الحوثيون يعتقلون عشرين صحفيا بينهم النقيب السابق والمنظمات تنتقدهم

> صنعاء «الأيام» خاص/غرفة الأخبار

>
 تواصلا لحملاتهم المسعورة ضد الصحافيين والناشطين في صنعاء وباقي المحافظة التي يسيطرون عليها، أفرج الحوثيون، أمس الأول الخميس، عن الصحافيين (أشرف الريفي، وعادل عبدالمغني) بعد ساعات من احتجازهما مع 20 صحافيا آخرين في صنعاء، شمال البلاد.

وأطلق الحوثيون العنان لمسلحيهم لمداهمة ندوة صحافية مناهضة لخطاب الكراهية في الإعلام، نظمتها مؤسسة «منصة» للإعلام والدراسات التنموية في فندق «كمفورت» في شارع القاهرة بصنعاء، والإقدام على اختطاف نحو 20 صحافيا بينهم نقيب الصحافيين اليمنيين الأسبق عبدالباري طاهر.

غير أنهم أفرجوا عن الصحافيين بعد ساعات وأبقت على الصحافيين (الريفي وعبدالمغني) قبل أن يخلوا سبيلهما في وقت لاحق من ذات اليوم.
وأكد الصحافي عادل عبدالمغني أنه جرى الإفراج عنهما بعد ساعات من الاختطاف.

وقال، في منشور له على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»: «قيل لنا إنه يجب أخذ تصريح مسبق وموافقة أمنية لعقد أي فعالية هنا في صنعاء».

وتزامن خطف الصحافيين من قبل الحوثيين مع قيام أحد قياداتهم بالاعتداء على صحافي آخر في صنعاء وإصابة شقيقه بطلق ناري في منطقة صرف، شرقي المدينة، وذلك غداة شن عناصرهم حملة ملاحقة للصحافيين في مدينة الحديدة أسفرت عن اختطاف ثلاثة منهم.

من جانبها، أدانت الحكومة الشرعية والمنظمات المحلية والدولية سلوك الحوثيين، ووصفته بـ «المسعور» تجاه حملة الأقلام والناشطين السلميين، وسط دعوات للأمم المتحدة والمجتمع الدولي للتدخل ووضع حد لجرائم الحوثيين في حق الصحافيين والناشطين.

وفي السياق، قالت صحيفة الشرق الأوسط السعودية، نقلا عن شهود وصحافيين، إن الحوثيين قاموا باقتحام إحدى القاعات في فندق «كمفورت» في صنعاء، حيث كانت تقام ندوة لإطلاق إعلان يجابه «خطاب الكراهية والتحريض على العنف في وسائل الإعلام اليمنية»، وهو ما اعتبره الحوثيون نشاطاً معادياً لهم، ما جعلهم يقتحمون مكان الندوة.

وأضافت «الحوثيون اعتقلوا على الفور أكثر من 20 صحافيا كانوا مشاركين في الندوة التي نُظمت بالتعاون مع منظمة «اليونيسكو» التابعة للأمم المتحدة، وقاموا باقتيادهم إلى مكان مجهول، وفي صدارتهم نقيب الصحافيين اليمنيين الأسبق عبدالباري طاهر».

فيما ذكر عضو مجلس نقابة الصحافيين اليمنيين المقيم في سويسرا نبيل الأسيدي، في بيان، أن من بين المختطفين المشاركين في الندوة «أشرف الريفي، عادل عبدالمغني، زكريا الحسامي، فاطمة الأغبري، معين النجري، ومحمد شمسان».

وبحسب «الشرق الأوسط» فقد رضخ الحوثيون بعد ساعات من اعتقال الصحافيين لإطلاق 18 منهم، في الوقت الذي رفضوا إطلاق سراح الصحافيين «أشرف الريفي، عادل عبدالمغني، إياد الموسمي»، مراسل إحدى القنوات التلفزيونية العراقية، إذ ظلوا لساعات في أحد المعتقلات التي يديرها جهاز الأمن القومي الخاضع للحوثيين بصنعاء قبل أن يفرجوا عنهم.

وذكرت المصادر أن الحوثيين زعموا أن اعتقالهم للصحافيين من داخل الندوة جاء لعدم التنسيق معهم مسبقاً من أجل إقامة مثل هذه الفعالية، في ظل سعيهم إلى الهيمنة على كل شاردة وواردة في مناطق سيطرتهم، وعدم السماح بأي أنشطة إنسانية أو ثقافية لا تحصل على موافقة مسبقة من الحوثيين.

وكشف أحد الصحافيين المفرج عنهم، طلب عدم ذكر اسمه، لـ «الشرق الأوسط»، تفاصيل اقتحام الندوة قائلاً: «كنا في المؤتمر الصحافي الخاص بالفعالية الختامية لمشروع (مواجهة خطاب الكراهية والتحريض على العنف في وسائل الإعلام اليمنية) في مكان الفعالية بفندق كمفورت قبل أن يقتحم بعدها بنصف ساعة ثلاثة من عناصر الحوثيين المكان معرّفين أنفسهم بأنهم من الأمن القومي التابع للجماعة وأن جميع من في القاعة موقوفون».

وأضاف «بعد نصف ساعة أخرى امتلأ الفندق بالمسلحين الحوثيين وتم اقتيادنا على متن عربتين عسكريتين إلى مبنى جهاز الأمن القومي الخاضع للميليشيات، حيث قاموا باحتجازنا داخل مطبخ لا تتجاوز مساحته ثلاثة أمتار مربعة، قبل أن يقوم أحد عناصرهم بإلقاء خطبة تحدث فيها على حد زعمه عن الدور المشبوه للمنظمات الدولية وعن أن القانون يمنع المنظمات المحلية من أخذ دعم المنظمات الدولية».

وذكر الصحافي المفرج عنه أن «الحوثيين جعلوهم يوقّعون على تعهدات خطية بعدم حضور أي مؤتمر صحافي أو فعالية إلا بعد إبلاغهم، كما أخذت منهم تعهداً بالحضور إلى مبنى الأمن القومي في أي وقت يُطلب منهم ذلك».

وأكد أنه «تم الإفراج عن الجميع باستثناء عادل عبدالمغني وأشرف الريفي وإياد الموسمي، مراسل قناة (روداو)، وشخص آخر لقبه الشلالي، كانوا في انتظار أن يعيد لهم الحوثيون معدات التصوير التابعة لهم».

بدوره، أدان وزير الإعلام في حكومة الشرعية معمر الإرياني، السلوك الحوثي بحق المعتقلين في بيان رسمي، وقال إن «جريمة الحوثيين بحق الصحافيين تؤكد من جديد منهجها القائم على قمع الحريات ومصادرة الآراء، والتنكيل بالسياسيين والإعلاميين، واختطافهم بصورة غير قانونية، والزج بهم في المعتقلات، وممارسة أبشع صنوف التعذيب والإرهاب النفسي، وكلها جرائم لن تسقط بالتقادم، وسيقدَّم المتورطون فيها للمحاسبة».

وقال الإرياني إن «المنظمات الدولية وفي مقدمتها منظمة اليونيسكو مطالَبة بإدانة واستنكار الجرائم والانتهاكات التي ترتكبها الميليشيا الحوثية الإيرانية بشكل يومي بحق السياسيين والإعلاميين والصحافيين وآخرها جريمة اختطاف 20 سياسيا وصحافيا وإعلاميا بسبب تنظيمهم فعالية حول نبذ خطاب الكراهية والتحريض».

ولا يزال نحو 13 صحافيا يمنيا يقبعون في سجون الحوثيين بتهم مزعومة، حيث مضى على بعضهم في الاعتقال أكثر من أربع سنوات ولم تحرك لهم اي محاولات دولية لإخلاء سبيلهم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى