جريح واعتقالات تعسفية بسيئون وإغلاق طرقات وإحراق إطارات بعدن

> سيئون - عدن «الأيام» خالد الكثيري - خاص

>
 تواصلت أمس الإثنين التظاهرات الشعبية السلمية في عدة محافظات جنوبية ضد تردي الأوضاع المعيشية والاقتصادية في البلاد.

ففي مديرية سيئون بمحافظة حضرموت، جنوب البلاد، تظاهر المئات من المواطنين مساء أمس الإثنين ضد الحكومة الشرعية، وضد التدهور الاقتصادي والمعيشي الذي تشهده البلاد.

ورفع المتظاهرون لافتات كتبوا عليها عدة شعارات منها «تسقط حكومة الفساد» وغيرها من الشعارات المناوئة لحكومة بن دغر.

جانب أخر من المتظاهرين
جانب أخر من المتظاهرين

وقمعت قوات الشرطة العسكرية التابعة للمنطقة العسكرية الأولى بقيادة العميد صالح طيمس التظاهرة الشعبية، واعتقلت أربعة شبان هم (عبيد فضل الزبيري، رسّام كرامة بن شملان، محمد قفزات، وأسامة باحشوان)، واقتادتهم إلى مقر قيادة المنطقة العسكرية الأولى.

فيما أصيب الشاب (عمر سالم علي دومان) بكسور وجروح متوسطة بالحوض أُسعف على إثرها إلى مستشفى سيئون العام بحضرموت.

وكانت التظاهرة انطلقت من وسط السوق العام بسيئون مرورا بساحة قصر السلطان الكثيري وصولا إلى مجمع الدوائر الحكومية، حيث مقر السلطة المحلية ووكيل الوادي والصحراء بحضرموت حيث واجهتها القوات العسكرية.

الشاب الجريح عمر سالم
الشاب الجريح عمر سالم

وتزامن مع التظاهرة عصيان مدني شامل أغلقت خلاله المحلات التجارية والمطاعم والورش وسط السوق العام وقبالة قصر السلطان الكثيري وشارع الجزائر وسوق النساء بمختلف شوارعه بما فيها سوق العيدروس، الذي يُعد أكبر مراكز للتسوق بسيئون.

وقال متظاهرون إنهم خرجوا في احتجاجات شعبية للتنديد بتردي الأوضاع الاقتصادية في البلاد وانهيار العملة المحلية وارتفاع المواد الغدائية وانعدام المشتقات النفطية.

وقال رئيس المجلس الانتقالي بسيئون المحامي طاهر باعباد إن «دعوة العصيان والتظاهرة دعا إليهما ونفذهما (شباب الغضب) بسيئون تحت وطأة الظروف الصعبة والتدهور المعيشي وإن كانوا لا يتبعون المجلس لكننا نؤيدهم ونؤيد كل التظاهرات والاحتجاجات السلمية، وهذا حق من حقوقهم المشروعة التي كفلها لهم القانون».

وأضاف لـ«الأيام» أن «الشباب خرجوا اليوم (أمس) في تظاهرة سلمية وعصيان مدني منظم حتى الطرقات لم تُغلق ولَم يتم إحراق إطارات ولا أي عوائق على الطرقات».

وأشار باعباد إلى أن «الشباب خرجوا بصورة حضارية، غير أن التظاهرة بمجرد وصولها إلى مجمع الدوائر الحكومية لإيصال الرسالة الاحتجاجية إلى وكيل الوادي والصحراء باعتباره المسئول الأول بالوادي قوبلت بإطلاق النار والضرب بالهراوات من قبل قوات الاحتلال اليمني»، حد وصفه.


وتابع: «هذا التصرف بقمع التظاهرة يُعد انتهاكا صريحا لحقوق الإنسان، ونحن كقيادة محلية للمجلس الانتقالي بسيئون ندين هذا التصرف ونشجبه بأشد العبارات ونؤكد أن حق الشباب وحق المواطنين في التظاهر كفلته جميع القوانين والتشريعات المحلية والدولية».

واستطرد باعباد «رحنا إلى متابعة النيابة العامة بسيئون، وتجاوب معنا وكيل النيابة بنفسه وأصدر توجيهاته إلى مدير أمن سيئون للتوجه إلى الشرطة العسكرية لإطلاق سراح الشباب المعتقلين أو استلامهم باعتبار أن الجهة المخولة بتنفيذ أي اعتقالات بحق المواطنين هي إدارة الأمن العام ولا يحق للشرطة العسكرية تنفيذ أي اعتقالات».

وقال باعباد إن «إقدام الشرطة العسكرية على تنفيذ الاعتقالات والقيام بهذه التصرفات تكون قد ارتكبت تجاوزات وانتهاك لصلاحيات أمن سيئون».

سئيون
سئيون

وطالب بضرورة إحلال قوات النخبة الحضرمية في ربوع وادي حضرموت، حد تعبيره.
وأضاف: «وبالنسبة للتصعيد الخاص بالمجلس الانتقالي نحن بانتظار التعليمات من القيادة العليا وهناك برنامج تصعيدي واحتجاجي سيُقر وسيُنفذ من قبل المجلس الانتقالي في عموم المحافظات والمديريات».

وتابع: «السلطة المحلية في عموم مديريات وادي حضرموت لم تعلن موقفها من بيان المجلس الانتقالي.. هل هي مع الشعب أم ضد إرادته».

بدوره، قال القيادي بالانتقالي الجنوبي بحضرموت، عضو الهيئة التنفيذية، علي حمدون إن «هذا العصيان المدني والتظاهرة الاحتجاجية اللذين نفذهما اليوم (أمس) أبناء مديرية سيئون يعبران عن مدى الإرادة والمساندة والالتفاف الشعبي خلف البيان الصادر عن رئاسة الانتقالي».


وأضاف «يأتي العصيان المدني تزامنا مع دعوات الانتفاضة الشاملة في عموم محافظات الجنوب وستستمر حتى استكمال كافة الأهداف التي تضمنها البيان».

وأشار حمدون إلى إن «أبناء سيئون خلال هذه الفعاليات حريصون على الحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة، انطلاقا من المسؤولية الوطنية في الحفاظ على هذه المكتسبات التي تعتبر نواة لبناء وخدمة الدولة الجنوبية المنشودة».

وأكد أن «أبناء سيئون سيكونون على العهد الذي قطعوه في تأييد وتبني كافة ما ورد في بيان الانتقالي حتى تحقيق كافة الأهداف المرجوة».

وتابع: «ما تعرضت له التظاهرة السلمية من إطلاق الرصاص الحي من قبل قوات علي محسن لن يخيف أو يثني الشعب عن المضي قدما نحو استعادة الدولة مهما كانت التضحيات».

متظاهرون بسئيون
متظاهرون بسئيون

من جانبه، أكد القيادي الميداني بالانتقالي الجنوبي عارف عبد الدائم أن «قوات الشرطة العسكرية رفضت إطلاق سراح المعتقلين في التظاهرة حتى السادسة من مساء أمس قبل أن تفرج عن اثنين منهم فقط».

وقال لـ«الأيام» إن «قوات الشرطة العسكرية بعد المغرب (أمس) أطلقت سراح (محمد قفزان وأسامة باحشوان) بعد توقيعهما تعهدا وبضمانات ذويهم بعدم المشاركة في أي تظاهرات».

وأكد عبد الدائم أن «قوات الشرطة العسكرية ما زالت تتحفظ على الشابين (عبيد فضل الزبيري،
ورسام كرامة بن شملان)، وهما رهن الاعتقال في مقر قيادة المنطقة العسكرية الأولى»، حتى لحظة كتابة الخبر مساء أمس.

عدن تواصل احتجاجاتها وفي العاصمة عدن، قطع متظاهرون غاضبون عدة طرق رئيسية وفرعية في مديرية صيرة صباح أمس الإثنين، احتجاجا على تردي الأوضاع المعيشية وانهيار العملة المحلية.

محتجون يقطعون الخط بكريتر
محتجون يقطعون الخط بكريتر
وأحرق المتظاهرون المحتجون الإطارات وسط الشارع الرئيسي أمام عدن مول (المدخل الغربي)، معبرين عن رفضهم الكامل في استمرار سياسة الحكومة الشرعية في تجويع الشعب الجنوبي.

وعبر المتظاهرون عن غضبهم نتيجة للتدهور المعيشية والاقتصادي الكبيرين، بالإضافة إلى تدهور العملة المحلية أمام العملات الأجنبية.

كريتر
كريتر

وطالب المحتجون بضرورة رحيل الحكومة الشرعية التي يرأسها د.أحمد عبيد بن دغر.

وقال المتظاهرون إن احتجاجاتهم لن تتوقف حتى تحقق كافة أهدافها، والمتمثلة في إسقاط الحكومة التي تدهور الوضع الاقتصادي والمعيشي في عهدها، ووصل إلى أسوأ مستوياته.


فيما انتقد مواطنون آخرون تصرفات المتظاهرين بقطع الطرقات وإحراق الإطارات وسط الشوارع الرئيسية والفرعية في المدينة، معتبرين أن ذلك يخالف المظاهرات الاحتجاجية الحضارية المكفولة قانونيا.

وقالوا إن «الشوارع التي تُقطع لا يمر من خلالها وزراء الحكومة الشرعية وإنما يمر فيها مواطنون عاديون».

محتجون يقطعون الطريق بكريتر
محتجون يقطعون الطريق بكريتر

من جانب آخر، أغلق عدد من التجار محلاتهم التجارية استجابة للعصيان الشامل في العاصمة عدن، والمحدد كل يوم اثنين واربعاء من كل أسبوع.

عصيان مدني - كريتر
عصيان مدني - كريتر

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى