> زكريا محمد محسن
لقد خلفت الحرب العبثية الظالمة التي فرضتها وأشعلت فتيلها مليشيات الحوثي الإجرامية السلالية العديد من الكوارث والمحن والمآسي، ولعل من أعظم مآسي هذه الحرب الملعونة هي قضية النازحين الذين أجبرتهم ظروف الحرب لمغادرة قراهم وترك ديارهم هرباً من الموت وسعير المعارك والبحث عن الأمن والأمان في المناطق المحررة..! وتمثل قضية النازحين - الذين تتزايد أعداد تدفقهم يوماً بعد آخر مع توسع رقعة المعارك واشتدادها - قضية إنسانية بامتياز، ولا يجوز في أي حال من الأحوال استغلالها وإقحامها في الصراعات السياسية التي لم نجنِ منها سوى مزيد من الخراب والدمار اللذين أهلكا الحرث والنسل..
البعض، وللأسف الشديد، يسيء معاملتهم وينظر إليهم بعين النقص والازدراء والريبة على أنهم يشكلون خطراً على ثورة الجنوب ومستقبله، في حين أنهم لا حول لهم ولا قوة ولا يشكلون أي خطر أو أذية لأحد، وبالكاد يتوفر لهم قوت يومهم.. وأما الخطر الحقيقي الذي يهدد الجنوب يأتي من جهات أخرى يعلمها الجميع، وللأسف الشديد تنعم بالأمن والأمان وراحة البال دون أن يجرؤ أحد على اعتراضها أو تناولها بشيء.. فلا تأخذنكم العزة بالإثم وظلم أولئك المنكوبين المساكين المغلوبين على أمرهم والإساءة إليهم قبل أن يحل عليكم غضب الله والناس أجمعين..!!
وحقيقة.. مساعدة النازحين والوقوف إلى جانبهم واجب ديني قبل كل شيء، حيث أمر ديننا الإسلامي الحنيف أن يعين المسلم أخاه المسلم ويساعده وقت الشدائد والمحن، وقد رغّب القرآن الكريم في آيات كثيرة بذلك، كما وردت أيضاً أحاديث نبوية تكاد لا تحصى تحض وتوصي بمساعدة المحتاجين والإحسان إليهم!