> لندن «الأيام» متابعات

 أثارت بعض الأخطاء التي وُصفت بـ "الفادحة" ، خلال حفل توزيع جوائز الاتحاد الدولي لكرة القدم ، الذي نظم مساء يوم أمس الأول الإثنين ، جدلاً كبيراً ، جعل البعض يشكك في مصداقية "الفيفا".

 وتوج البلجيكي تيبو كورتوا بجائزة أفضل حارس مرمى لعام 2018 ، لكنه في نفس الوقت ، غاب عن تشكيلة النجوم المثالية لهذه السنة ، حيث عوضه فيها الحارس الإسباني دافيد دي خيا .. كما غاب أيضاً النجم المصري محمد صلاح عن تشكيلة العام بالرغم من أنه كان ينتمي للقائمة النهائية المرشحة لجائزة أفضل لاعب في العالم ، رفقة كل من مودريتش ورونالدو.

 * وهنا يتساءل الجميع ، كيف لحارس يحظى بجائزة الأفضل في العالم أن يغيب عن أفضل تشكيلة لاعبين في العالم ، وكيف للاعب (محمد صلاح) مرشح بين أفضل 3 في العالم ، أن يغيب أيضاً عن أفضل تشكيلة في العالم.
 * وطُرح كذلك حضور داني ألفيس في تشكيلة فريق العام ، تساؤلات كثيرة ، على اعتبار أن اللاعب البرازيلي ، لم يقدم شيئاً مميزاً مع فريقه باريس سان جرمان ، كما أنه لم يشارك مع منتخبه في منافسات كأس العالم بسبب الإصابة.

 * كل هذه "الأخطاء" وضعت مصداقية الفيفا (تحت المجهر) ، حيث قال البعض إن العشوائية تطبع بعض الخيارات، التي يُقدم عليها الاتحاد الدولي للكرة في هذه الجوائز .. مشيرين إلى أن الأمر يحتاج تدقيقاً حتى "لا يُظلم أي لاعب".

 وكان الكرواتي لوكا مودريتش ، لاعب ريال مدريد الإسباني ، قد نال مساء أمس الأول الإثنين ، جائزة أفضل لاعب في حفل الجوائز السنوي للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) ، بعد موسم "لا يصدق" أحرز فيه لقب دوري أبطال أوروبا للمرة الثالثة توالياً، وبلغ نهائي كأس العالم مع منتخب بلاده .. وكسر صانع الألعاب الكرواتي (33 عاماً) بذلك هيمنة إستمرت عقداً من الزمن على الجائزة ، من قبل زميله السابق في الريال البرتغالي كريستيانو رونالدو لاعب يوفنتوس الإيطالي، والأرجنتيني ليونيل ميسي نجم برشلونة الإسباني .. كما تفوق الكرواتي لوكا مودريتش على رونالدو والمصري محمد صلاح نجم ليفربول الإنكليزي ، علماً أن الأخير نال جائزة بوشكاش لأفضل هدف.

 ولم يحضر رونالدو وميسي الحفل ، الذي أقيم أمس الأول الإثنين في لندن ، علما أن الأرجنتيني ميسي غاب عن القائمة النهائية للمرشحين للمرة الأولى منذ 2006.
 وساهم لوكا مودريتش في إحراز الريال في الموسم الماضي لقبه الثالث توالياً في دوري الأبطال، وقاد منتخب بلاده في مونديال روسيا 2018 إلى المباراة النهائية للمرة الأولى في تاريخها ، قبل الخسارة 2-4 أمام نظيره الفرنسي الذي اختير مدربه ديدييه ديشان الأفضل.

 وقال مودريتش بعد تسلمه جائزته من رئيس الفيفا جاني إنفانتينو: "كان موسماً لا يصدق ، إنه أفضل موسم في حياتي لا زلت غير مدرك إلى أي حد كانت السنة جيدة ، على الصعيد الجماعي ، الفردي ، وأنا فخور بكل ما حققته هذه السنة وسأظل أذكرها إلى الأبد".
 وأشادت وسائل الإعلام الكرواتية بقائد منتخب بلادها حيث رأت صحيفة "سبورتسكي نوفوستي" على موقعها الألكتروني ، أن "العالم إنحنى مجدداً لمايسترو كرواتيا (لوكا مودريتش) .. هو أفضل لاعب في العالم".

 ويأتي هذا التتويج بعد نحو شهر من اختيار مودريتش أفضل لاعب في حفل الجوائز السنوي للاتحاد الأوروبي (ويفا) ، ونحو شهرين من اختياره أفضل لاعب في كأس العالم .. وبعدما نال ثالث تكريم على المستوى الفردي ، سيكون مودريتش في موقع الأفضلية لنيل الجائزة الفردية الأرفع ، أي الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم ، والتي تمنحها مجلة "فرانس فوتبول" الفرنسية في الثالث من ديسمبر المقبل .. وستعلن المجلة لائحة المرشحين في الثامن من أكتوبر.

 - صلاح الهداف وديشان المدرب - وكان اتفاق مشترك بين الفيفا و"فرانس فوتبول" قد أدى إلى تشاركهما في منح جائزة الكرة الذهبية بين العامين 2010 و2015 ، قبل أن يعود كل منهما إلى منح جائزته الخاصة بدءاً من 2016 ، وغالباً ما كان اللاعب الذي يتم اختياره الأفضل من قبل الفيفا ينال بعد ذلك الكرة الذهبية .. وقد تقاسم رونالدو وميسي ، جائزة الأفضل ، بالتساوي في الأعوام العشرة الأخيرة ، مع أفضلية للبرتغالي الذي نالها أربع مرات ، في الأعوام الخمسة الماضية ، وبشكل متتال في 2016 و2017.

  * وساهم كريستيانو رونالدو بشكل كبير في الموسم الماضي ، في تتويج ريال مدريد الثالث توالياً ، بلقب دوري الأبطال وأنهى المسابقة القارية كهداف مع 15 هدفاً .. إلا أن البرتغالي (33 عاماً) لم يقدم الأداء المتوقع في المونديال وخرج مع منتخب بلاده من ثمن النهائي على يد الأوروجواي (صفر-2) .. وهذا الصيف إنتقل إلى يوفنتوس الإيطالي في صفقة بلغت قيمتها نحو 100 مليون يورو.

 * أما صلاح (26 عاماً) ، فبرز بشكل كبير في الموسم الماضي ، الذي كان الأول له، مع فريقه الإنكليزي ، إذ سجل 44 هدفاً في مختلف المسابقات ، بينها 32 هدفاً في الدوري الممتاز (رقم قياسي لدوري من 38 مرحلة) حيث اختير أفضل لاعب ، كما ساهم بقيادة الفريق لنهائي دوري الأبطال، قبل أن يخرج من المباراة النهائية بعد نحو نصف ساعة على انطلاقتها، بسبب إصابة قوية تعرض لها في الكتف بعد عرقلة قاسية من سيرخيو راموس .. وأثرت هذه الإصابة سلباً ، على مشاركة صلاح مع منتخب "الفراعنة" في كأس العالم ، إذ غاب عن أول مباراة في دور المجموعات ، وشارك في المباراتين التاليتين وسجل هدفين ، إلا أن ذلك لم يحل دون خروج المنتخب المصري من الدور الأول في مشاركته العالمية الأولى بعد غياب 28 عاماً.

 ولم يخرج صلاح خالي الوفاض ، إذ نال جائزة بوشكاش بعد منافسة مع مرشحين بينهم رونالدو والويلزي جاريث بيل لاعب ريال مدريد .. ومنحت الجائزة لصلاح على الهدف ، الذي سجله في مرمى الغريم إيفرتون ، ضمن المرحلة 16 ، من الدوري الإنكليزي الممتاز في ديسمبر الماضي (1-1) ، وذلك بعدما تقدم إلى منطقة الجزاء من الجهة اليمنى ، قبل أن يراوغ المدافعين ويسدد الكرة قوسية رائعة في الزاوية البعيدة للمرمى على يمين الحارس جوردن بيكفورد.

 وقال صلاح بعد تسلمه الجائزة من النجم العاجي السابق ديدييه دروجبا : "أنا سعيد جداً وفخور جداً، وأتطلع قدماً لجائزة أخرى هذا المساء".
 * كما اختير اللاعب البلجيكي تيبو كورتوا المنتقل هذا الصيف ، من تشلسي الإنكليزي إلى ريال مدريد ، أفضل حارس مرمى ، وهي الجائزة نفسها التي نالها في مونديال روسيا بعدما ساهم في حلول منتخب بلاده في المركز الثالث للمرة الأولى.

 * وعلى صعيد المدربين ، أختير ديشان الذي أصبح في يوليو الماضي ، ثالث شخص فقط يحرز لقب المونديال ، كلاعب (مع فرنسا على أرضها في 1998) ومدرب ، بعد الألماني فرانتس بكنباور والبرازيلي ماريو زاجالو.

 وتفوق ديشان على مواطنه زين الدين زيدان الذي قاد الريال إلى ألقابه الثلاثة الأخيرة في دوري الأبطال ، والكرواتي زلاتكو داليتش الذي قاد منتخب بلاده إلى نهائي مونديال روسيا ، وذلك للمرة الأولى في تاريخها.

 وتوجه ديشان بالتهنئة إلى زيدان وداليتش "اللذين يستحقان أيضاً نيل هذه الجائزة هذا المساء" ، شاكراً رئيس الاتحاد الفرنسي لكرة القدم نويل لوجريت "على منحي ثقته ، ما يتيح لي العمل بجو من الصفاء" .. كما خص ديشان لاعبي منتخبه بالشكر "لأننا (المدربون) لا نساوي شيئاً من دونهم".​