نستغرب إصرار أطراف تحاول إقصاء الجنوبيين من المشاركة السياسية بتصريحات معلنة

> تغطية/ رعد الريمي

>
قالت رئاسة الهيئة التنفيذية لمؤتمر القاهرة إن ركودا اعترى تكوين هيئات ودوائر مؤتمر القاهرة، مفصحة عن تحملها مسؤولية ذلك الركود بشكل صريح وشفاف، ومنوهة إلى أنها ستعمل في القادم على إعادة ترتيب أوضاع الهيئات، كما أنها ستعمل على بذل جهود لتوحيد الصف الجنوبي.

وأوضح رئيس اللجنة التنفيذية للمؤتمر الجنوبي الأول عبدالمجيد وحدين أن «مؤتمر القاهرة مر بظروف صعبة، وعلى وجه التحديد في تكوين هيئاته بالداخل، وكل هؤلاء يعلمون أن مؤتمر القاهرة ليست فيه إغراءات مثل ما عليه بعض المكونات، ورغم هذا فإن قيادات وأعضاء مؤتمر الجنوب متمسكون بموقفهم وبرؤيتهم».

جاء ذلك في اللقاء التشاوري السياسي الذي عقده، أمس، عدد من أعضاء هيئة الرئاسة واللجنة التنفيذية وكوادر مؤتمر القاهرة الجنوبي الأول المتواجدة في العاصمة عدن.

مؤتمر القاهرة تمثيل جنوبي شامل
وقال وحدين: «ولهذا فنحن نعتبر مؤتمر القاهرة إنجازا جنوبيا كبيرا حيث مثل الطبعة الأولى للكيان الجنوبي الموحد، ونحن نعرف سواء أكان من ناحية الكم أو العدد، وخاصة أن الذين حضروا مؤتمر القاهرة بلغ عددهم حوالي 700 عضو، وأن التمثيل كان يغطي الخارطة السياسية والاجتماعية والجغرافية للجنوب إلى حد كبير جدا، كما شمل المؤتمر أعضاءه من مراحل تكوينية لفئات مجتمعية ما قبل 67م وما بعدها إلى عام 90م وإلى موعد انعقاد المؤتمر وبما ضمه المؤتمر من توافق ديمقراطي في عملية المشاركة والتمثيل».

ونوه إلى أن مؤتمر القاهرة «تعرض لكثير من المضايقات والهجمات وصلت إلى درجة التخوين في مرحلة معينة، بسبب رؤيته التي صنفت دون سقف الاستقلال، ورغم هذا ظل الناس متمسكين به وبمواقفهم ورؤيتهم، والتي شاءت الأقدار أن تراجع عدد كثير من الذين كانوا يتهجمون على مؤتمر القاهرة، وباتوا اليوم يقتربون كثيرا من رؤية مؤتمر القاهرة».

ضرورات سياسية مستجدة
وناقش اللقاء محورين: الوضع الداخلي لقيادات وأعضاء ونخب وهيئات مؤتمر القاهرة في الداخل، وكيفية إمكانية ترتيب الأوضاع للتمكن من إعادة دوره وتأديته في المرحلة القادمة بالشكل الأفضل، وخاصة أننا على أعتاب مستجدات سياسية ومفاوضات دولية والاستفادة والإشادة بمبادرة محافظة حضرموت في ترتيب أوضاع فرع المؤتمر التي تمت العام الماضي،
كما ناقش اللقاء في محوره الثاني الأوضاع الاقتصادية والانهيار الشامل الذي يعانيه الوضع الاقتصادي وما شهدته المدينة من تداعيات واحتجاجات جاءت تحت مسمى «ثورة الجياع».

وباللقاء حرص المشاركون في مداخلاتهم على استيعاب المستجدات السياسية والتقدم نحو الأمام، وخاصة مع القضايا التي طرأت على الجنوب، مشددين على ضرورة أن يتسم القائمون على مؤتمر القاهرة بنوع من المرونة، وخاصة إزاء مخرجات المؤتمر التي كانت في عام 2011م بسبب التغيرات التي اعترت الأوضاع السياسية.

كما نوه الحاضرون إلى ضرورة الحوار لتوحيد المكونات الجنوبية، وخاصة أن أغلب تلك المكونات تمتلك ذات القناعات السياسية برغم اختلاف المسميات، وخاصة أنه توجد إمكانية الالتقاء في الوضع الراهن.

بيان اللقاء
وصدر عن اللقاء بيان تُلي على الجميع أواخر اللقاء لم تسجل عليه أي اعتراضات أو انتقادات من قبل الحاضرين، والذي أشار إلى محور اهتمام رئاسة المؤتمر واللجنة التنفيذية خلال السنوات الماضية فقد كانت على تواصل مستمر مع مختلف الأطراف المعنية في الداخل والخارج، بما فيها المجلس الانتقالي وعلى الرغم من التقدم الذي تم إحرازه في محطات معينة إلا أنه لم يصل إلى مستوى الطموحات، ونأمل أن ينتقل من مستوى التوافق والتجاوب اللفظي إلى مستوى التطبيق العملي.

وقال البيان «إنه وفي ظل المستجدات على الساحتين السياسية والميدانية، ومع استئناف المسار السياسي، وجهود المبعوث الأممي لترتيب جولة جديدة من المشاورات والمفاوضات فإن الأولوية اليوم هي إيجاد توافق جنوبي، لذلك نرى أن على المكونات في مقدمتها المجلس الانتقالي الاقتراب من بعض لمواجهة هذا الاستحقاق».

وأشاد البيان بالجهود الكبيرة والبناءة التي يبذلها المبعوث الأممي من أجل إنهاء الحرب والدخول في صلب العملية السياسية بمشاركة الأطراف المعنية في الشمال وفي الجنوب، كما أن من الإنصاف تقدير ما أبداه المبعوث الأممي من تفهم لمحورية القضية الجنوبية في أي تسوية قادمة في ضوء استعداد الجنوبيين للمشاركة بإيجابية في جهود السلام، كما كانت لهم مساهمة في جهود الحرب.

واستغرب البيان إصرار بعض الأطراف محاولة إقصاء الجنوبيين من المشاركة في العملية السياسية من خلال تصريحات تلك الأطراف علنا، بعد أن كان من وراء الكواليس.

التمسك بحق الجنوبيين في تقرير مصيرهم
وشدد البيان على التمسك بحق شعب الجنوب في تقرير مصيره بالاستناد إلى الرؤية التي أقرها المؤتمر الجنوبي الأول في نوفمبر 2011م وباعتباره مبدأ من مبادئ حقوق الإنسان والأمم المتحدة.

كما شدد على أهمية إعادة ترتيب أوضاع مؤتمر القاهرة في مختلف المستويات والانفتاح وفتح الأبواب لمختلف الشخصيات الاعتبارية من مختلف الفئات ومن مختلف مناطق الجنوب بما يعزز البنية التنظيمية والسياسية للمؤتمر، وفي هذا السياق يشيد المجتمعون بمبادرة محافظة حضرموت في ترتيب أوضاع فرع المؤتمر بالمحافظة، والتي تمت العام الماضي.

ونوه البيان إلى ضرورة إزالة الخلل في العلاقة بين الشرعية والتحالف بما يضمن التكامل والاحترام المتبادل ورفع الأداء في إدارة الحرب وإدارة المناطق المحررة بالاستناد إلى استراتيجية واضحة وفعالة تضمن النصر في الجبهات والنجاح في إدارة المناطق المحررة.

وقال البيان إنه وعلى مدى السنوات الماضية ومنذ تحرير عدن والجنوب يعاني شعبنا في الجنوب وما زال من تداعيات فشل الحكومة القيام بمسؤولياتها تجاه شعبنا حتى وصلت الأمور إلى الانهيار الكامل في الخدمات والعملة وغيرها، وانخفض مستوى المعيشة إلى مستويات غير مسبوقة، الأمر الذي دفع المواطنين للخروج إلى الشارع.

وأكد البيان أن كل ما اتخذته الحكومة من إجراءات حتى الآن لا ترتقي إلى مستوى المعالجات، وإذا لم تكن هناك إجراءات حاسمة وسريعة تعالج أسباب الانهيار وليست نتائجه ستعود الاحتجاجات وستندلع ثورة الجياع من جديد وسيرتفع سقف مطالبها، ولن يستطيع الوقوف في مواجهتها أحد، وفي هذه الحالة لن يكون موقف مؤتمر القاهرة إلا مع شعب الجنوب في مواجهة سياسية التجويع والإذلال الممنهج.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى