> محمد قاسم الفلاح

جاء في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من حج، فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه"، (حديث متفق).
هذه بشارة خير لكل من أراد وقصد بيت الله الحرام، وهي تعتبر من أفضل الأعمال عند الله عز وجل.

 فقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن أي الأعمال أفضل؟ قال: "إيمانا بالله.. ثم ماذا؟، قال: الجهاد في سبيل الله، ثم قال الثالث: وحج مبرور"، فالحج المبرور له شروط منها: أن يكون خالصا لله، وأن يكون على هيئة وصفة حج النبي صلى الله عليه وسلم، وأن يكون من مال حلال وليس من الحرام والسحت، وأن يجتنب الحاج فيه الرفث والفسوق والجدال.

وفي أداء هذه المناسك، هنالك يوم عظيم ومشهور، إنه يوم "عرفة" فمن فاته الوقوف في عرفة، فقد فاته الحج كله، لقوله عليه الصلاة والسلام: "الحج عرفة"، ففي هذا اليوم العظيم والمشهد الجليل، ترى حجاج بيت الله الحرام بتلك الجموع الغفيرة واقفون بجبل عرفة بين من يدعو الله وبين من يتلو القرآن وبين من هو مستغفر وساجد وراكع لله سبحانه وتعالى ويعتق الله سبحانه وتعالى في هذا اليوم من شاء من عباده المؤمنين تفضلا وتكرما منه، فقد سبقت رحمته غضبه فهو سبحانه وتعالى حليم ورحيم بنا.

وكما في الحديث عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ما من يوم أكثر من أن يعتق الله عبدا من النار من يوم عرفة"، رواه مسلم.
فنسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يتقبل أداء مناسك الحجاج كافة ويفيض عليهم سحائب رحمته وواسع مغفرته وعظيم رضوانه، إنه جواد كريم.