الدول المنتصرة في الحرب العالمية الثانية تصنع الأزمات أم تعالجها؟!

> طاهر بن طاهر*

> يتكون مجلس الأمن الدولي  من 15 دولة، خمس دول هي من تقرر حق النقض «الفيتو»، وهي من تقر بتغيير العشر الدول الباقية، بينما تلك الدول الخمسة أعضاء دائمون ويسمحون للعشر بالتصويت، لكن لا قرار لهن إذا التف الأعضاء الدائمون على أي شيء. كذلك الأمم المتحدة أكثر من 193 دولة بالعالم في الجمعية العمومية لكن مجلس الامن هو المكتب التنفيذي المسيطر على القرار العالمي، وهو الشخصيات الاعتبارية لمجلس الأمن والامم المتحدة وغيرها!!
فمن يحمي دول العالم من مجلس الأمن  ومن الخمسة الأعضاء الدائمين بالذات؟!

وهكذا أصبح العالم دوليا وإقليميا ومحليا يوجد طرف منتصر وطرف مهزوم، ونجد أن المهزوم يعمل ضد المنتصر بسبب ما لحق به من غبن، والمنتصر يعمل على تفتيت المهزوم  نتيجة الاستقواء بالقانون مستخدمين مجلس الامن لاغراض خاصة لخمس دول، وهذا ما سبب أزمة خانقة من التفكير الداعي للسلم والسلام العالمي، وأنتج الارهاب بسبب دكتاتورية القرار وإقصاء بقية الدول الأعضاء في الأمم المتحدة التي هي أشبه بجمعية عمومية وهمية لا صوت لها ولا رأي إذا أقر مجلس الأمن أي قرار.
والوقت الحالي يحتاج خبراء في القانون الدولي لوضع خارطة قانونية جديدة تشجع الدول المهزومة في صنع القرار ليكون مجلس الامن الدولي للجميع وليس لخمس دول فقط دائمين.

إن مجلس الأمن بات يشكل خطورة على السلام العالمي نتيجة النظام الشمولي للدول دائمة العضوية التي أصبح القرار العالمي في أيديها دون أن يعملوا قوانين تناسب الواقع مثل تعريف الارهاب وعقوبة من يمارس الارهاب، وإنما أصبح مزاجا، يصنفون من يريدون إرهابيين ويعفون عمن يريدون!!

إن انهيار مجلس الأمن أدبيا وأخلاقيا وقانونيا خطرا يهدد الامن الدولي أجمع، ويخلق فوضى عارمة لدى شعوب العالم، ويجب على الدول العظمى والدول الميسورة التطرق إلى هذا الخطر وفتح قناة اخبارية خاصة بالأمم المتحدة ومجلس الامن يكون هي المنبر الاعلامي الرسمي يستمد العالم منه الأخبار الخاصة بالدول، ويكون لهم مركز في كل دولة يراقب الأحداث التي يمر بها البلد ورفع التقارير الرسمية كجهة حيادية، دون الاخذ بالمعلومات من منظمات دولية مسيسة تتبع أحزابا معارضة أو أحزابا حاكمة، كل منظمة ترفع لصالح الحزب الذي ينتمي اليه أفرادها.

إننا نمر في أسوأ أزمة عالمية في الفكر وفي السلام وفي وضع أخطر من الحرب العالمية الثانية في صراع الدول المتحالفة ودول المحور، بينما الان صراع داخل الدول العربية، كل بلد يتصارع مع أبنائه دون حزم من مجلس الامن او اتخاذ عقوبات صارمة لمن يقتل الابرياء او يرتكب العنف.

إن الشعوب العربية تمر بخطر كبير جدا وانهيار في الاقتصاد نتيجة الحروب، وتدني في التعليم وغياب القوانين الانسانية.. ونلاحظ نسب الامية تنزاد والفقر سيصبح للجميع إذا استمر الوضع كما هو عليه.
وإن مجلس الأمن هو المسؤول الرسمي عن ما يدور، لأنه لم يسرع بإصدار الاحكام، وإن أصدر لم ينفذها على ارض الواقع، أو يصدر عقوبة بمن يرفض قوانين مجلس الامن، وأصبح الامر جليا وواضحا أن مجلس الامن يبحث عن مصالح الدول الخمس والدول التي تتبع توجهاتهم واستغلال شعوب العالم والزج بهم في صراعات داخلية وإقليمية، ولاسيما تغذية الصراعات بين الدول العربية والاسلامية، وتحول مجلس الامن بدوله الأعضاء الى تجار أسلحة مقابل النفط بدلا من أن يكونوا تجار سلام من أجل البشرية أجمع.
* ناشط حقوقي وكاتب سياسي​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى