الحكومة والشعب

> عبدان دُهيس

> لم يعد للحكومة أي حضور في حياة المواطن، سوى الاسم بأن لدينا حكومة، فلهيب الأسعار في تصاعد مخيف بسبب انهيار العملة المحلية، والحكومة - للأسف والأسف الشديد - تقابل هذا التصاعد بـ(أذن من طين وأذن من عجين).. قمة في الامتهان والفهلوة وعدم الاكتراث بحياة الناس، ليس هناك ما يبرر لبقاء الحكومة، إذا استمرت على هذا النحو من الغياب والعجز عن أداء وظيفتها، بحسب (اليمين الدستوري) الذي أقسمت به عند تشكيلها أمام رئيس الجمهورية..!
لقد جرى التغيير في مكون الحكومة الشرعية، مرات كثيرة، وأعفي أكثر من وزير من مهامه، وأتي بوزراء آخرين بدائل منهم، لكن العجز في الأداء الحكومي ظل كما هو، وما يزال قائماً، بسبب قلة الخبرة الإدارية المهنية والسياسية أيضا،ً وبؤس في الأداء لمعظم الوزراء، ولكبر حجم المسؤولية على بعضهم!
لم يلمس المواطن والشعب عموماً من الحكومة أي شيء يثير الإعجاب والارتياح والاطمئنان سوى الأزمات والمتاعب والتعقيدات المتصاعدة في حياة الناس، هبوط متواصل إلى (الدرك الأسفل) للعملة الوطنية، يقابله ارتفاع جنوني لكل ما له صلة بالحياة والعيش الآدمي، ومعالجات الحكومة - إن كان هناك معالجات - لا صلة لها بالواقع، ولم تقترب من موضع الداء، وقد مرت أكثر من (خمس سنوات)، هي مجمل سنوات هذه المعاناة، ويتوقع المزيد من السنوات العجاف القادمات، ونحن على هذا الحال من البؤس والتعاسة والشقاء المؤلم..!
إن الأوان لصحوة مسؤولة تنقذ هذا الشعب من الهلاك القادم، لا سمح الله، الناس سيموتون جوعاً، إذا استمر الحال على هذا النحو من غياب الحكومة وصمتها، الذي وصل حد الإفراط.. الجوع لا يرحم ولا يفرق، والفقر سيذهب بصاحبه إلى ارتكاب أبشع الجرائم وأشدها فتكاً وفضاعة ووحشية، إذا لم يتم تدارك الواقع البائس الذي يعيشه الناس.. فكفى سياسة وكلاما وشعارات، لأنها لا تملأ البطون، وكفى تدليسا ودقدقة للعواطف والمشاعر.. أفواه الناس تنتظر الخبز وما يسد رمق البطون من الجوع، بأسعار معقولة ولائقة تتناسب ومستوى دخلهم المعيشي..!
إذا لم تستطع الحكومة أن تدير الأمور باقتدار ومسؤولية فعليها أن تستقيل بشرف حتى لا تظل تشكل عبئا إضافيا على حياة المواطن.. فيكفي هذا المواطن الغلبان الحال الذي هو فيه، فإذا شعر بمزيد من ضيق الحياة حتماً سيثور وسينتفض وسينطلق هديره العاصف، فلن تستطيع أي قوة على الأرض أن توقفه.. عندها لن ينفع ندم، وستذهب الحكومة أدراج الرياح.. والحليم تكفيه الإشارة.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى