الخريجون يبحثون عن وظائف والكبار يتشبثون بالمناصب

>
أحمد عبدربه
أحمد عبدربه
البقاء في السلطة مدة طويلة يتم عبر وسائل غير ديمقراطية سواء لعدم وجود قانون ينظم عملية تداول السلطة أو لأنه يطبق بشكل مزاجي، بمعنى أنه يوجد قانون لكنه في طي النسيان، فرغم أن تداول السلطة مكفول بالقانون إلا أن السلطة تظل محتكرة على شخص أو حزب لا يتغير، ويتضح تأثير ذلك بوضوح سواء على السلطة أو الإدارة، ثم نجد الفتور يتسلل الى روح المبادرة والابتكار عند الشخص صاحب السلطة لشعوره بعدم وجود منافس له أو أنه موجود على مقعده حتى الموت مما ينتج عن ذلك سيطرة سياسية واحدة إلى الأبد دون تغيير، وفي نفس الوقت استمرار هذا الشخص في السلطة يمنع بشكل تلقائي الآخرين من الوصول إلى مكانه ويحول بالتالي دون تجديد دماء الوطن وعقوله المدبرة لشؤونه.

إن من الأسباب التي تؤدي إلى طول مدة بقاء الأفراد في سلطتهم عدم وجود نظام واضح يتيح تداول السلطة بسهولة وحرية والاستهتار بالقوانين والأنظمة النافذة، حيث يتم أحياناً إلغاء أو تعديل القوانين من أجل أشخاص بعينهم أو تفصيل قوانين على مقاس البعض.

 كما وفي رأينا أنه لتغيير مثل هذه الاوضاع يجب خلق عقد اجتماعي تحترم فيه القوانين وحقوق الافراد في الاسهام بافكارهم في تقدم الوطن. من ناحية فإن بقاء المسؤول لفترة طويلة يعني عدم إتاحة الفرصة للشباب- لجيل آخر للصعود والبروز بل وإصابة الأجيال الجديدة باليأس والأحباط مما يفقدنا كوادر جيدة يمكن أن تشكل إضافة للعمل العام.

 كما نوضح هنا أن هناك تظهر مشكلة أخرى وهي أن بقاء المسؤول لفترة طويلة يخلق حوله مجموعة من أصحاب المصالح المستفيدين من بقائه في المنصب ويمكن أن تتحول هذه الدوائر إلى جماعات ضغط يحولون دون ظهور كفاءات جديدة يمكن أن تسحب البساط من تحت أقدامهم.. كما نضيف هنا أن بقاء أي مسؤول فترة طويلة يتنافى مع طبيعة الأمور لأن بقاء شخص في منصبه فترة طويلة لابد أن يؤدي إلى الجمود لأنه مهما كانت قدرات هذا المسؤول ومكانته فمن الصعب عليه متابعة التطورات المتلاحقة والأفكار الجديدة، وبالتالي يكون هناك ميل لاتباع أسلوب واحد تقليدي طوال فترة وجوده في المنصب.. ومن ناحية أخرى فإن بقاء ذلك المسؤول لفترة طويلة يتنافى مع طبيعة الأمور لأن الواقع بطبيعته متغير، وبالتالي فان بقاء الشخص في منصبة فترة طويلة لابد أن يؤدي إلى الجمود كما اوضحنا آنفا، لأنه مهما كانت قدرات هذا المسؤول ومكانته فمن الصعب عليه متابعة التطورات المتلاحقة والأفكار الجديدة، وبالتالي يكون هناك ميل لاتباع أسلوب واحد تقليدي طوال فترة وجوده في المنصب.

وعن الأسباب التي تؤدي إلى ظهور مثل هذه النماذج هو بسبب أن الغالبية العظمى منهم يتم تعيينهم في عدم التخصص الذي حصل عليه ووضعه في مكان لا يطابق ولا يناسب تخصصه العلمي، خريج شريعة وقانون ويعين في منصب لا له علاقة بتخصصه كالإحصاء والمحاسبة. كما ومن المخالفات أن المرؤوسين ليس لديهم حق في اختيار رؤسائهم، ومن هنا تظهر قضية هامة وهي على أي معيار يتم اختيار هذه القيادات؟ فالمسؤول القيادي مهما كانت كفاءته غير ملم بكل الصور في مكان العمل حتى إذا وجدت أي كفاءة أخرى فلا يمكن معرفة ذلك، وهكذا لا تصبح الكفاءة أو ملائمة المسئول للمنصب هي المعيار وإنما الرضا الشخصي والعلاقات الاجتماعية، وهذا يعيدنا إلى المجتمعات القبلية، وهو ما يحدث الآن، فالقبلية والمناطقية هذه الأيام حامي سوقها بتحدي كما تقول الأغنية اللحجية (كيه عر تتقرب باقول بك سكته في الليل قب، قب). ​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى