ألم الفراق ورحيل الرفاق

> فارس حسين السقلدي

>
 ما أصعب الرحيل وما أمر الفراق، فإن العين لتدمع وأن القلب ليحزن وإنا على فراقهم لمحزونون، وكلنا راحلون لا تدوم الحياة لأحد، وكل من عليها فان، وهذه سنة الله في الحياة، فكم يعجز القلم عن الكتابة والتعبير، إلا أنه مجبر عليها وتحت إلزام الأنامل، رغم آلام الفراق وجراحات الرحيل، فرحيلهم ترك فينا فراغا شاسعا وخسارة فادحة وأعيتنا صدمة الحال وذهول الواقع، وإن رحلو إلا أنهم أحياء فينا وفي قلوبنا، صورهم ومواقفهم لا تفارق مخيلتنا، سيظلون بأسمائهم وصورهم ومواقفهم الرجولية والمشرفة هامات تعانق سماء الدنيا وشموخ الأصالة والأسماء في إباء وعزة وكبرياء تغازل الفضاء الواسع والرحب، وإن آلمنا فراقهم وأحزننا رحيلهم المفاجئ والمبكر، فصبرا على الأيام وصبرا على الزمن، فرحيلهم شرف لنا ولهم، وفراقهم ألم وحسرة ومأتم، إلا أنها ممزوجة بروائح النصر وعبق الحرية وشرف الاستقلال وعبير الانتصار الذي يحذوه الأمل والعودة إلى ما كان وأفضل مما سيكون.

  كم افتقدناهم وافتقدنا إليهم، فما أحوجنا اليوم إلى أمثالهم بل وإليهم إن كانو احياء في الحياة وخصوصا اللحظات العصيبة والأوضاع المأساوية الحالية التي نمر بها خصوصا والبلاد عموما بكل مآسيه وويلاته وآلام وأوجاع الواقع الحالي، ألم على فراقهم وحسرة على رحيلهم ودمع على مآسيهم وأخلاقهم ونبل وفائهم وإخلاصهم وحرمانهم لنصيبهم من أبسط الحقوق ومقومات الحياة وتجاهل الغير والشرعية لتضحياتهم وأقدامهم في ردع والتصدي للظلم والباطل والاستبداد ونسيانهم، إلا أنهم القناديل التي أضاءت ما حولها ونبارس البناء والتأسيس، هم الزملاء والأصدقاء والأجلاء والأقرباء والأوفياء الذين سلكوا نهج النضال ونالوا رضا الجميع في الوقوف والمواقف والتصدي والاستبسال لقوى العنف والخراب والفساد والدمار، ثبتوا وأثبتوا انهم لها، وعاهدوا فأوفوا.
فسلام عليكم يوم ولدتم، ويوم عشتم ويوم رحلتم ويوم تبعثون أحياء، تغمدكم المولى عز وجل برحمته، وأسكنهم الفردوس الأعلى في الجنة، وجمعنا بكم ومعكم عند لقاء الله تعالى.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى