دعوة الحوار الجنوبي - الجنوبي تضع نهاية لثقافة الإقصاء ومقياسا للولاء الوطني

> الشيخ عبدالله الحوتري

>
كانت الدعوة للحوار الجنوبي - الجنوبي التي أعلنها الأخ المناضل عيدروس قاسم الزبيدي رئيس هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، تاكيدا على الاستيعاب والقبول بشراكة الجميع في تحقيق تطلعات شعبنا الجنوبي، واحترام تضحياته الجسيمة سلما وحربا، التي بفضلها وصلنا الى تحرير الوطن وهزيمة الغزاة اليمنيين في غزوتهم الثانية للجنوب العربي في 2015 بفضل الصمود الاسطوري للمقاومة الوطنية الجنوبية وبمساعدة دول التحالف العربي.  تلك الحرب التي أظهرت أيضا مدى جدية ومصداقية الجنوبيين كشركاء فاعلين في حفظ الامن القومي العربي، إلى جانب استعدادهم لتقديم مزيد من التضحيات في سبيل إقامة دولتهم المستقلة، متطلعين لتفهم دول التحالف العربي ومبادلة الوفاء بالوفاء. ومراهنين على تفهم دول القرار والاستجابة لتطلعات الجنوبيين إن أردوا حفظ مصالحهم في المنطقة وتبادلها بسهولة ويسر.

نعود لمسعى  قوى الاستقلال الجنوبية  بقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي الى توحيد صف الجنوبيين امام الاستحقاق القادم، ذلك المسعى المجسد بإعلان دعوة الأخ الرئيس عيدروس الزبيدي للحوار الجنوبي-الجنوبي، وتأكيده على جدية دعوته بقوله «سنذهب إلى من لا يأتي إلينا»، وفعلا ذهب إلى لقاء رموز كبيرة من القيادات الوطنية في أبوظبي..  تلك الدعوة التي جعلت الاطراف اليمنية المتصارعة (شرعية وانقلابيين) يتفقون على تأجيل صداماتهم البينية وتوحيد جهودهم  لإفشالها عن طريق وسائل متعددة يديرها الطرفان (مرصودة)، وتجميع وتجهيز قوات الطرف الشرعي في مأرب ووداي حضرموت  لغزوة ثالثة، في حالة فشلهم بشق الصف الجنوبي ودفعه للتصادم..أمام هذا الاصطفاف اليمني لإفشال وحدة الصف الجنوبي كمدخل لإفشال استقلال الجنوب العربي وإقامة دولته الفيدرالية المستقلة، فإن الجنوبيين بكل أطيافهم ومناطقهم مدعوون للدخول في حوار جاد يضع مستقبل الوطن والاجيال الجنوبية الصاعدة في مقدمة الاهتمام، فهم يعلمون أن لا قبول لهم في صنعاء، وأن التسامح والتصالح وإغلاق ملفات المآسي ماضيا وحاضرا هي مهمة كل من يعمل باسم مصلحة الجنوب وطنا وشعبا. لذلك فالجنوبيون غيورون على وطنهم ويدركون أن الخروج عن وحدة الصف ومصلحة الوطن والمواطن هو خروج عن الولاء الوطني، الأمر الذي لن يحدث من قبل الجنوبيين مهما تباينت آراؤهم ومواقفهم الظاهرة، لذلك لا نتفق مع ما يهول له البعض من صعوبة نجاح هذه الدعوة بسبب تعدد الاطراف التي يتزايد ظهورها في ساحة الجنوب، بغض النظر عن حجم تأثيرها، واختلاف رؤاها في معالجة قضية الجنوب العربي.. ذلك ان جميع الجنوبيين يدركون ان لا مستقبل لهم في صنعاء.

المجلس الانتقالي وفقا لوثائقه ظهر ليحمل قضية شعب الجنوب ويتمسك بالهدف الذي سالت من اجله دماء ابناء الجنوب بمختلف مكوناتهم ومن مختلف مناطق الجنوب من شرقه الى غربه ومن بحره الى حدوده الدولية شمالا (أثناء فترة الحراك السلمي وفترة المقاومة المسلحة، وهو (التحرير والاستقلال وبناء دولة الجنوب العربي الفيدرالية المستقلة).

نعتقد أن دعوة الحوار التي أطلقها الأخ الرئيس الزبيدي ستتبنى شراكة القوى المؤمنة بهدف الاستقلال، وبناء جسور القبول بالآخر الجنوبي عبر وقف مختلف حملات بذر العداء والشقاق في الصف الجنوبي، إيمانا بأن الجنوب القادم يتسع لكل أبنائه بمختلف توجهاتهم.

 * من إيجابيات هذه الدعوة:
- اختفاء ثقافة الإقصاء وتسويق ثقافة الشراكة والقبول بالآخر.
- الاعتراف بوجود رموز من قوى الاستقلال لم تدخل في هيئات المجلس حتى الآن، ومد اليد لها لتكون في وضعها المناسب.
- خلق جسور قبول وتواصل مع الجنوبيين (مشروع الدولة الاتحادية)، انطلاقا من أن العلاقة بالسلطة مؤقتة والعلاقة بالوطن ثابتة دائمة.

- التأكيد بأن الجنوب القادم المستقل ينبغي أن يستوعب كل الجنوبيين بمختلف توجهاتهم وارتباطاتهم الحالية بمن فيهم من يتمسك اليوم بوحدة مايو 90م، دون محاسبة على مواقفهم السياسية قبل الاستقلال.
وهكذا نحن متفائلون بنجاح الحوار الجنوبي-الجنوبي على قاعدة توحيد صف قوى الاستقلال لتمثيل القضية الوطنبة الجنوبية في أي حوار قادم.. ومد جسور القبول بالآخر الجنوبي، وعدم تخوينه أو إقصائه من الشراكة في دولة الجنوب القادمة بإذن الله بسبب موقفه السياسي.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى