حتى لا يزور تاريخ الثورة السلمية والمقاومة الجنوبية

> الشيخ عبدالله الحوتري

>
سجل شعبنا الجنوبي بنضاله السلمي العنيد مأثرة فريدة في تاريخ منطقتنا العربية، في سبيل نيل حريته وبناء دولته الفيدرالية المستقلة، تميزت هذه المأثرة النضالية لشعبنا عن غيرها بأنها هزمت الاحتلال اليمني مرتين (سلما وحربا).. في الأولى قاد نضالا سلميا ضد نظام قمعي استخدم كل وسائل القمع والترهيب (قتل وسجن ومحاكمات وملاحقات ووقف معاشات وغيرها)، فتوسعت مساحة الرفض الشعبي للاحتلال وأساليبه القمعية والتنكيلية لتعم الجنوب العربي من أقصاه إلى أقصاه، وكلما أمعن الاحتلال في وسائل القمع ازداد عنفوان المشاركة في النضال السلمي زخما وإصرارا على مواجهة الرصاص الحي بصدور عارية في مختلف ساحات الجنوب العربي، ولم تبقى بقعة في الأرض الجنوبية لم تتخضب بدماء أبنائها، وبدأت أصوات الشعوب الحرة ووسائل إعلامه تتناقل ما يجري من مجازر لشعب يرفض الاحتلال لوطنه، ويطالب بالاستقلال بطريقة سلمية، وبدأ التعاطف والإعجاب الإقليمي والدولي بهذه التجربة النضالية الجديدة التي قادها شعب الجنوب العربي وفيها هزمت بندقية الاحتلال اليمني  أمام الإرادة الشعبية الجنوبية.

 هذه المرحلة كان لها رجالها شهداء وجرحى ومعتقلين ومطاردين، وفي ساحات النضال السلمي.. ومثلت صحيفة «الأيام» العدنية وربانها الفقيد هشام باشراحيل وكتابها الصوت الإعلامي الوحيد للثورة السلمية الجنوبية، ونالت «الأيام» ورئيس تحريرها عقابا فاق عقاب بقية رموز الثورة السلمية الجنوبية، لذلك ينبغي أن تسجل وقائع هذه الثورة بشخوصها قبل أن يسارع الانتهازيون لتزييف التاريخ وإنساب المواقف النضالية لغير من صنعها.

وبنفس الطريقة ينبغي أن تدوّن مأثرة المقاومة الجنوبية التي هزمت الجيش المحترف في واقعة جديدة في تاريخ الحروب، وتدرس في أعلى الكليات والمعاهد العسكرية في الدول المتقدمة، ما لم فإنها ستهمل بل وستنسى لاحقا من ذاكرتنا الجنوبية، ثم يجري تزييف وقائع المقاومة الجنوبية وأهدافها وقادتها  وأبطالها.. بل قد يجري تشويه مواقف قادة المقاومة الجنوبية وأبطالها، كما حدث لقادة الحركة الوطنية الجنوبية وأهدافها.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى