة العشاء.
وبعد أداء صلاة التراويح في المساجد تجتمع العائلات في المنزل أو تتبادل الزيارات.

حلويات رمضان في الإمارات تتنوع بين التقليدي والغربية، وتعد القطايف والكنافة من أشهر الحلويات الشرقية التقليدية.
ورغم استبدال المسحراتي بالمنبه، فإن الأسر الإماراتية تواظب على تناول السحور، فتجتمع العائلة بعد تلاوة القرآن؛ لتناول الأطعمة، ويصار بعدها إلى أداء صلاة الفجر.

ليلة النصف في تونس
يمكن وصف شهر رمضان في تونس بالاحتفالية المستمرة، فيستقبل الشهر بالزينة والأضواء والمصابيح على واجهات المنازل والجوامع.
تتشابه اليوميات مع غيرها من الدول، لكن الاختلاف يبدأ عند موعد الإفطار فتتزين الموائد بأطباق تونسية تقليدية لعل أبرزها البريك وطبعاً الكوسكوس والخضار المشوية والرفسية.
وبعد الإفطار تتكون حلقات لإنشاد آيات القرآن الكريم وتفسيره.

النصف الأول من رمضان في تونس يتميز بإقامة مواكب الخطبة للراغبين في الزواج وتنظم العائلات الميسورة السهرات الإسلامية.
 لكن ما يميز تونس فعلاً هي ليلة النصف المعروفة باللهجة العامية «بليلة النص»، التي تقام لها احتفالية خاصة.

وتستقبل الأسواق في ليلة النصف جحافل المتسوقين الذي يحضرون طبقاً موحداً الكوسكوس التونسي، ورغم اعتماد هذا الطبق، خلال أيام الشهر، إلا أن طريقة إعداده في ذلك اليوم لها طقوسها الخاصة، فالمواد الطازجة هي الأساس. وعليه تتحول الأسواق إلى مهرجان موحد، الكل يريك المكونات نفسها.

وبعد الإفطار، تعم الأجواء الرمضانية تونس فتكثر الخطب الدينية والمواعظ، وينتشر في المساجد رجال يحملون مرشاة فضية تقليدية، فيها ماء الزهر وعطور لرشها على المصلين؛ ابتهاجاً بالليلة المباركة، ويتم تبادل الزيارات ويكثر الضيوف في المنازل، وتردد عبارة «إن شاء الله ليلة مبروكة علينا الكل.. وإن شاء الله من المقبولين عند رب العالمين».

وفي هذه الليلة، يختار البعض إقامة حفلات الخطبة للمقبلين على الزواج، ويصار إلى ختان بعض الأطفال الذكور.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى