أحلام الوحدة باتت تتبخر وتتلاشى كالسراب

> علي عبدالله الدويلة

>
الوحدة تعتبر أهم حدث ومطلب تاريخي شهدته اليمن في كفاحها ونضالها وحياتها المعاصرة، وكانت الوحدة الحلم الجميل الذي تحول فجأة إلى كابوس مزعج على الجنوبيين.

وبوصف الوحدة هي تعني في الحقيقة رمز الحضارة الإنسانية والتجدد والتطلع نحو المستقبل المشرق والعطاء الفكري والنهضوي التي تتجسد من خلالها الأفكار والأراء الإنسانية.
تميزت الوحدة اليمنية بأهم وأبرز القضايا الإنسانية منها السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية وغيرها من المجالات الأخرى التي تتمحور في جوهر القضية الفكرية.

ولقد شاعت الأقاويل حول الوحدة الاندماجية وايدها الكثيرون من اليمنيين خلاف التأييد الاسطوري الذي نالته من رموز النظام الغربي التي عرفت بعدائها التاريخي للوطن العربي، وكان الحلم بالوحدة هو غاية المثقفين والمفكرين الفكر الراسخ في أعماق المبدعين وهو حقيقة اليمن واليمنيين وخاصة عندما ترتبط الهوية أرضا وإنسانا.

لقد كانت معظم فئات القوى الوطنية وشرائح المجتمع اليمني في الجنوب ينعمون بالحب والخير والسلام في ظل تطبيق المرحلة الوطنية الديمقراطية تحققت من خلالها الكثير من الانجازات الاقتصادية العظيمة وتوفير الخهدمات الأساسية وغيرها من الاحتياجات وكل الوسائل الانتاجية والاستهلاكية وهذا يعود في الحقيقة إلى النظام القائم على العدالة الاجتماعية والأمن والاستقرار وباعتبار أن كرامة المواطن فوق كل شيء متساوية في الحقوق والواجبات التي تخدم السواد الاعظم من الناس البسطاء.

كان علينا الاستفادة من تجربة الأمس وما خلفه من صراع سياسي ايديولوجي الذي ادى إلى تدمير شامل في البنية الاقتصادية.

بعدها لجأ الرفاق إلى تيارين احدهما اختار نحو دول الشرق، واليمين المتطرف مال في الاتجاه نحو دول المنطقة متبعة سياسة الانفتاح خاصة مع المملكة العربية السعودية ولأجل تحسين العلاقة مع إخوانهم الحكام في الشطر الشمالي وبدول الخليج العربي ومع احتدام الصراعات والخلافات المذهبية والزيدية ما بين قبائل الشمال وبروز الحوثيين المدعومين من إيران في التوسع مذهبيا وعسكريا بعد خاضوا حروبا مع النظام حتى كرسوا مشروعهم في الحكم بالانقلاب وسيطرتهم على العاصمة صنعاء وتسلمهم للاسلحة والمعسكرات، وعدم قبولهم لمخرجات الحوار الوطني، وتخلصهم من الرئيس السابق علي عبدالله صالح ليعودوا فكرة الحكم الأمامي من جديد، وبهذا تكون الوحدة قد خيبة أحلام وآمال الكثير من المثقفين والمفكرين وأصبحت سرابا.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى