غابت الأفكار وتباعدت الناس

> مقبل محمد القميشي

>
عائشون في وطن واحد وواسع في نفس الوقت، شركاء فيه جميعا دون استثناء، لكن حصل شيء غريب في هذا الوطن، وربما لا توجد أسباب جوهرية لما يحصل من تناقضات وتنافر بين بعض المكونات المحسوبة على هذا الوطن، وأعني بذلك جنوبنا اليمني، فالأفكار فيه اختلت وتشتت، والبشر تعاندت، وبالتالي تباعدت في ما بينها، والفتن متجددة ومتوفرة في أي لحظة.

لن تستطيع اليوم أن تجمع بين اثنين لحل قضية ماء، ولن تستطيع أيضا حتى أنت أن تجمع بين أفكارك المتصارعة، داخل الجسد الواحد. وبهذه المعاني أعتقد أنه لن يلام من تردد في مواقفه التي تصبح في النهاية ارتجالية ومهزوزة دائما تحركها الرياح كالريش المتطاير هنا وهناك تذهب بها حيثما تشاء..

 لكن كيف ذلك إن كانت هناك مواثيق وعهود للإنسان قطعها على نفسه من سابق مع الوطن ومع جهة معينة، وفي ليلة وضحاها أصبح منحرفا عن تلك العهود بسبب انتمائه إلى جهة أخرى، وبالتالي تناسى تلك العهود التي قطعها على نفسه وانحرف بموجب مصلحة خاصة.

هناك أمور بحاجة إلى التأني والتفكير فيها من النواحي الدينية والاجتماعية بعدها نحدد من نحن وإلى أين نتجه، وهل نهرب من واقع مرير فرض علينا أم نواجه الواقع بواقع آخر أشد وأمر مما نحن فيه؟ أين عاداتنا وتقاليدنا العربية الثابتة التي كانت هي مصدر عزتنا وشهامتنا؟ متى نعود إليها؟!

اليوم أغلب الأمور أصبحت مباحة لأغلب الناس، فيحق لك أن تترك جماعتك وتلتحق بجماعة أخرى حسب المصلحة وحسب ما يمليه عليك ضميرك، ويحق لك أن تترك حزبك أو كيانك الذي كنت تنتمي إليه، خاصة عندما تعلم أن هذا الحزب أو المكون على وشك الانتهاء أو الانهيار، ويحق لك أن تحمل السلاح ضد أخوك وتقاتله دون مراعاة للمشاعر الأخوية والوطنية والتاريخية أيضا.

والسؤال هنا: هل ماتت ضمائرنا أم أن إيماننا قلّ، أم أننا لم نعد نستطيع أن نفرق بين الحق من الباطل. نحن بحاجة إلى وقفة  جادة والبحث في ضمائرنا، والتأمل والتحقق من كل ما يتعلق ببناء مجتمعنا الذي تربطنا بأفراده علاقات مصيرية في الدين والانتماء الوطني.

 لماذا نحن اليوم متباعدون؟!.. لماذا شعارنا هو الإقصاء والتهميش والتخوين؟!..لماذا أنا وطني وأنت خائن للوطن والعكس صحيح؟!
 ظهرت مكونات جديدة وتحالفات مثيرة لسنا بحاجتها في عدن بالذات، فعدن هي الحياة المدنية وليست القبلية.. عدن للنوادي الرياضية والثقافية وليست للمنتديات التأمرية.. عدن هي ساحة الأمن والسلام وليست ساحة الحرب.. عدن حضن للتآلف والتسامح بين البشر، وليست لممارسة العنصرية والغجرية.
أيها المناضلون، لقد عرفنا نضالكم ومقصدكم.. نناشدكم بترك عدن في حالها، فيكفي ما قد حصل لها ولأهلها منكم.غابت الأفكار وتباعدت الناس

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى