إعلامي عربي: الشرعية لم تظهر دورا إيجابيا في أي مناطق سيطرتها لتكون بديلا عن الحوثيين

> «الأيام» غرفة الأخبار

>
 اعتبر الكاتب العربي خيرالله خيرالله المفاوضات اليمنية المقرر إطلاقها في جنيف يوم الخميس القادم محاولة يُظهرُ من خلالها المبعوث الأممي مارتن جريفيثس أنه قادر على تحقيق تقدم ما، إضافة إلى إبراز قدرته على جمع الطرفين في مدينة محايدة مثل جنيف.

وذكر خيرالله في مقال تنشره جريدة العرب اللندنية اليوم الإثنين إلى أن جريفيثس مازال يفضّل الابتعاد عن لبّ الأزمة، «وعدم الاعتراف بوجود مشروع إيراني في اليمن لا ينفع معه أي حوار من أيّ نوع كان».

وقال «لا يمكن لطرف اسمه “الشرعية” النجاح في أيّ حوار مع طرف مثل الطرف الحوثي من دون امتلاك القدرة على إثبات أنّها تمتلك بالفعل وسائل ضغط على الطرف الآخر. المؤسف أن “الشرعية” لم تظهر إلى اليوم أنّها قادرة على لعب دور إيجابي في أي منطقة من المناطق اليمنية وأن تكون بديلا عن الحوثيين».

وأضاف»لا يمكن تحقيق أي تقدّم باليمن في ظل التوازنات القائمة على الأرض. لن يُقْدمَ الحوثي على أي خطوة في اتجاه تشكيل حكومة وحدة وطنية، أو في اتجاه المشاركة في مؤتمر تتمثّل فيه كلّ القوى الفاعلة على الأرض بحثا عن صيغة جديدة لليمن ككلّ. كيف يمكن الحوار مع طرف يؤمن بأنّ في الإمكان العودة إلى عهد الإمامة ويضع نفسه في موقع “المرشد” في إيران؟»

وأتابع «أخطأ المبعوث الدولي عندما افتعل لقاء جنيف من أجل متابعة الدوران في حلقة مقفلة. هناك بديهيات يبدو أنّها غابت عنه. أولى البديهيات أن الحوثيين لا يمكن أن يتزحزحوا عن مواقفهم في ظل موازين القوى القائمة حاليا».

وتوقع أن حوار جنيف سيكون لا أفق له و»حوار من أجل الحوار»، وعزا توقعاته هذه إلى سببين:
«الأوّل أنّه ليست هناك قواسم مشتركة يمكن الوصول إليها بين «الشرعية» والحوثيين الذين يسمون أنفسهم «أنصار الله»، وذلك بغض النظر عن العذابات التي يتعرّض لها اليمنيون».

«والثاني عائد إلى أن عبدالملك الحوثي يمتلك مشروعا واضحا لا يستطيع التراجع عنه، إضافة إلى أن قراره ليس في يده. يتمثّل هذا المشروع، المرتبط بالمشروع التوسّعي الإيراني، في أنّه يريد البقاء في مناطق معينة وتحويلها شوكة في خاصرة الدول الخليجية العربية في مقدّمها المملكة العربية السعودية».

وقال «مرّة أخرى، يتبيّن كم أن الأزمة اليمنية معقدة، وكم لا يزال المبعوث الجديد في مرحلة استطلاعية بعدما اعتقد في الماضي أنّه سيكون قادرا على النجاح، حيث فشل اللذان سبقاه في مهمته، وهما جمال بنعمر وإسماعيل ولد الشيخ أحمد».

وأضاف «في كلّ مرّة حصل اتفاق بين “الشرعية” والحوثيين، استخدم هؤلاء الاتفاق في خدمة مشروعهم. هناك أدلّة لا تحصى على ذلك. لعلّ الدليل الأهمّ “اتفاق السلم والشراكة” الذي وقَّعه الحوثيون في صنعاء مع “الشرعية” بإشراف مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة وقتذاك جمال بنعمر ورعايته. تمّ التوصل إلى الاتفاق بُعيْدَ سيطرة “أنصار الله” على العاصمة اليمنية. ماذا كانت النتيجة؟ لم تمض سوى أيّام قليلة قبل أن يضع الحوثيون الرئيس الانتقالي عبدربّه منصور هادي في الإقامة الجبرية. أجبروه على الاستقالة ولم يسمحوا لرئيس مجلس النواب يحيى الراعي بأن يكون رئيسا مؤقتا نظرا إلى أنّه كان من قيادات المؤتمر الشعبي العام».

وخلص الإعلامي اللبناني إلى أنه في غياب أي تغيير للوضع على الأرض وبقاء “الشرعية” على حالها، سينتهي مارتن جريفثس إلى نسخة أخرى عن جمال بنعمر أو إسماعيل ولد الشيخ أحمد. «وسيظل الحوثي يقول: أنا أسيطر على جزء من اليمن. أنا في صنعاء وتعز والحديدة. هل يستطيع أحد إزاحتي من أي موقع أنا فيه؟ لماذا عليّ، إذا، تقديم أي تنازلات».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى