السوبرمان الأخضر ..!

>
 بودي أن أنتهز الفرصة ، كما كان ينتهزها المهاجم الخطير (حسين عمر) أمام المرمى ، لأعبر عن شكري وتقديري ، للفتة مدير عام مديرية (خور مكسر) الكريمة تجاه (كيجان) الكرة الجنوبية.
محمد العولقي
محمد العولقي

* تكريم (حسين عمر) من أهله وناسه في (خور مكسر) لطمة على خد (المتقعرين) ، الذين استباحوا عرض وكرامة كرة القدم الجنوبية ، والاحتفاء بالهداف الماكر (حسين عمر) ضربة تحت حزام (الجهلة) الذين عاثوا في مياديننا الكروية فساداً وإفساداً.
* إعادة صولات وجولات (حسين عمر) إلى الواجهة إنتصار مدو للإنتماء لذلك الجيل الذي لاقى الأمرين من (زعانف) دخيلة، همها قرصنة النجوم ومسح ذاكرة الكرة الجنوبية من الوجود.

* لست هنا في وارد التنقيب ، عن محاسن الهداف المشاغب (حسين عمر) فهي كثيرة ، ولا في واردي استعراض (مقالبه) ،  و(مشاغباته) داخل منطقة الجزاء فهي وفيرة ، لكنني هنا أحاول اقتحام ذلك العرس الاحتفالي ، ولو بحواسي وقرون الاستشعار عن بعد.

* لا أدري أين موقع (حسين عمر) من الإعراب في ناديه (الوحدة)؟ ، ولست أدري هل كرموه يوماً ..؟ ،.. غير أنني أقول أن مجرد استنهاض همم محبيه لتكريمه على طريقتهم الخاصة ، سبق معنوي ، ضخ في جسدي، لترات من دماء التقدير والاحترام لمدير عام مديرية (خور مكسر).

* لقد أعطى (حسين عمر) ناديه (الوحدة) كل شيء يخطر ، ولا يخطر على بالكم ، لكن من أين لجيل (القوارض) معرفة مآثره وتضحياته وإخلاصه لناديه فعلاً وقولاً ؟
* هل يعلم (المتطفلون) الجدد الذين تكاثروا بنظام (البعوض) خارج غرف النوم ، أن (حسين عمر) ، كان يطير من (الرياض) إلى (عدن) أثناء مباريات (الوحدة) الصعبة على حسابه الخاص ؟ وهل يعلم جيل (الكتاكيت) أن (حسين عمر) كان يزفه جمهور (الوحدة) من المطار إلى النادي ، محمولاً على الأكتاف؟ ، هذا لأنهم واثقون أن الفوز من نصيب (الوحدة) ، طالما (السوبر مان الأخضر) وصل.

* عُرف (حسين عمر) أنه مهاجم فولاذي من طينة العمالقة ، فهو مهاجم لا يلين ولا يستكين ، مهما كانت المسالك الوعرة، التي تنصب أمامه ، إذ أن بينه وبين الشباك عشرة عمر ، وزواج كاثالوكي لا انفصام فيه.

* ربما كان المهاجم المتفرد عن غيره صلابة وتحدياً ، فهو آخر لاعب من جيل العمالقة ، أطرب كل الجماهير الجنوبية بطريقة تسجيله للأهداف السينمائية المستحيلة ، بل إنه كان يخوض سباقاً وهو يطارد الأهداف المستحيلة التي لا تخطر على بال حراس المرمى.

* كان (حسين عمر) أول وآخر مهاجم يتحدى حراس المرمى وجهاً لوجه، ولا يهابهم مهما بلغت سطوتهم ، مرة تحدى الحارس العنكبوت (عادل إسماعيل) فكسب الرهان وسجل في مرماه هدفين ، ثم غادر الملعب إلى المطار للعودة إلى عمله في (الرياض) حيث كان يدفع من جيبه ثمن التذاكر والوزن الزائد ، لأجل بث السعادة مباشرة إلى (الشيخ عثمان) وقد كان هتاف جمهور ناديه (الوحدة) له في المدرجات يغسل ارهاق السفر بالطيران.

* أما الماركة المسجلة التي كانت بإسم هذا (القزم) الخطير، فهي قدرته الرهيبة على تسجيل الأهداف من الركلات الركنية، التي تقع خارج نطاق الوعي.

* لم يعرف (حسين عمر) البدوي الأصيل الدلع ، والحركات المائعة ، التي كانت جواز مرور مهاجمين (نص كم) إلى المنتخب الوطني ، كان (حسين عمر) جاداً صارماً في مناورة كل المدافعين ، يكسب أهدافه من عرق جبينه ، لا بوسائل مساعدة كما كان الحال مع بعض مهاجمي (الحظوة).

* كان (حسين عمر) يحرص على لف رباط أبيض حول كف يده اليسرى وعندما كان يؤدي الإحماء بشعره الفوضوي وشاربه الكث وقامته المنخفضة وجواربه المتدلية يخيل لك أنه المهاجم الإنجليزي الشهير (كيفن كيجان).

* أحتفظُ  لـ (حسين عمر) بمعزة خاصة في قلبي ، ليس لأنه (بدوي) مثل حالاتي ، ولكن لأنه المهاجم الوحيد ، الذي لم يحتال يوماً على حكم ، ولم يلحق الضرر بأي منافس ، فقد كان مهاجماً نظيفاً لم تدنس الحركات الممسرحة رداءه الأخضر يوماً ما.
* وعودة على بدء ، ليس أمامي وخلفي ، سوى توجيه ، برقيات الشكر والتقدير ، لأبناء (خور مكسر) ، وفي مقدمتهم مدير عام المديرية ، فهم عندما يحتفون اليوم ، بهذا المهاجم المكافح ، والعاشق لفريقه (الوحدة) فكأنهم يكرمون الوفاء نفسه .. فعيني لغير جمالكم لا تنظر ..!​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى