قـصـة شهـيـد "أبوبكر سالم ناصر الجحربي" (شجاعة وبسالة)

> تكتبها: خديجة بن بريك

>
أبوبكر سالم ناصر الجحربي، أحد أبطال المقاومة الجنوبية، من مواليد 1982 يافع لحج، أب لثلاث بنات، درس الابتدائية في مدرسة الشهيد سيف عبدالله ناصر الجحربي، ثم انتقل إلى ردفان وأكمل الدراسة في مدرسة لبوزة.. وعندما بدأت المظاهرات السلمية الجنوبية كان من أوائل  الذين اقتحموا منصة الشهداء في الحبيلين في 14 أكتوبر 2007، وشارك في كل نشاطات الحراك الجنوبي.

وعندما شنت المليشيات الحوثية الانقلابية، بمساندة قوات الرئيس السابق الهالك «صالح»، حربا شعواء على المحافظات الجنوبية في نهاية شهر مارس 2015م، انتفض أبناء الجنوب ووقفوا في وجه ذلك العدوان الوحشي، وتصدوا له رافضين الخضوع والخنوع له، فجاهدوا تلك المليشيات الغاشمة وقدموا أروع الملاحم البطولية.. وضحى الكثير من شباب الجنوب بحياتهم من أجل عزة الدين وكرامة الوطن والعرض، أثناء مقارعتهم للعدو الحوثي رغم الإمكانيات البسيطة التي كانت لديهم وافتقارهم للأسلحة والذخيرة الكافية.

فقد كان أبناء الجنوب يملكون معنويات عالية للذود عن حياض الدين والأرض والعرض وحماسا وعزيمة جبارين، فلم ترهبهم تلك الترسانة العسكرية والحربية التي أتت بها تلك المليشيات لإرهابهم واجتياح مدنهم ومحافظاتهم.
وكان الشهيد أبو بكر سالم الجحربي أحد أولئك الشباب الأبطال الذين كانوا للعدو الحوثي العفاشي بالمرصاد في تلك الحرب.. حيث قام الجحربي حينها ببيع سيارته الخاصة ليدعم الجبهات بالذخيرة، وكان من أوائل الذين شاركوا في صد هجوم تلك المليشيات الغاشمة.. وقد شكل هو وزملاؤه مقاومة جنوبية على الرغم من قلة خبرتهم العسكرية وقلة الذخيرة والسلاح الذي بحوزتهم، وكانوا سدا منيعا تحطمت عليه آمال وأحلام المليشيات الحوثية الغاشمة باحتلال المحافظات الجنوبية.

يقول أحد أصدقائه الذي نشر قصته في مواقع التواصل الاجتماعي بعد أن أنشأ صفحة باسم الشهيد: «عرف الشهيد بشجاعته وقوته وصلابته، كان مستبسلا في القتال للدفاع عن الوطن.. وفي إحدى الجبهات وأثناء الاشتباكات العنيفة استطاع أن يسعف أحد زملائه الذي أصيب إصابة خطيرة، فحينها لم يستطع أحد انتشاله وسحبه من خط النار، إلا أن البطل أبو بكر سالم ناصر استطاع انقاذ زميله ونقله إلى المستشفى، وقدم سلاحه رهنا من أجل علاج زميله الذي كان بحالة خطيرة، ثم عاد إلى الجبهة وشارك في العديد من الجبهات وصمد خمسة أشهر».

ويردف قائلا: «في تاريخ 19/7/2015 تحدث مع والده بالجوال وكان فرحاً جداً كون الانتصارات توالت عليهم وأنهم على مشارف جبهة العند، وهنا شعر والده بقلق يتسلل إلى داخله وظل يتصل بابنه إلا أن التغطية آنذاك لم تسعفه، وبدأ القلق يزداد عند والده الذي ظل يكرر الاتصال حتى أجابه زميل أبو بكر وهو جياب الداعري والذي أخبره بأن ابنه استشهد وهو في الصفوف الأمامية يدافع عن الدين والعرض والوطن، استشهد وهو يحاول أن يسعف أحد المصابين في تمام الساعة الخامسة والنص بعد العصر، حيث أثناء محاولته تلك تم استهدافه برصاصة معدل من قبل المليشيات الحوثية في منطقة الصدر سقط على إثرها شهيدا ولم يتمكن أحد من سحبه من وسط ميدان المعركة حتى منتصف الليل.. رحمة الله عليه وعلى جميع الشهداء».​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى