نشطاء وإعلاميون في عدن يطالبون بإحياء ثقافة التعايش

> عدن «الأيام» خاص

>
 أكد ناشطون وصحافيون وباحثون على ضرورة إحياء ثقافة التعايش والتنوع واستلهام الحالة التي عرفتها مدينة عدن قبل الاستقلال.    

وفِي الحلقة النقاشية عن آثار الحرب على التعايش المجتمعي والتي نظمتها مؤسسة تعايش للحقوق والتنمية بالشراكة مع مركز اليمن لدراسات حقوق الإنسان، أكد المشاركون أن الحرب خلفت آثارا ضارة على التعايش المجتمعي والتعدد والتنوع، وأن من المهم إعادة إحياء ثقافة التعايش والتنوع التي عرفتها مدينة عدن قبل الاستقلال، حيث تعايشت جميع الطوائف والأعراق.

وفِي كلمة الافتتاح أشارت أرواد الخطيب رئيسة مؤسسة تعايش للحقوق والتنمية إلى أن الآثار المترتبة على الحرب طالت كل نواحي الحياة، ولَم يقتصر ضررها على قطاع معين، وكانت البنية المجتمعية الأكثر تضررا بِمَا لحق بها من تصدعات وانشقاقات مفزعة لم يكن لأحد أن يتوقع حدوثها.

وأكدت الخطيب أنه إذا كان من السهل إعادة بناء ما دمرته الحروب فإن من الصعوبة بمكان معالجة الآثار الاجتماعية التي خلفتها.
وقالت «إن سلامة المجتمعات وتعافيها هي الأساس في تجاوز المحن والكوارث والصراعات فإنه وبعد انقضاء ثلاث سنوات على الحرب ينبغي على الجميع أن يقف على الآثار الاجتماعية المدمرة التي خلفتها وأن يحدد أسبابها ودرجة تأثيرها ومن ثم العمل على معالجتها وترميمها».

من جهته انتقد رئيس مركز اليمن لدراسات حقوق الإنسان، محمد قاسم نعمان، غياب ممثلي المنظمات الدولية في مدينة عدن عن أَي فعالية للمنظمات غير الحكومية خلافا لما هو عليه الحال في صنعاء، وأكد أنه لا يوجد أي مبرر للغياب والامتناع عن حضور الفعاليات المتنوعة.

وأكد أن من مهام المنظمات الدولية ومكاتبها في عدن هو الحضور والمشاركة في أنشطة وفعاليات منظمات المجتمع المدني وبالذات التي تدعى لها حتى تستمع وتتعرف على هموم ومشاكل المجتمع والآراء والأفكار والمقترحات التي تطرح في مثل هذه اللقاءات حتى تتمكن المنظمات الدولية من المساهمة في دعم الأنشطة والمشاريع والفعاليات حتى تعكس إسهامها في دعم حل مشكلات المجتمع اليمني.

وقال «إنه وعند الحديث عن التعايش تعود به الذاكرة إلى ما قبل الاستقلال، حيث عاشت مدينة عدن أزهى صور التعايش بين اتباع مختلف الديانات والمذاهب والعرقيات».  وأشار إلى أن التعايش أصبح اليوم حلما من الأحلام بعد أن طال التزمت المجتمعي كل شيء وبات المجتمع في أمس الحاجة إلى التعايش الإنساني العميق المجسد لحقوق الإنسان والتراث الإنساني.

وشدد على الحاجة للمحافظة على تراثنا في مجال التعايش وخصوصا في مدينة عدن، لاننا في وضع صعب جدا ونحتاج اليوم إلى قيم التعايش أكثر من أي وقت مضى.

وقدم الناشط الحقوقي المعروف فهمي السقاف ورقة عمل عن التعايش وبناء السلام، استعرض فيها مفاهيم التعايش والسلام والحاجة لذلك، وأكد أن التعايش يعني قبول الآخرين كما هم لا كما نرغب ونريد نحن أن يكونوا عليه، والقبول بالتنوع والتعدد بما يضمن وجود علاقة إيجابية مع الآخر.

وأضاف «بعد اقتراب العام الرابع للحرب على الاكتمال ونحن نرى بأم أعيننا الموت والخراب والدمار بكل أشكاله الذي لحق بوطننا، يجب علينا أن نتفق ونتحد كنخب مجتمع مدني ونرفع أصواتنا من أجل السلام في وطننا وأن نحث جميع أطراف الصراع إلى الجنوح للسلام».

وأكد أن بناء السلام قضية تعني كل البلدان في مراحل النمو والبلدان التي تخرج من حالة الصراع حيث يمنحها مفهوم بناء السلام فرصة إنشاء مؤسسات اجتماعية وسياسية وقضائية جديدة.

الصحفي نشوان العثماني أشار في تعقيب له على ورقة الناشط فهمي السقاف  إلى حالة ألا تعايش القائمة في مجتمع اليوم إذ نجد أنباع الديانة الواحدة وحتى المذهب الواحد غير قادرين على التعايش، لأننا لم نتعلم ثقافة السلام والتعايش، وأرجع جزءا من ذلك إلى غياب ثقافة التعايش في المناهج الدراسية.

وقدمت مداخلات للمشاركين في الحلقة والذين أكدوا في المجمل على أهمية إيقاف الحرب، باعتبار ذلك المدخل الأساس لإحياء قيم التعايش والسلام، كما شددوا على ضرورة تعزيز المبادرات المحلية للتعايش ونقد الظواهر السلبية في المجتمع، حتى يتمكن المجتمع ومنظماته من الانتقال من مرحلة النقد إلى مرحلة المساهمة في بناء ثقافة التعايش والسلام.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى