الامتحانات ودور التربية والتعليم

> عبدالله ناصر العولقي

> > لقد صار من الضروري اعتماد غالبية الطلاب على ظاهرة الغش لاجتياز الامتحان بنجاح ، هذه الظاهرة التي ألفها الطلاب منذ سنين طويلة واستفحلت خلال السبعة الاعوام الاخيرة التي بلغ خلالها اعتمادهم وتعويلهم على الغش حدّه الاعلى فصار الغش سمة اساسية للنجاح وطقسا مهما واجبا مزاولته في قاعة الامتحان! فلا يستطيع المراقب او رجل الأمن حرمانهم منه، ولم يعد خوضه من باب المجازفة بعد أن اعتاد الطلاب على مزاولته جهارا نهارا على مدى طويل، وقطع العادة عداوة!
وما استجد هذا العام هو ارتفاع سقف ظاهرة الغش حيث بلغت الى تسريب اسئلة امتحان الفيزياء، وهذا عكس صورة مخجلة لاتساع هذه الظاهرة والسماح بتماديها وتوغلها.

فالسكوت على ظاهرة الغش وانتهاج سياسة التساهل وغض الطرف لا تعني تقدير ظروف الطلاب ولا تنبع عن محبة، بل المتوقع ان يكون خلفها نوايا وأهدافا خفية غرضها إضعاف قدرات الشباب الفكرية وخلق جيل مهزوز الوعي غير قادر على حماية نفسه من الافكار الظلامية فاقد سلاح العلم الواقي من وقوعه وسهولة انقياده.
هناك ركيزتان اساسيتان لرفع مستوى التحصيل العلمي للطلاب، الركيزة الاولى هي المعلم فهو حجر الرحى في العملية التعليمية وتقصيره يعني تدني المستوى العلمي وانهياره، والركيزة الثانية هي الاسرة فإهمالها متابعة دراسة الابناء وعدم تشديدها عليهم بمراجعة يومية لدروسهم في المنزل أحد أسباب زعزعة مستواهم التعليمي واعاقة ارتقائهم سلم النجاح دون الاعتماد على الغش.

 مع العلم أن المدرسة لها تأثيرها على الأسرة ايضا من خلال متابعتها واستدعاء اولياء الأمور واطلاعهم على تدني مستوى الابناء.
تقع على وزارة التربية والتعليم مسؤولية جسيمة في انقاذ العملية التعليمية ورفع مستوى الطلاب، فما يحدث لهم اليوم يثير الأسى والحزن والشفقة، فمحاربة الغش في قاعة الامتحان نهاية العام ليس هو المخرج، بعد تفشي هذه الظاهرة لسنوات عديدة، كما لا يعني هذا السماح باستمرارها، فذلك مرفوض لانه يخلق جيلا غير متعلم وشهادته كشيك بدون رصيد!.

  ينبغي على وزارة التربية والتعليم محاربة الغش من خلال الاهتمام بالمعلم ورفع مستواه العلمي، وإعادة النظر في المنهج الدراسي وتخفيف الحشو والتركيز على الضروري والمفيد، فمن المخجل أن يتخرج طالب من الثانوية العامة لا يجيد كتابة جملة مفيدة باللغة العربية، وليس هذا وحسب بل بعضهم يغلط في كتابة اسم صديقه!!
كما يقع على عاتق الوزارة إعادة النظر بطريقة ونظام الامتحان وايجاد آلية جديدة لدفع الطلاب إلى المذاكرة المتواصلة على مدار العام الدراسي وليس في نهايته فقط، ولكي تشجعهم على رفع مستواهم العلمي ونبذ ظاهرة الغش.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى