حكمة الرحمن.. في صيام رمضان (3)

> إعداد/ علي راوح

> حكم القيء والاستمناء
فرق الفقهاء بين ما إذا خرج القيء بنفسه، وبين ما إذا خرج من الجوف عمداً، فالقيء إذا خرج بنفسه فلا خلاف بين الفقهاء في عدم الإفطار به، لكن بشرط ألا يدخل منه شيء إلى جوف الصائم، باختياره، وأما الاستمناء «أي طلب خروج المني بأي وسيلة حتى أنزل» فإن صومه يفسد بذلك، وهذا هو قول عامة الفقهاء.

حكم إجراء الحجامة للصائم
الحجامة هي استخراج الدم المحتقن في جسم الإنسان، فالمحتجم هو من يخرج الدم من جسمه، والحاجم هو من يحجم لغيره، وقد اختلف الفقهاء في هذه المسألة، فالمذهب الحنبلي وهي من مفرداته أنها تفطر، ويجب على الحاجم والمحجوم القضاء، وذهب جمهور الفقهاء إلى أنها لا تفطر، ولكنهم كرهوها بوجه عام، ويقول مؤلف كتاب (وبل الغمامة): والصحيح عندي هو ما ذهب إليه الحنابلة، وهو اختيار شيخ الإسلام بن تيمية والشيخين، لقوله صلى الله عليه وسلم: «أفطر الحاجم والمحجوم». أخرجه أحمد وأبو داود، والترمذي، وابن ماجة وابن خزيمة والدرامي وصححة الألباني.
لكن الحجامة بالآلات الحديثة لا تفطر الحاجم، أما المحجوم فإنه يفطر.
التبرع بالدم من قبل الصائم
يقول الدكتور عبدالله بن محمد الطيار، مؤلف كتاب (وبل الغمامة): «التبرع بالدم يفطر، إذا كان يضعف الشخص مثل الحجامة، لكن لا يسوغ إلا بثلاثة أمور:
1 - ألا يتضرر المتبرع.
2 - الحاجة الماسة للمتبرع له.
3 - أن يكون بدون عوض لأنه لا يجوز بيع الدم، والدم الذي يفطر هو الكثير الذي في معنى الحجامة، أما القليل مثل إبرة تحليل السكر فلا يُفطر، أما المنظار الذي يتم إدخاله عبر الفم إلى المعدة فهو لا يفطر، إلا إذا وضع فيه شيء من سائل أو غيره لتغذية المعدة فإنه يفطر.
أحب الصيام بعد الفرض
عن عبدالله بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أحب الصيام إلى الله، صيام داود كان يصوم يوماً، ويفطر يومًا، وأحب الصلاة إلى الله صلاة داود، كان ينام نصف الليل، ويقوم ثلثه، وينام سدسه» (أخرجه البخاري).

فضل تفطير الصائم
إن في تفطير الصائم من الأجر العظيم، ما ينبغي أن يتنبه له المسلم، لقوله صلى الله عليه وسلم: «من فطر صائماً كان له مثل أجره من غير أن ينقص من أجر الصائم شيء» أخرجه الإمام أحمد والنسائي وصححه الألباني، وقد كان السلف الصالح يواسون من إفطارهم أو يؤثرون به، ويبيتون جوعى، طاوين، ومن أمثلة ذلك: كان ابن عمر رضي الله عنهما، يصوم ولا يفطر إلا مع المساكين، فإذا منعهم أهله لم يتعشَ تكلم الليلة، وكان إذا جاءه سائل، وهو على طعامه أخذ نصيبه من الطعام وقام فأعطاه السائل فيرجع وقد أكل أهله ما بقي في الجفنة، فيصبح صائماً ولم يأكل شيئاً، وكان من السلف من يطعم إخوانه الطاعم وهو صائم ويجلس يخدمهم، منهم الحسن البصري.

فضائل الصدقات
هل تريد البرهان على صحة الإيمان؟ عليك بالصدقة.. قال صلى الله عليه وسلم: «والصدقة برهان». 
هل تريد الشفاء من الأمراض؟ عليك بالصدقة، قال صلى الله عليه وسلم «داووا مرضاكم بالصدقة»، وقال صلى الله عليه وسلم «كل امرئ في ظل صدقته حتى يفصل الله بين الناس» وقال صلى الله عليه وسلم: «صدقة السر تطفئ غضب الرب»، وقال صلى الله عليه وسلم «أحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربه، أو تقضي عنه ديناً، أو تطرد عنه جوعاً، ولأن أمشي مع أخي في حاجته أحب إلي من أن أعتكف في هذا المسجد شهراً».

هل تريد الرزق، ونزول البركات؟ عليك بالصدقة، قال الله تعالى: «يمحق الله الربا، ويربي الصدقات».
هل تريد الحصول على البر والتقوى؟ عليك بالصدقة قال الله تعالى «لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون وما تنفقوا من شيء فإن الله به عليم».
هل تريد أن تفتح لك أبواب الرحمة، عليك بالصدقة، قال صلى الله عليه وسلم : «الراحمون يرحمهم الله ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء».

هل تريد إطفاء خطاياك، وتكفر ذنوبك؟ عليك بالصدقة، قال صلى الله عليه وسلم: «الصوم جُنة - أي وقاية - والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفيء الماء النار»، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «صنائع المعروف تقي مصارع السوء»، والصدقة من صنائع المعروف.

وهل تريد أن تطهر نفسك وتزكيها؟ عليك بالصدقة، قال تعالى: «خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها»، وقال صلى الله عليه وسلم: «يا معشر النساء تصدقن، فإنني رأيتكن أكثر أهل النار، فقلن وبم يا رسول الله، قال: تكثرن اللعن وتكفرن العشير»، وقال صلى الله عليه وسلم: «اتقوا النار ولو بشق تمرة».​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى