«ثورة العمل والبناء» مبادرة شبابية مجتمعية لإعادة البسمة إلى شوارع عدن

> رصد/ رعد الريمي

>
يشهد شارع السجن في مديرية المنصورة بالعاصمة عدن منذُ ما يقارب شهر أعمال تنظيف ورفع مخلفات صلبة وأتربة وترميما لرصيف جوانبه وطلاءه وإعادة الإنارة ورفع قمامة متراكمة على طوله.

الأعمال التي يشهدها شارع السجن لم تقم بها السلطة المحلية أو منظمات دولية أو جمعيات، بل هي جهود وأعمال قام بها مجموعة من الشباب هدفوا بما يقومون به إلى «إعادة البسمة  لشوارع عدن» على حد وصفهم.

مبادرة طوعية
يتحدث لـ «الأيام» رئيس المبادرة الشاب نادر زيد علي المحرمي المكنى بـ «أبو زيد المحرمي»: «نحن مجموعة من الشباب العائدين من الغربة تفاجأنا حين عودتنا بما تعانيه شوارع عدن بشكل عام والمنصورة بشكل خاصة من تردٍ مخيف بالجانب الخدمي والجمالي».


وأضاف: «على سبيل الذكر لا الحصر يعاني شارع السجن، واجهة مديرية المنصورة، جملة من الكوارث المتمثلة بتراكم الأتربة التي غطت الأسفلت، كما يعاني من طفح مجاري يسيطر على مساحة شاسعة من أرجائه، كما باتت رؤية السيارات المهمة والمعطلة وهي تصطف على جوانبه مشهدا مألوفا، علاوة على ما يعانيه رصيفه من تدمير، وما طال طلاءه من طمس».

ويتابع «كما تتراكم القمامة في طول شريطه، وخاصة القمامة المتجمعة بالقرب من فندق سماء عدن، والتي تراكمت بفعل غياب براميل القمامة بالرغم من كونه شارعا حيويا ومهما ويقصده المواطنون».

واستطرد «أنا كمواطن لا تربطني أي صلة بالسلطة سواء المديرية أو المحافظة غير أني أجد صعوبة بالغة في التعايش مع هكذا شارع، وأنا على يقين أن غيري من المواطنين أيضاً يشكون ولكن ظروفهم الصعبة منعتهم من انتشال هذا الوضع، وخاصة في شارع طويل يزدحم بالمحلات والسيارات والمطاعم ومحلات بيع السمك والدجاج والقات».


ويختم حديثه بقوله: «كل ذلك وغيره من المشاكل التي يعانيه الشارع دفعنا كمغتربين عائدين إلى مدينتنا عدن لازدراء ذلك المنظر والعمل على تغييريه، الأمر الذي دفعنا إلى إنشاء مبادرة أسمينها «ثورة العمل والبناء- عدن»، وهي مبادرة شبابية طوعية مجتمعية هدفها التكاتف من اجل إعادة البسمة لشوارع عدن».

مظاهر إيجابية
من على ناصية الشارع تنتصب لوحات حديدة على شكل مثلث مكتوب عليها «ثورة العمل والبناء- عدن»، وتحتها كتب عليها «هذا العمل طوعي من أجل إعادة البسمة لشوارع عدن، فتعاونكم معنا لنجعل مدينتنا أجمل».
كما يشاهد المارة وسائقو السيارات عددا من مركبات النقل الكبيرة «شاحنة» جرافة صغيرة وأخرى كبيرة تعمل على نقل الأتربة والقمامة، ويزين جوانبها لوحة قماشية مكتوب عليها: «التكاتف من أجل إعادة البسمة لشوارع عدن».

مشاكل يومية
يصرح القائمون على المبادرة لـ «الأيام» أنهم وعلى مدى شهر ومنذ البدء بتنفيذ مبادرتهم سعوا إلى تحقيق جملة من التحسينات، حيث عملوا على جرف أتربة كانت تغطي ملامح الرصيف، كما عملوا على رفع القمامة المتكدسة على طول الطريق والعمل على متابعة صندوق النظافة لتوفير صناديق لرمي القمامة.


وأشار المتطوعون بالمبادرة إلى جملة من المشاكل التي تعاملوا معها وأكبرها القمامة المتراكمة على الشارع، حيث قالوا لقد كلفنا رفع أكبر قمامة بالشارع ما يقارب (800.000 ر.ي)، إذ عملنا في البدء على تجميعها في مكان واحد ومن ثمَّ عملنا على نقلها على مركبات نقل كبيرة إلى المقلب خارج المدينة.


وتحدث القائمون على المبادرة أنهم يواجهون جملة من المشاكل والمعوقات، أبرزها التجاوب الضعيف من بعض القائمين على المكاتب الخدمية للسلطة المحلية.

ويقولون: «على الرغم من كون عملنا طوعيا ولا نطلب من المكاتب الخدمية بالسطلة المحلية أي شيء إلا أننا نواجه بالتهميش وعدم التفاعل، الأمر الذي ألجأنا للعمل على تنفيذ المهمة بتكاليف أعلى، ونحن إذ نلتمس لهم بذلك العذر فقد باتت المكاتب الخدمية معدمة».

كما يشير القائمون إلى مشكلة أخرى وهي أن المطاعم ومحلات بيع اللحم والدجاج تتخلص من «القمامة» بشكل غير لائق وتضعها على الشارع ولا تكلف نفسها إخراجها إلى خارج المدينة أو توفير صناديق مخصصة لها ما يجعل القمامة عرضة للنهش والعبث من الكلاب والقطط والجواميس التي تأتي من المحمية ليلاً.

حركة دؤوبة طوعية
طموحات الشباب القائمين على المبادرة كبيرة وعالية جدا ولا سقف يحدها إذ وأنت تستمع لهم وهم يحدثونك يختالك كثيرا من النشاط والهمة، وخاصة حينما تستمع لهم وهم يستعرضون شروعهم في إعداد برنامج توعوي للمواطنين الساكنين بالقرب من شارع السجن، والذي يهدف إلى توعية الناس عبر فريق من النساء يقمنا بالدخول للبيوت القريبة من شارع السجن وتوعية الأمهات والأطفال والرجال عن الشكل التي يعانيها الشارع والطريقة المثلى للتخلص من تلك المشاكل وأبرزها القمامة.

جذب اهتمام
يثني الشباب العاملون على إخوانهم المغتربين وما يقدمونه من مال ودعم ويقولون: «لو لا إعانة الله ثم أموالهم لما أقدمنا على ما أنجزناه برغم محدودية ما يصلنا، غير أننا نعمل وسنعمل».
ينتشي الشباب كثيرا وهم يعبرون عن صور الدعم المعنوي الذي يلقونه من قبل المواطنين وعن العبارات التي تشد من أزرهم وتدفع من همهم نحو تقديم المزيد.


كما يأمل الشباب أن تلتقط السلطة المحلية بالمحافظة المبادرة وأن تعمل على المحافظة على الجهود التي بذلونها، كما يأملون أن يتجاوب المواطنون مع هذه المبادرة من خلال المحافظة على الشارع جميلا ونظيفا، ويعملون على وضع القمامة في المكان المخصص لها عقب أن توفر لهم السطلة المحلية براميل القمامة.

ويقولون: «نأمل من الجميع التعاون معنا وأن يبدوا حسن التعاون طالما ونحن نعمل بالمجان»، مضيفين «نحن من الناس ونعمل من أجل الناس ونأمل من الناس أن تحافظ على ما أنجزناه».


ويخص القائمون على المبادرة الثناء عدد من الشخصيات نظير ما قدموه لهم من جهود، حيث يثنون على المواطن طلال المحرمي، والمواطن الحاج إبراهيم أبو بسند من ساكني بلوك 4، والمواطن حمادة القعطبي، والمواطن الكابتن حسين يحيى الصوفي، وابنه يحيى حسين الصوفي، لما يبذلونه من جهود طوعية في المبادرة.

ويختتمون حديثهم بقولهم: «نحن من الناس ونعمل على خدمة الناس، ونأمل من الجميع أن يساعدونا نحو ما نطمح إليه».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى