الغش.. فساد في العلم والمجتمع

> عبده محمد عبدالله الطويل

>  
إن الغش فساد في العلم والمجتمع، تقضي على العلم والتعلم في شتى ميادين علوم الحياة الإنسانية، العلمية والفكرية والثقافية والابداع ثم على مستقبل العلم والمجتمع والأجيال في حاضرهما.

فظاهرة الغش لم تأتي من فراغ، بل هناك اسباب، والاسباب من طبيعة الظاهرة، وكل سبب من هذه الاسباب لابد وان هنالك اسباب متقدمة، عليها مازالت تتفسح طولاً وعرضاً، يحار المرء في ادراكها وتعددها، وان لكل ظاهرة لها ظاهرة اخرى سبقتها في الماضي ولم يكشف حقيقة اسبابها، مما يؤدي ذلك إلى خلق ظاهرة اخرى في الحاضر اكثر تعقيداً من ظواهر ماضيها، مما يجعل الحاضر يمضي بالعملية التربوية والتعليم إلى المستقبل لتكن اكثر سواءً وفسادا في المستقبل من حاضره.

تؤكد دراسة علمية حديثة ان ظاهرة الغش سبب ظواهرا سابقة لها بما يعانيه الواقع التعليمي من مرض مزمن يفتقد مرضه الطبيب وداءه الدواء الذي مازال مفقوداً..

كلما انتهت مرحلة من مراحله التاريخية كلما كانت المرحلة التي تليها اشد منها فقدانا، وذلك بسبب ما تعانيه العملية التربوية والتعليمية من تجارب فاشلة وتعليم مجهول وعلم لم يواكب العصر، كل هذه ادت إلى خلق ظاهرة اخرى وهي ظاهرة تدني مستوى التحصيل العلمي التي كانت هي الاخر النشأ مصادر وعوامل سببه خلق ظاهرة اخرى، وهي ظاهرة الغش أي بمعنى الغش فساد في العلم والمجتمع.

وبذلك اصبح الغش مادة اساسية تظهر في الاختبارات لتلغي المواد الاساسية في العام الدراسي وبدأت الاختبارات الوزارية للتعليم الاساسي والثانوي الذي اعتمد عليه الطالب اعتماداً كلياً باستخدام الغش الذي فرضه الواقع التعليمي عليه بسبب تدني مستوى التحصيل العلمي وذلك بسبب ما يعانيه الواقع التعليمي بما وصلت اليه العملية التربوية والتعليمية في حقيقة الامر الواقع.

بل ماهو اشد حيرة وتسائل. الطالب في الصفوف الاخرى ان نقص عليه درجة في مادة او مادتين فقد يؤدي ذلك إلى الرسوب بينما في الاختبارات لصف التاسع والثالث تجد الجميع يقوم بتسهيل عملية الغش مما يؤدي ذلك إلى اعتماد الطلاب على الغش اعتماداً كلياً وهجر الكتاب المدرسي وهجر العلم والتعلم واليأس من التحصيل العلمي وهذا من التعليم بما يعانيه الواقع التعليمي العديد من ازمة الظواهر والتحديات بسبب ما اصيب به ميدان العلم والتعلم من امراض مزمنة تحتاج إلى طبيب ماهو ينتظر الاشارة من يهمه الامر، ليبدأ بعملية تشخيص هذا المرض المزمن ويقدم للعلاج المناسب والقضاء عليه واعطاء الواقع التعليمي وقاية وذلك برؤية واضحة الفكر والمنهج تحدد مبادئ واهداف التي يجب ان تستند إلى دراسة علمية حديثة وليس بما قد عفا عنها لزمن.

فماذا بعد ؟ العلم والتعلم الذي تقضي عليه وبالعلم ذاته ثم على الاجيال والمجتمع والمستقبل، وإلى متى سيظل ذلك؟.. الا يكفي ما وصلنا اليه اليوم ولم نكتفي حتى بما قاله خاتم الانبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وسلم (علموا ابنائكم فانهم خلقوا لزمن غير زمانكم).​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى