زراعة الحب

> صالح شائف

> تتوالد الأيام من رحم الزمن
وترحل مسرعة من لحظة ولادتها
نتنفس هواء ألوانها قدرا..
وكما ولدنا نعيش بها  ونموت فيها
ومنها وفي لحظة .. وبين أحضانها
      *  *  *
نصنع منها بالأماني الخضر عناوين غدنا الآتي..
وما قد مضى من أيامنا على جدرانها وصفحات كتابها
وتصنع هي منا تاريخا لا يشبهنا ..
وبتعميد الحياة صارت تشبهنا ونشبهَها
فبصماتنا وسطورنا وأن تعددت وتعاقبت...
فهي قطرة حبر من محيط أعظم هو مدها..
ومدادها وفيه يتجسد خلود الزمن
وقدرة فعله فينا.. وهو شاهد الإثبات على أفعالنا
وعلى قدسية الحياة وأروع وأسمى معانيها
      *  *  *
ندعو الله كل صباح بأن يكتب لنا
الحياة والظفر ببهجة دائمة..
تٌشبه ألوان قوس فزح حين تقبّل الشمس وبحنيّة
عند الشروق الأرض برؤوس جبالها
         *  *  *
نهرب بالوهم والخوف من أيامنا..
ونحن العاجزون ودون قدرة منها إليها
نكره الحزن معانقة وتوددا
ومنه تولد ابتساماتنا يتيمة الشفتين
وعابرة.. كأحلامنا
وكلمح البرق خاطفة في سماء رعودها
وتنطفئ برياح الكراهية.. القبيحة
وقبل أن تضيء لنا الأمنيات والأيام شموعها
         *  *  *
نلعن حظنا العاثر.. كالعادة أو نرى الشرور كلها
من غيرنا وهو وحده مصدرها..
ولا ذنب لنا فيها أو أفعالها
ننشد الرخاء والأجمل..
وبجهل فاضح ودون علم وكفاح
ونتمناه أن يأتي كالمطر
محمولا على سحبها وغيومها
ليروي حقولنا العطشى لتثمر السنابل..
ونحصد قمحها ونقطف أزهارها، ووردها
         *  *  *
يمضي بنا العمر ولا نجني غير سراب أحلامنا..
الخائبات لأننا لا نجيد زراعة الحب
وكما بنبغي في نفوسنا
فهي الوعاء للجمال والإبداع
وهي للخيرات منبعها النقي وأصلها
فالحب في الصدور..
يا سادتي هو المفتاح أن شئتم سعادة
ولكل باب موصد.. ولسحر أيامنا
ولجمالها وفنونها.. ولكل مثير من
أسرارها..​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى