الولايات المتحدة ستخرج خاسرة من حرب تجارية على نطاق واسع
> فرانكفورت «الأيام» أ ف ب
>
حذّر باحثون في المصرف المركزي الأوروبي اليوم الأربعاء من أن النشاط الاقتصادي في الولايات المتحدة سيتراجع بأكثر من 2% في غضون عام في حال أطلقت واشنطن حرباً تجارية على نطاق واسع.
ولمحاكاة حرب تجارية شاملة تشنها الولايات المتحدة، لقّن خبراء المصرف الأوروبي ومقره فرانكفورت فرضيات عدة في نماذج اقتصادية يعدها المصرف الاوروبي وصندوق النقد الدولي.
وعلاوة على التأثير المباشر للرسوم على التجارة، حاول الخبراء رصد التأثير على السكان والثقة في الأسواق المالية من خلال محاكاة زيادة مفاجئة في اقتراض الحكومة وتراجع في البورصات حتى 16% في الولايات المتحدة.
كما توقعوا أن إجمالي الناتج الداخلي سيكون بعد ثلاث سنوات أقل ب1% عن مستوى البداية.
على صعيد التجارة، ومع أن الشركات الاميركية قد تنتقل تدريجيا الى شراء منتجات محلية ردا على ارتفاع أسعار الواردات، لكن هذا التأثير سيطغى عليه في البدء تراجع الصادرات مع تدني الشراء من شركاء البلاد.
في الوقت نفسه، من المتوقع أن تكون الصين هي الكاسبة في المراحل الأولى لمحاكاة حرب تجارية.
وبشكل أوسع، فان ضرب الثقة في الأسواق المالية نتيجة حرب تجارية يمكن أن "يكون له تأثير أعمق وأكبر على الانتاج عبر الدول"، ما سيؤدي بحسب الخبراء الى انكماش الاقتصاد الدولي ب0,75% في العام الأول.
وقال ازيفيدو لأرباب العمل الألمان في برلين الثلاثاء إن "احتمال حرب تجارية شاملة سيكون له تأثير عميق"، محذرا من أن واشنطن "تطرح تحديا للمبادئ الأساسية" للتجارة الدولية.
حذّر باحثون في المصرف المركزي الأوروبي اليوم الأربعاء من أن النشاط الاقتصادي في الولايات المتحدة سيتراجع بأكثر من 2% في غضون عام في حال أطلقت واشنطن حرباً تجارية على نطاق واسع.
ويأتي التحذير بعد أن لفت مسؤولون على غرار حاكم المصرف الاوروبي ماريو دراغي ومدير منظمة التجارة العالمية روبرتو ازيفيدو الى التهديد المتصاعد الذي تمثله "الحمائية" على الاقتصاد العالمي بموجب سياسة "أميركا أولا" التي يعتمدها الرئيس دونالد ترامب.
وقامت المحاكاة على أن الولايات المتحدة فرضت رسوما ب10% على كل واردتها وأن كل شركائها ردّوا بالمثل وهو احتمال أبعد بكثير مما ألمح اليه ترامب حتى الان.
وقال الخبراء أنه وبموجب هذا السيناريو المزدوج فان "النشاط الاقتصادي الفعلي في الولايات المتحدة يمكن أن يكون أقل حتى 2% عن المعدل في السنة الأولى وحدها".
وختم الخبراء بالقول إن "قيام اقتصاد بفرض رسوم وردّ حكومات أخرى عليه، إنما يعرضه لنتيجة أسوأ" لان "مستوى المعيشة فيه سينهار وستتم خسارة وظائف".
كما توقع الخبراء أن يتراجع استثمار الشركات وأن ينخفض التوظيف ما سيزيد من تأثير التباطؤ الاقتصادي.
وبما أن الرسوم ستقتصر على التجارة مع الولايات المتحدة فإن دولا أخرى قد تفضل شراء السلع الصينية على الأميركية للتعويض عن تراجع المبيعات الى الولايات المتحدة.
كما أن الانتاج الدولي سيتعرض لتراجع ب3% تقريبا على مستوى التجارة ككل.