تزايد معاناة الأهالي ونذر مجاعة وشيكة بعدن

> تقرير/ وئـام نجيب

>
 ارتفعت أسعار المواد الغذائية والاستهلاكية بصورة غير مسبوقة في أسواق العاصمة عدن في الفترة الأخيرة، نتيجة لتدهور العملية الوطنية أمام العملات الأجنبية، والتي فقدت أكثر من ثلثي قيمتها، إذ بلغت قيمة الدولار الواحد حتى أمس 720 ريال يمني، و194 للريال السعودي.

وما يزال التهاوي المريع مستمراً بشكل يومي وبطريقة مخيفة، تصاعدت على إثره أسعار المواد التموينية، لتقف أمامها معظم الأسر موقف العاجز عن توفير ولو جزء من احتياجاتها اليومية.
وأكد مالكو البقالات في المدينة أن نسبة عمليتي البيع والشراء تراجعت بشكل كبير جداً، لاسيما في المواد الغذائية الأساسية.

وأضافوا في أحاديثهم لـ«الأيام» أنهم كغيرهم من المواطنين تضرروا كثيراً من الغلاء الناتج عن تدهور العملة.. مؤكدين «ما كنا نأخذه في السابق بـ3 آلاف ريال، أصبح اليوم بـ6500 ريال».
 
سخط ومخاوف
وعبّر مواطنون عن سخطهم ومخاوفهم لِما آل إليه الوضع المعيشي المخيف وغير المسبوق، والذي بات يُنذر بمجاعة وشيكة، لاسيما أن الحكومة والجهات ذات العلاقة لم تجد أي حلول ناجعة حتى اليوم في ظل انهيار متسارع للعملة.

احد محلات البهارات
احد محلات البهارات

وقالوا في أحاديث لـ«الأيام»: «نحن مقبلون على مجاعة، إن لم تكن معالمها قد بدأت واضحة للعيان لدى أكثر الأسر في العاصمة، والتي تعتمد بدرجة رئيسة على المرتب الحكومي الوحيد، والذي هو الآخر أضحى ضئيلاً جداً ولا يجاري الغلاء الفاحش، فضلاً عن عدم انتظام صرفه، والاستقطاعات الكبيرة التي تطاله، خصوصاً المنتسبين لوزارة الدفاع».

نذر مجاعة
وتسبب الوضع الاقتصادي بمجاعة في صفوف الأطفال بمديرية الأزارق بمحافظة الضالع، نتيجة لإصابتهم بسوء التغذية، وتجاوز عدد الأطفال المصابين أربعة آلاف طفل، بعضهم مصابون بسوء تغذية حاد، كما دفعت الظروف المادية الصعبة الشهر الماضي بشخصين إلى الانتحار، أحدهما حرقاً بمحافظة أبين وهو نازح من تعز، والآخر شنقاً في لحج وهو ما يزال حديث عهد بالزواج.

وتزايدت أعداد المواطنين المرتادين لمكبات القمامة، بغية الحصول على قليل مما فاض من بعض الأسر حتى وإن بات غير صالح للتناول الآدمي، وهو ما حولها مؤخراً إلى ظاهرة في المدينة.

تضاعف في الأسعار
وقفزت الأسعار خلال بضعة أشهر بشكل كبير جداً، خصوصاً في المواد الغذائية والاستهلاكية، والمشتقات النفطية.


ففي بداية العام الجاري كان سعر دقيق السنابل 50 كيلو 7500 ريال، ليصل في الوقت الحالي إلى 15 ألف ريال، أي ضعف قيمته، وهو مرشح للزيادة، فيما كانت قيمة سكر الأسرة 5 كيلو بداية العام 1400 ريال وحالياً بـ 5000 آلاف ريال، وأرز الربان بذات الوزن والفترة بـ2800 ريال وفي الوقت الحاضر 5000 آلاف ريال، كما طال الارتفاع جميع السلع والمواد التموينية الأخرى.

جشع التجار
وشجع غياب الدور الرقابي من قِبل الجهات المعنية بعض التجار على استغلال الوضع، لرفع قيمة المواد بغية الربح السريع دون أي مراعاة للظروف المعيشية الصعبة والفقر المدقع الذي يعاني منه المواطنون.

وأكد مواطنون لـ«الأيام» أن تجار لجأوا إلى تخزين مواد تم شراؤها في وقت سابق ورفضوا بيعها، بهدف رفع سعرها للضعف في وقت لاحق.. مطالبين في السياق المعنين بضرورة الاضطلاع بواجباتهم بفرض الرقابة على التجار، والتي من شأنها أن توقف جشع التجار المتزايد.

وطالت تداعيات انهيار العملة الوطنية وأزمة المشتقات النفطية من ارتفاع جنوني في أسعار الأسماك وأجرة المواصلات بين مديريات العاصمة وإلى خارجها.

الحرمان من الدراسة
وقال المواطن محمد فضل: «كان السمك وجبة غذائنا الرئيسة ولكننا في الوقت الحاضر حُرمنا منها، لارتفاع قيمتها إذ تجاوز سعر الكيلو الواحد أربعة آلاف ريال، في الوقت الذي لا يتجاوز فيه مرتبي الـ 35 ألف ريال».

وفضل واحد من أبناء المدينة الساحلية الذين أضحوا يحلمون هم وأولادهم بوجبة صيد اعتادوا على تناولها حتى وقت قريب بشكل يومي.


فيما قال هاشم محمد، وهو طالب في كلية العلوم الإدارية في مدينة الشعب: «ارتفاع أجرة المواصلات وقف حائلاً دون مواصلتي للدراسة الجامعية».

وأضاف لـ«الأيام»: «تجاوزت أجرتي اليومية الألف الريال، ومرتب والدي التقاعدي (45 ألفا) لا يفي بتوفير الحاجيات الأساسية للأسرة.. فحاولت مضطراً للغياب عن بعض الأيام، وهناك من الدكاترة من تفهموا لوضعي ووضع الكثيرين من الزملاء».​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى