قـصـة شهـيـد "صالح علي عمر علي الصالحي" (المجاهد المخلص)

> تكتبها: خديجة بن بريك

>
«حلمت برصاصة تخترق هنا (وأشار إلى جبينه).. قد أذهب للجبهة ولا أعود، فلا تحزنوا.. نحن ندافع عن الدين والعرض والأرض».. كانت هذه الكلمات المزلزلة آخر ما قاله الشهيد البطل صالح علي عمر علي الصالحي لأمه وزوجته.. وهو من أبناء مديرية مودية بأبين قرية مران، أب لثلاثة أطفال، استشهد في جبهة عكد بلودر بمحافظة أبين.

تقول ابنة أخته فاطمة الصالحي: «كان خالي في عدن حينما شنت المليشيات الحوثية الغاشمة الحرب على المحافظات الجنوبية في نهاية مارس 2015م، وعندما هب رجال الجنوب للدفاع عن الأرض والعرض والدين كان في مقدمة الصفوف هو وصديقه المقرب الشهيد حسين عبدالله إبراهيم الصالحي (نشرنا قصته أمس الأول)، وقد شاركا في الهجوم على معسكر الأمن المركزي (الصولبان) الذي أعلنت قواته بقيادة عبدالحافظ السقاف حينها تأييدها للمليشيات الحوثية الانقلابية، ثم شارك في الدفاع عن مطار عدن حينما حاولت المليشيات الحوثية السيطرة عليه، وبعدها تم إبلاغ خالي بأن المليشيات الحوثية قامت بهجوم شرس على مدينة لودر بمحافظة أبين، وقد جن جنون خالي وصديقه حسين الصالحي مما جعلهما يتوجهان إلى لودر لمشاركة رجال المقاومة الجنوبية هناك، إلا أن المليشيات الحوثية تمكنت من أسرهما قبل الوصول إلى لودر ووضعتهما في ملعب (الشهداء) الواقع شرق مدينة زنجبار، وتم إبلاغنا من بعض زملائهما بأن المليشيات ستقوم بإعدامهما وكنا بحالة سيئة ونحن نتلقى مثل هذا الخبر، وبعد أيام تلقينا خبرا بأن خالي تمكن من الهرب بعد أن قام طيران التحالف بقصف مواقع تمركز المليشيات بداخل الملعب، حيث حينها قام أحد الرجال بفتح باب الغرفة التي كان خالي وعدد من الاسرى محتجزين فيها، وحسب ما قال خالي فإنه لا يعرف من هذا الرجل الذي فتح لهم الباب».

 وتردف: «واصل خالي وصديقه حسين الصالحي وجهتهما إلى لودر وشاركا في المواجهات والاشتباكات هناك، وفي تاريخ 14/4/2015م عاد خالي إلى المنزل وهو متعب بعد معركة ضارية تمكنوا من خلالها من دحر المليشيات من بعض المواقع، وحاول خالي أن يخلد إلى النوم بعد تلك المعركة إلا أنه تلقى خبرا بأن الحوثيين عاودوا الهجوم وتمكنوا من استعادة المواقع التي خسروها، وهنا قام خالي ولبس جعبته وأخذ سلاحه وهو مسرع حتى إنه لم يستمع لأحد  من الأهل الذين كانوا ينادون عليه، فقد اكتفى بالتأشير بيده مودعا دون أن يدير وجهه لهم حتى اختفى عن الأنظار».

وتختتم قائلة: «التحق برجال المقاومة الجنوبية في جبهة عكد ودارت معركة طاحنة، حيث كانت المقاومة الجنوبية تحاول طرد المليشيات من موقع تمركزها بينما كانت المليشيات تستميت في البقاء.. وأثناء الاشتباكات حاول خالي صالح علي عمر علي الصالحي اقتحام موقع تمركز العدو بعد أن حاول تجاوز تلة صغيرة، فاشتبك خالي حينها وجها لوجه مع عدد من أفراد المليشيات الحوثية، فسقط خالي شهيدا في هذه المعركة بعد أن تلقى رصاصة اخترقت يده واستقرت بقلبه، وعندما سقط خالي قام  حسين عبدالله إبراهيم الصالحي بالاشتباك مع تلك العناصر فسقط بجانب خالي شهيداً.. رحمة الله عليهما وعلى جميع شهداء الجنوب».​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى