المكاسب على الأرض جعلت الجانب الحكومي أكثر تشددا للحسم العسكري

> «الأيام» غرفة الأخبار

>  معطيات الميدان اليمني تسير في خط معاكس تماما لرغبةَ المبعوث الأممي مارتن جريفيثس، الذي يسعى للتوصّل إلى تهدئة في جبهات القتال يراها أرضية ضرورية لبدء مفاوضات سياسية بين الفرقاء اليمنيين.
حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي، المدعومة من التحالف العربي، ترى أن “تهدئة جريفيثس” بمثابة فرصة مجانية للمتمرّدين الحوثيين المدعومين من إيران لالتقاط أنفاسهم، وإعادة تنظيم صفوفهم بعد سلسلة الهزائم الموجعة التي لحقت بهم خلال الأشهر الأخيرة، وخصوصا في محافظة الحديدة ذات الأهمية الاستراتيجية.

وفي حين تستغل الحكومة اليمنية الهدنة في الحديدة للتحشيد العسكري ومحاصرة المدينة في إشارة إلى استئناف الحرب واقتحام المدينة عند تعثر جهود المبعوث الأممي.. زاد الحوثيون على التحشيد داخل المدينة تحركا سياسيا ودبلوماسيا داخل صنعاء وعلى المستوى الخارجي، إذ وصلت إلى صنعاء عدد من البعثات الأوروبية للقاء قيادات الجماعة الانقلابية والتباحث معها بشأن الحرب والعملية السياسية دون أن يكون هناك تنسيق مع مكتب المبعوث الأممي. كما بعث رئيس ما يُسمى “المجلس السياسي الأعلى” رسائل لكل من الرئيسين الروسي والصيني في محاولة لبناء تحالف تكتيكي تعتقد الجماعة الحوثية أنه سيجر موسكو وبكين إلى خط الصراع الإقليمي في اليمن بإغراء هذه الدول بأن يكون لها حضور في منطقة الصراع ذات البعد الاستراتيجي الهام من جهة، ومحاولة تخويف روسيا والصين بنويا واشنطن في السيطرة على البحر الأحمر وخطوط الملاحة الدولية من جهة ثانية.

وتجاوزت القوات الحكومية دعوات التهدئة في محافظة الحديدة على الساحل الغربي اليمني، وأطلقت عملية عسكرية واسعة النطاق للسيطرة على قريتي المغرس والسويق، جنوبي مديرية التحيتا، وذلك بعد رصدها تحرّكات عسكرية للمتمرّدين الحوثيين بهدف استعادة مواقع كانوا قد طردوا منها خلال الأسابيع الماضية.
وجاء ذلك فيما، سلّم أحمد عبيد بن دغر، رئيس الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، أمس الأول الأحد، المبعوث الأممي مارتن جريفيثس ردود حكومته بشأن مقترحاته المتعلّقة بالوضع في مدينة الحديدة، غربي اليمن.

وفي سياق متصل، نقلت وكالة “سبوتنيك” الروسية عن مصدر عسكري يمني قوله إنّ العملية، التي شاركت فيها ثلاثة ألوية، تتضمن تأمين خط الجبلية في مديرية التحيتا، لضمان استمرار إمدادات القوات الحكومية ووحداتها المتقدمة، كما ستتقدم القوات بعد ذلك لتطويق مديرية زبيد. وتحدّث المصدر عن معارك عنيفة بدأت الأحد ضدّ المتمرّدين الحوثيين وسط تقدم القوات الحكومية.

وتعليقا على تلك المعارك، قال مصدر سياسي يمني إنّها لا تنفصل عن حراك المبعوث الأممي بحدّ ذاته، لجهة الحفاظ على حالة التفوّق الساحق للقوات المناهضة للحوثيين والمدعومة من التحالف العربي، ومنع المتمرّدين من تحقيق بعض المكاسب الميدانية التي يمكنها أن تعدّل من ميزان القوى القائم على الأرض، وتحدّ من واقع الهزيمة التي انساقوا إليها.
واعتبر المصدر نفسه أن الوضع الميداني الحالي يتيح للجانب الحكومي التفاوض في حال نجاح مارتن جريفيثس في مساعيه، من موقع قوّة، وهو الموقع الذي تريده القوات الموالية للشرعية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى