> عصام عبدالله مسعد

نعم قد حصل التحرير، ونعم طرد الطغاة الغاصبين، نعم أصبحت الإدارات والمؤسسات محكومة وتدار محليا، لكن هناك من يسعى ويجند عفاريته حتى يجعل من هذا النصر سرابا ووهما.

وعندما نتحدث عن العفاريت نتساءل: من هم؟ ومن أين هم أولئك العفاريت؟، فالعفاريت الذين يعبثون بأمن وخيرات الوطن واستقراره كثيرون جدا، منهم من يتكلم بلسان غير لساننا وجلده من غير جلدتنا، وهؤلاء هم العفاريت الأسياد الذين ينفقون ويمولون لعفاريت الداخل (العزاريط)، هؤلاء هم من يخطط ويبرمج ويموّل ويقدم كل ما بوسعه حتى تتمكن عفاريت الداخل من قلب الموازين وتحويل النصر إلى هزيمة.

والسؤال الذي يطرح نفسه ما دور عفاريت الداخل؟ ومن هم؟، هم من أبناء جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا، هم قد يكونون أخي وأخاك، وابني أو ابنك، أو جاري أو جارك، هم من يظهرون أنهم قائمون على خدمة هذا الوطن وتوفير كل ما يحتاجه المواطن، وفي الواقع هم من يقومون بتعطيل المصالح الحكومية وتضييع الأموال وهدر الطاقات وكبت الهمم حتى يجعلوا من الانتصار هزيمة وحتى يشعر المواطن بالملل.

هؤلاء هم من ضيعوا الحقوق، وهم من يفترض أنهم قائمون ويحافظون على الحقوق لتوصيلها إلى أصحابها لأن ذلك جزءا من مهامهم وواجباتهم الملقاة على عاتقهم.
والصنف الثالث هم من فاتتهم مصالحهم وانفرط العقد من بين أيديهم وفقدوا مصالحهم واختلطت الأوراق عليهم وسحب البساط من تحت أقدامهم فيحاولون تدمير النصر ودحض الأمل، هؤلاء وإن تباعدت أوطانهم واختلفت ألسنتهم فهم جميعاً عفاريت إبليس.