عندما يتحوّل الوطن إلى غابة!

> سعد ناجي أحمد

> عندما يتحول الوطن إلى غابة، فإن البشر لا يستطيعون أن يعيشوا فيه.. لكن متى سيتحول الوطن إلى غابة؟ الإجابة: عندما يمسك بالقلم جاهل، وبالبندقية مجرم، وبالسلطة خائن وفاسد.. هنا فعلاً سيتحول الوطن إلى غابة لا تصلح لحياة البشر.
نعم.. هي حكمة عظيمة يمرّ بها واقعنا اليوم في بلادنا، بات كثيرا من أصحاب الأقلام الشريفة لا يعون ما يقولون، ولا يفقهون ما يكتبون، وكثيرا منهم من يجعل من كتاباته فتنة عاذنا الله من الجهل ومنها. كم نلاحظ كثيرا من حملة البندقية الذين لا يفقهون أهميتها وخطرها، حيث تحول كثير من هؤلاء إلى قتلة ومجرمين، تحولوا إلى عصابات وقطاع طرق، تحولوا إلى جماعات إرهابية ووحوش، وباتت الحياة بوجود مثل هؤلاء غير آمنة وغير مستقرة، بات الانسان يعيش في حالة خوف ورعب، كفانا الله شرهم وقاتلهم.

طامة كبرى عندما تكون السلطة خائنة وفاسدة، وهذه هي المصيبة بحد ذاتها، فمن كان يعلم فتلك مصيبة، ومن كان لا يعلم فالمصيبة أعظم.. في زمننا هذا حدث ولا حرج، كثير من أصحاب السلطة لا يعون مسئولياتهم الموكلة إليهم في خدمة الشعب والوطن، مثلما قطع على نفسه اليمين الدستورية، والذي يلاحظ هناك كثير من الوزراء والمرؤوسين يعيثون في الارض فسادا، وتركوا اليمين الدستورية التي قطعوها على أنفسهم وراء ظهورهم وجعلوا من الفساد والمصالح الشخصية سبيلا لهم في البحث عن الكسب والثراء، وكثير منهم من أصبح من كبار رجال الاعمال والتجارة، فمن أين لك هذا سعادة الوزير أو السفير، بكل تأكيد من الفساد.هناك كثير من المظاهر السيئة والمشينة والمؤثرة على الحياة الاجتماعية، فعندما يصبح إمام المسجد متطرفا، والقاضي فاسدا ومرتشيا، والطبيب يقدم خدمات صحية تجارية وليست إنسانية، والمعلم لا يدرك مسئوليته تجاه تأدية رسالته التعليمية، وأصبح الغش مسألة ضرورية ووكر الفساد في العملية التربوية والتعليمية، فهذا هو الشيء الخطير الذي ينعكس سلبا على مختلف جوانب الحياة.

وها نحن نلاحظ اليوم كثيرا ممن يعمرون القصور والبنيان ويبالغون في مناظرها وزخرفتها، في وقت تجد من يسكنها لا يفقه من العلم والثقافة شيئا، فتجد كثيرا من مخلفات القمامة جوار منزله، يقتل نفسه وأطفاله وغيره بانتشار الأوبئة من تلك المخلفات، وهناك من يرمي مخلفاته بالطرقات والممرات والحارات لا يحترم صغيرا ولا جارا ولا يحترم طريقا، وهذا هو التخلف بذاته.

 ها هي الكهرباء بواقعنا اليوم طفي لصي تعمل بدون ميعاد وتنطفئ بدون إنذار..والماء قطرات لا يكفي للشرب والغسلة، وراتب الموظف المغلوب على أمره لا يساوي قيمة كيس دقيق وزيت، وباتت الاتصالات خطأ في خطأ في الاتصال والشبكة، ورداءة في النت، وشبكات التواصل الاجتماعي نار..نار.. بالقيل والقال، وهناك سقوط أخلاقي وبلطجة بالاستيلاء على الممتلكات العامة والمباني الحكومية بطريقة عشوائية ومتعمدة، لا يحترمون شعبهم ولا وطنهم..  صدق الحكيم عندما قال حكمته «عندما يمسك القلم جاهل، والبندقية مجرم، والسلطة خائن، يتحول الوطن إلى غابة لا تصلح لحياة  البشر».. هل بات الوطن الجنوبي اليوم وواقعه المأساوي غابة أمام هذا الواقع السيئ؟.لقد حان الوقت يا ذوي العقول والحكمة والوطنية للقيام بالمسئولية التاريخية وتحريك الشرفاء والقوى المجتمعية الصامتة معهم للوقوف بجدية، تجاه كل تلك المظاهر السلبية والتخلص منها للحفاظ على الوطن والعيش فيه بحرية وكرامة، وبأمن وأمان واستقرار، ولتبدأ دولة مدنية حديثة يسودها النظام والقانون والعدالة والمساواة، وليكن هذا التحرك طوق نجاة لهذا الوطن البريء الذي طعنه أبناؤه.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى