مشاورات (جنيف 3).. اليمن إلى أين؟

> «الأيام» القدس العربي

>  ما النتائج المتوخاة من مشاورات التسوية اليمنيّة (جنيف 3) التي دعت الأمم المتحدة إليها فرقاء الحرب والأزمة للالتئام في السادس في سبتمبر المقبل؟ وهل ثمة أمل في أن تقطع هذه المشاورات خطوة إلى الأمام نحو إيقاف الحرب وحلحلة الأزمة، أم أن المخرجات لن تتجاوز نتائج مؤتمر جنيف 1 ومحادثات جنيف 2 في 2015م ومفاوضات الكويت في 2016م.

أمل ضعيف
قال الصحافي والناشط نبيل الأسيدي: «ما ستشهده جنيف في سبتمبر هي مشاورات، والمشاورات درجتها أقل من المباحثات، وأحياناً لا تكون المشاورات مباشرة وجهاً لوجه، كما قد تكون إحدى مراحل الحوار، لكن الواضح من خلال جنيف 1 وجنيف 2 ومفاوضات الكويت أن هناك تصلبا كبيرا لدى كل الأطراف من أجل الحصول على مكاسب أكثر.

وأضاف: «الأمل ضعيف جداً في التوصل لحلول منطقية، خاصة وأن كل الأطراف تحاول السيطرة على مزيد من الأرض، وأيضا تفرع الكثير من الإشكالات سواء في المناطق المحررة الخاضعة لسلطة الشرعية، أو في المناطق التي تحت سلطات الحوثيين. الجميع يحاول فرض أدوات حرب في الميدان أكثر من الحوار والسياسة وتحكيم العقل؛ وبالتالي فهناك أمل ضعيف في جنيف 3 خاصة وأن مفاوضات الكويت، التي استمرت ثلاثة شهور فشلتْ على الرغم من الضغط الدولي والخليجي في الوصول إلى الحل، ومعروف الدور الكويتي في مصالحات يمنيّة قديماً، حيث كان لها دور مؤثر، ومع ذلك لم تستطع أن تلعب نفس الدور في تلك المفاوضات، وبالتالي الحرب تبدو، من هذه المؤشرات، أنها ستستمر».

صناعة الثقة
ويشاطر الأسيدي الرأي الكاتب والباحث أحمد ناجي النبهاني، لكنة يقترح أن تكرس هذه المشاورات لما وصفة بإجراءات صناعة الثقة بين الأطراف المتحاربة، قائلاً: «أنا شخصياً لست متفائلاً من نتائج هذه المحادثات، وأعتقد أن الجميع سوف يتصلب في الدفاع عن موقفه، ولكن بالإمكان لهذه المحادثات أن تحقق نجاحاً في ميدان صناعة الثقة بين الأطراف في حالة واحدة فقط، وهي البدء بالبت في موضوع الإفراج عن المعتقلين السياسيين والعسكريين من الطرفين على ذمة هذه الحرب، ثم البت في موضوع مرتبات الموظفين وبحث السبل الكفيلة بتوحيد تحصيل الموارد المالية للدولة وتوفير مرتبات الموظفين من هذه الموارد.

وأضاف: « أعتقد أن المحادثات لو حققت نجاحاً في هذا الجانب فإنه على الأمد الطويل يمكن الوصول إلى آليات لوقف الحرب والخوض في التسوية النهائية في ضوء قرارات الأمم المتحدة ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني والمبادرة الخليجية لحل المشكلة اليمنيّة وآليتها التنفيذية والوصول إلى حكومة انتقالية ذات تمثيل عادل لكل المكونات.

لكن الكاتب والمحلل السياسي عبد الرحمن مُراد يبدو متفائلاً، ويرى أن تقدماً سوف يحصل في المحادثات المقبلة؛ فكل المؤشرات في الواقع تدل عليها : «الأطراف واقعة الآن تحت ظروف ضاغطة؛ فبالنسبة لقوى الداخل هناك تآكل في الجغرافيا وضغط جبهة الساحل يفرض تفكيراً بقبول أقل الخسائر، وبالنسبة لقوى الخارج شكلت الأحداث الأخيرة والتفاعل الدولي معها كحادث قصف أطفال ضحيان وغيرها من الانتهاكات شعوراً بالحرج الدولي وعنصراً ضاغطاً بالخروج من عنق الزجاجة.

وأضاف: «ربما اللاعب الدولي على رقعة الشطرنج اليمنيّة وصل إلى مبتغاه في فرض (ثنائية الخضوع والهيمنة)، وتمكن من فرض سيطرته على منافذ الغذاء ومصادر الطاقة، وأحَدثَ ما كان يرجوه من توازن في خط الملاحة مع الصين من خلال التواجد العسكري في ميون وفي سقطرى، كما أن تدافع القوى على العزف على وتر التناقضات سيفرض استمرار وجوده. بالمختصر أتوقع تقدماً واضحاً في المحادثات المقبلة في جنيف قد يفضي إلى حكومة وحدة وطنية وقد تشهد اليمن هدوءاً نسبياً لكن التوتر يظل قائماً في النفوس».

استعراض قدرات
وبين التفاؤل والتشاؤم هناك مَن يبدو (متشائما)، حيث يقول الكاتب والباحث لطفي نعمان: لا ينقطع الأمل في أي خطوة تجاه السلام المنتظر. أما النتائج المتوخاة فإن تنازلَ الطرفان وغابت نظرتهما لمصالحهما وغلبا مصلحة الأبرياء فالمحتمل توصلهما لاتفاق هدنة طويلة قليلاً. ولا يعتبر التشدد في البداية غير استعراض قدرات يمتّد لاتفاق يحمل طابع التكافؤ. إن جاز اعتبار الطرفين متكافئين. وأضاف إن تشاؤمه مبني على قراءة للموقف ومسارات الأحداث. وقال: حتماً سيصلون إلى اتفاق سواء في هذه المشاورات أو الجولة التالية، إن لم تنجح هذه المشاورات.

الجدير بالإشارة أن مشاورات جنيف 3 استبعدت، ولأول مرة على مستوى المحادثات اليمنيّة ـ اليمنيّة منذ اندلاع الحرب، حزب المؤتمر الشعبي العام من التمثيل لأسباب تعددت المصادر في توصيفها، إلا أن أبرزها هو أن المؤتمر كان يُمثّل فيمَن يختاره الرئيس السابق الراحل علي عبدالله صالح باعتباره كان حليفاً للحوثيين في الحرب؛ إلا أن مقتله قلب الطاولة، وأصبح الحليف خارج اللعبة، وبالتالي أصبحت اللعبة مقصورة بين طرفي الحرب؛ ولهذا رأت الأمم المتحدة أن تقتصر المحادثات / المشاورات على طرفي الحربالحكومة و«أنصار الله» (الحوثيين).

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى