«ليونة» جريفيثس.. هل تعيد الحوثيين إلى مشاورات جنيف؟

> «الأيام» غرفة الأخبار

>
الحكومة لا تتوقع أي اختراق أممي في الموقف الحوثي المتعنت

 لا يبدو أن رحلة المبعوث الأممي إلى مسقط لاسترضاء الحوثيين سيكون لها تأثير على مسار التوتر في الملف اليمني، خاصة بعد بدء هجوم حاسم لتحرير الحديدة بدعم قوي من التحالف العربي وتفهم غربي.
وعاد الحوثيون لبحث إمكانية المشاركة في جولة مشاورات سلام جديدة تعقد برعاية الامم المتحدة في «أقرب وقت»، على وقع المعارك المتواصلة في محيط مدينة الحديدة والتحذيرات من تداعياتها على المدنيين.

وقالت وكالة «سبأ» الناطقة باسم الحوثيين، أمس الجمعة، إن جريفيثس التقى أمس الأول الخميس في العاصمة العمانية مسقط محمد عبد السلام، رئيس وفد الحوثيين الذي كان من المفترض أن يتوجه إلى جنيف، وعضو الوفد عبد الملك العجري.
وأوضحت أن اللقاء ناقش «الأسباب» التي حالت دون مشاركة الوفد في مشاورات جنيف، و»الترتيبات اللازمة» لعقد لقاء جديد «في أقرب وقت».

ويأتي الحديث عن محادثات السلام بعد أسبوع من عجز مبعوث الأمم المتحدة لليمن مارتن جريفيثس عن إحضار الحوثيين إلى جنيف لعقد أول محادثات سلام بين أطراف النزاع منذ 2016.
وانتهت المفاوضات غير المباشرة حتى قبل أن تبدأ بعدما رفض الحوثيون في اللحظة الأخيرة التوجه إلى جنيف من دون الحصول على ضمانات من الأمم المتحدة بالعودة سريعا إلى العاصمة اليمنية الخاضعة لسيطرتهم.

كما طالبوا بنقل جرحى على متن الطائرة التي كانت ستقلهم إلى جنيف، مشددين على ضرورة أن تكون الطائرة عُمانية وأن تمر عبر مسقط.

أوساط سياسية يمنية وصفت لقاء مارتن جريفيثس، المبعوث الأممي إلى اليمن، بوفد حوثي في سلطنة عمان، الخميس، بأنه بمثابة المكافأة للمتمردين الذين لم يحضروا إلى جنيف الأسبوع الماضي، وفرضوا تأجيل جولة المشاورات إلى موعد غير محدد، مشيرة إلى أن الحكومة اليمنية لا تتوقع أي اختراق في الموقف الحوثي من وراء هذا اللقاء.

وقالت هذه الأوساط إن الليونة التي يتعامل بها جريفيثس مع الحوثيين لا يمكن أن تساعد على عودتهم سريعا للمشاورات، وإنها قد تشجعهم على افتعال المزيد من المآخذ والاشتراطات أمام جهود المبعوث.
وما عدا تفهم جريفيثس لأسباب تخلف المتمردين عن جنيف، فإن ردود فعل الدول المعنية بالملف اليمني فهمت المقاطعة على أنها رسالة سياسية من الحوثيين الذين لا يرغبون بتحقيق انفراجة في الملف اليمني لا تتماشى مع أجندة إيران التي تخطط لتوسيع دائرة التوتر الإقليمي بمواجهة حزم إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضدها.

ونقلت صحيفة العرب اللندنية عن الباحث السياسي السعودي علي عريشي بأنه كان على التحالف العربي والحكومة اليمنية إحراز انتصار سياسي مهم على خلفية رفض الحوثيين الذهاب إلى جنيف، واستخدام ذلك لإثبات أن الحركة الحوثية ليست جادة في ما يخص العملية السياسية وأن الحل يكمن في ممارسة المزيد من الضغط العسكري.

الضمانات أولا
وأكد عضو الوفد المفاوض التابع للمتمردين حميد عاصم، في تصريح عبر الهاتف لوكالة فرانس برس أمس الجمعة، أن عبد السلام والعجري مقيمان في العاصمة العمانية.
وأضاف متحدثا من صنعاء «المحادثات ستبقى تراوح مكانها إلى أن نتلقى ضمانات» بالعودة إلى العاصمة صنعاء، حيث يفرض التحالف العسكري قيودا على حركة الطيران المقتصرة على طائرات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية.

وبدأت الأمم المتحدة جهود استئناف محادثات السلام بعدما شن التحالف في 13 يونيو هجوما باتجاه مدينة الحديدة الخاضعة لسيطرة الحوثيين، بقيادة الإمارات الشريك الرئيسي في التحالف.
وتدور منذ فشل عقد المحادثات معارك عنيفة قتل فيها عشرات الأشخاص في محيط المدينة التي تضم ميناء رئيسيا تدخل منه معظم المساعدات والمواد التجارية الى ملايين السكان في البلد الغارق في أزمة انسانية كبرى.

لكن التحالف يعتبر الميناء ممرا لتهريب الأسلحة ومهاجمة سفن في البحر الأحمر، ويطالب بانسحاب الحوثيين منه ومن المدينة لتجنيبها حرب شوارع.
وسيطرت القوات الموالية للحكومة الأربعاء على طريقين رئيسيين قرب مدينة الحديدة، أحدهما «كيلو 16» الذي يربط وسط المدينة بالعاصمة وبمدن أخرى ويشكل خطا مهما لإمداد الحوثيين، قبل أن يشن الحوثيون الخميس هجمات مضادة في محاولة لاستعادة المواقع التي خسروها.

وقال مسؤول في القوات الحكومية لوكالة فرانس برس ان «اشتباكات متقطعة دارت أمس الجمعة في عدة مناطق في محيط مدينة الحديدة»، مضيفا أن الحوثيين نشروا «مضادات أرضية جديدة على طول ساحل المدينة، وباتوا يستقدمون التعزيزات بشكل مستمر».

وذكرت مصادر عسكرية وطبية في محافظة الحديدة أن طيران التحالف شن غارة جوية على موقع للمتمردين عند الأطراف الجنوبية للمدينة مساء الخميس ما أدى إلى مقتل 16 مسلحا، بينما قتل ثلاثة من عناصر القوات الحكومية في هجوم بقذيفة استهدف آلية عسكرية شرق الحديدة.

الحديدة تنادي
ويطالب الحوثيون عبر وسائل الإعلام المؤيدة لهم، وبينها قناة «المسيرة»، مؤيديهم بالدفاع عن مدينة الحديدة في ظل تصاعد المعارك.
ودعا إمام صلاة الجمعة (أمس) في مسجد ذي النورين في صنعاء للتوجه إلى الحديدة، قائلا «الحديدة تنادي الجميع، والحديدة ملك لجميع اليمنيين ويجب الدفاع عنها»، بينما دعا خطباء آخرون إلى مساندة النازحين الآتين إلى صنعاء خوفا من المعارك، بحسب وكالة فرانس برس.

ورغم المعارك الجديدة في محيط الحديدة، ذكر مسؤولون عسكريون في القوات الحكومية أن هذه المعارك لا تعني استئناف الحملة، وإنما هدفها السيطرة فقط على طرق رئيسية قرب المدينة.
وأمس الجمعة أكّدت الإمارات أن العملية في محيط الحديدة تسري كما هو مخطط لها، وأن أحد أهدافها هو محاصرة المدينة.

وكتب وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش في حسابه بتويتر «تحقق عمليات الحديدة الحالية أهدافها بنجاح ومعنويات الحوثي في الحضيض والخسائر في صفوفه كبيرة جدا والطوق المحيط به يكتمل».
وتابع «غيابه عن مشاورات جنيف له ثمن باهظ يدفعه في الميدان خسارة تلو الأخرى. ما زلنا على قناعة أن تحرير الحديدة مفتاح الحل في اليمن».

من جهته، اتّهم وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا معمر الإرياني في سلسلة تغريدات، الحوثيين بتحويل مخازن منظمات تابعة للأمم المتحدة في محافظة الحديدة إلى مواقع عسكرية.
واعتبر الحوثيون في بيان أن هذا الاتهام يمهّد الطريق أمام طائرات التحالف لقصف هذه المخازن.

وكانت منسقة الشؤون الإنسانية في اليمن ليز غراندي حذّرت أمس الأول الخميس من أن الوضع في مدينة الحديدة تدهور في الأيام القليلة الماضية، مشيرة إلى أن مصير «مئات الآلاف من اليمنيين بات معلقا هناك».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى