لا أزال أبحث عن الفنانين الذين أهملهم الإعلام، ولم يبرز إسهامهم الكبير، في صناعة الجمال والارتقاء بالفن، وفي مقدمتهم العازفون في الفرق الموسيقية، الذين لم يخدمهم الفن، لأن الفن لا يخدم الفنان في اليمن، وهم من أكثر الفنانين تعباً وشقاءً وإخلاصاً، وهذه المرة اهتديت لقلب أبيض، أقصد فناناً قديرا قلبه أبيض، إنه عازف الكمان الشهير ناصر أبيش، أحد مؤسسي فرقة وزارة الداخلية للموسيقى في سبعينيات القرن الماضي، ثم فرقوا بين أيديها بعد الوحدة، أو ما سميت بالوحدة اليمنية، وناصر أٰبيش فنان يستحق الاهتمام والتقدير، كعازف كمان متميز، ونظراً لمشواره الطويل الحافل بالإنجازات، مثل كثير من زملائه العازفين في الفرق الموسيقية في الجنوب سابقا، راضين بالقليل، أقوياء على الصعاب والمشاق، وعادة يبرز المطربون، وهم يواريهم الظل.

* كيف كانت البداية واكشاف الموهبه؟
- البداية كانت في المدرسة،حيث تم تجميع ابناء الفقراء والبدو الرحل في مدرسة النجمة الحمراء بالعند، بإشراف قائد اللواء 22 يونيو صالح مصلح قاسم، وكانت هذا المدرسة شبه عسكرية، تم فرز المواهب، وكنت حينها أمتلك صوتا جميلا و بمعية الأخ عبدالله محسن فرج الكوري وناصر حسين عبد الكريم، وقد اشرف على تكوين الفرقة الفنية في المدرسة الاستاذ الفنان عبد الله حنش، وقمنا بتسجيل اعمال فنية لاذاعة وتلفزيون عدن عام 1972 وبمصاحبة فرقة القوات المسلحة المتواجدة في معسكر بدر، بقيادة المايسترو الفنان احمد تكرير. وقمت بتسجيل انشودة (فليعش الاحرار) والثانية (يافرحتاه لما انتصر).. وزميلي الكوري قام بتسجيل نشيد (يايمن ياخالدة عبر الزمن) وهي من كلمات المناضل الراحل عوض الحامد محافظ محافظة لحج الاسبق، والفنان ناصر حسين عبدالكريم انشودة (عيد العمال) وقام الاستاذ حنش بتعليمنا ابجديات العزف على الكمنجات، واستمريت حتى انهيت الثانوية والتحقت بالتجنيد في وزارة الداخلية، وانظممت الى فرقة وزارة الداخلية عند التأسيس والتي اشرف عليها الفنان انور مبارك.

* كم آلة تعزف عليها، وايهم الاحب لقلبك؟
- الآلة التي عرفني الناس بها واحبيتها هي آلة الكمان ولكن العود هو الاقرب الى قلبي.
* لو عدت للطفولة هل ستختار الفن ايضا؟
- لوعدت للطفولة ساختار الفن، لان الفن يجعلك قريبا الى قلوب الناس، وتحس بهم وتكسب رضاهم ومحبتهم.
* هل فكرت يوما في الاعتزال؟
- الفن عطاء بسخاء وليس لعبة من الالعاب الرياضية، ما فيه اعتزال.
- هل درست الموسيقى؟
- لم ادرس الموسيقى، وانما الموهبة من الله، تواصل مع الجيل الدارس والاحتكاك بالخبرة والاستفادة منهم والحمد لله.
* هل لك مشاركات في مهرجانات داخلية وخارجية؟
- في كافة المهرجانات المحلية ام في الخارج للاسف لم يتم اختياري، لا مع فرقة الداخلية ولا مع ادارة الثقافة عدن ولا الثقافة لحج.
* هل ظلمك الاعلام؟
- اذا كنت انت اول صحفي يجري معي هذا اللقاء، وانا في هذا المجال منذ عام 1972م والى هذا اليوم، طبعا ظلمني مع اني عضو فعال في ادارة الثقافة لحج ومشاركا معهم في العمل في المحافظة ولم يشر الاعلام المتواجد في المحافظة اليّ ولو بالبنان.. ارجو منك ان تنقل هذا.
* ماذا اعطاك الفن؟
- لم اتكسب من الفن ابدا، والدليل كمنجتي التي ينقصها الاوتار، ولا امتلك عودا وهو ما اتمنى الحصول عليه، وقد ظلمني صندوق التراث فأنا لا استلم منه شيئا كبقية زملائي.
* من هو مثلك الاعلى في الفن؟
- مثلي الأعلى وقدوتي في الفن هو الاستاذ شكيب جمن والمايسترو احمد تكرير والقائد سالم الحطاب وهو رفيق دربي وعشرة عمري.
* من غنى من الحانك؟
 - نعم.. بعد ما تشبعت بالاستماع والاستمتاع بالعزف خلال مشوار حياتي الطويل، اتجهت بالتلحين لمجموعة اعمال وطنية وعاطفية، لكن للاسف لم تُغن، والشعراء يطالبوني فين الذي اعطيناك، اقول ملحن وجاهز، تعالوا اسمعوا.
*اشهر الفنانين الذين عزفت لهم؟
- شاركت بالعزف مع معظم الفنانين المتواجدين في الساحة الفنية، مع الفنان رائد الاغنية العدنية خليل محمد خليل ومحمد صالح حمدون وطه فارع ومحمد عبده زيدي واحمد علي قاسم وحسن المهنى والفنان الرائع والخلوق عصام خليدي، والفنان الكبير محمد محسن عطروش والفنان عوض احمد والفنان الكبير سعودي احمد صالح والفنان فضل مسعود والفنان احمد الشلن والفنان عبود الخواجه والفنانين فضل وحسن كريدي والفنان محمد علي محسن ردمان والفنان علي الاسدي والفنان احمد المعطري والفنان صالح بوبل والفنان القدير محمد علي ميسري والفنان انور مبارك والمنلوجست فؤاد الشريف ومحمد علي كعدل وعبدالرحمن مجلي وغيرهم، ومن المطربات الفنانة أمل كعدل والفنانة مريم برتوش والفنانة ذكرى محرم والفنانة نوال محمد حسين والفنانة لول حسين والفنانة اكاذيب والفنانة هدى محمد حسن والفنانة كاميليا عنبر والراحلة منى همشري والراحلة شمس اليمن وغيرهن من المبدعات في هذا المجال.
* وفي الاخير؟
- في الاخير لك مني الشكر والتقدير لاتاحة هذه الفرصة لي للتعبير عن همومي والف شكر لصحيفة «الأيام» صحيفة كل القراء.