الملابس القديمة كسوة أطفال عدن

> تقرير/ نوارة قمندان

>
مواطنون: لا ملامح لفرحة العيد في نفوس أطفالنا

 يوم واحد فقط يفصل الأمتين العربية والإسلامية على حلول عيد الأضحى المبارك، وما تزال هناك العيد من الأسر في العاصمة عدن لم تتمكن بعد من إدخال الفرحة والسرور إلى قلوب أطفالها بشراء لباس جديد «كسوة العيد» بحسب ما جرت العادة في مثل هذه المناسبات الدينية العظيمة.

المواطنة ارتزاق عبد الرزاق واحدة من أبناء المدينة تؤكد أنها لم تشترِ لبناتها ملابس العيد حتى اليوم نتيجة لارتفاع أسعارها.

وتضيف في حديثها لـ«الأيام»: «أعمل في قطاع التعليم ومرتبي المقدر بـ 42 ألف ريال لا يغطي جميع المتطلبات، وزوجي غير موظف وكان يعمل بمهنة (الطلاء)، ولكنه في الوقت الحاضر  توقف عن العمل بسبب توقف أعمال الترميمات، ولا أعلم كيف سأقضي وعائلتي عيد هذا العام».

فيما قالت المواطنة نجيبة عبده: «كان استقبالنا لعيد الفطر أجمل بكثير من عيد الأضحى، وذلك لأن عيد الفطر يأتي بعد شهر رمضان الفضيل الذي تكثر فيه الصدقات وأعمال الخير.. كما أنه لا يرتبط بأي مناسبة أخرى خلافاً لعيد الأضحى والذي عادة ما يتطلب إلى جانب الكسوة شراء أضحية العيد ويليه مباشرة بدء العام الدراسي».

وأوضحت عبده بأن زوجها معلم براتب 32 ألف فقط، وبسبب المتطلبات المتزايدة اضطر للبحث عن عمل آخر ليلبي احتياجات الأسرة من ملبس ومأكل ومشرب».

لا ملامح للعيد
يمنى صالح أكدت في حديثها لـ«الأيام» بأن لا ملاحم لهذا العيد، ولا مقارنة بينه وبين عيد الفطر الماضي والذي تمكنت خلاله من شراء بدلتين لك طفل من أبنائها الخمسة.

وتضيف: «اليوم لم أستطع شراء حتى بدلة لكل واحد بسبب الأسعار الخيالية، وضعف مرتب زوجي المتقاعد والذي لا يتجاوز 38 ألف»، مؤكدة في سياق حديثها أن معاناتها مع الملابس لا تقل عن معاناتها تجاه الأضحية لتوفيرها.
وقالت: «لا نعرف أنا وأطفالي طعم اللحم إلا في عيد الأضحى ولكن حتى الأغنام ارتفع سعرها وأصبحت صعب المنال».

من جهته أوضح سالم السقاف وهو مالك محل ملابس بأن «الاختلاف كبير في اقبال الناس على الشراء مقارنة بين عيدي الفطر والأضحى».

وأكد عُمير محمد، مالك بسطة، أن مبيعاته هبطت في هذا العيد بسبب الظروف التي يُعانيها المواطنون و«الذين ما إن يستلمون مرتباتهم حتى يسرعون لقضاء ما عليهم من دين لصاحب البقالة وغيره.. فيأتي إلينا وقد أنفق ماله في متطلبات المنزل فتجده يبحث عن الأسعار الرخيصة للشراء».

ملابس قديمة 
واضطرت فاتن محمد لاقتراض مبلغ مالي من أحد أقربائها في عيد الفطر لتتمكن من شراء ملابس العيد لأطفالها ولعدم مقدرتها على سداد المبلغ فلن يعطيها أحد مبلغ آخر لشراء ملابس هذا العيد، كما تقول.

وتضيف: «ولعلمي المسبق بعدم قدرتي على شراء ملابس جديدة بهذا العيد عملت على صون ملابس عيد الفطر الماضي ليلبسها أولادجي مرة أخرى في هذا العيد رغم استياء أطفالي من هذا، ولكن ما الذي أفعله، فالأمر ليس بيدي».

نظام التقسيط
ندى أحمد أم لثلاثة أطفال تعمل في القطاع الخاص براتب 40 ألفا وهو مبلغ ضئيل مقارنة باحتياجات أسرتها بعد أن أصبحت هي المعيل الوحيد بسبب استشهاد زوجها في حرب الحوثي على عدن في عام 2015م.

وتضيف: «حاولت قدر استطاعتي أن أوفر متطلبات أطفالي، ولأتمكن من شراء ملابس لهم عمدت على شرائها من تجار «الوتس آب» وذلك عبر نظام الأقساط، متحملة في ذلك الفارق في السعر، فمثلاً إذا كان سعر البدلة في السوق 8000 ريال تباع في «الوتس آب» بـ 10000 ريال، وهذا عائد لعدم مقدرتي على الشراء نقدا».

وتتابع في حديثها لـ«الأيام»: «تصل كسوة أولادي في العيدين إلى 150 ألف فتمر السنة وأنا مازلت أدفع المبلغ شهرياً إلى أن ينتهي».​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى