كيف فهمت حكومة الشرعية مبادرة «الحكم الذاتي»؟

> «الأيام» غرفة الأخبار

>
 تتحفظ حكومة الشرعية المعترف بها دوليا على بعض التفاصيل التي تضمّنتها الدعوات الدولية المتواترة لإنهاء الحرب في اليمن، وخصوصا ما يتعلّق بشكل الدولة و «الحكم الذاتي» الذي تحدث عنه وزير الخارجية الأمريكي جميس ماتيس، غير أن الشرعية رحبت بالمبادرة الأمريكية، واعتبرت أن تلك الدعوات «تنسجم مع رغبة القيادة السياسية».

«الشرعية» -رغم تحفظها- إلا أنها سارعت إلى الترحيب رسميا بتلك الدعوات، وألقت الكرة في ملعب جماعة الحوثي في تكتيك يبدو أنه ينم عن علم الحكومة بعدم استقلال قرار الحوثي بشأن الحرب والسلام وكذا المعرفة بإملاءات طهران وحساباتها التي من المرجّح أنّها تقتضي مواصلة التصعيد وإدامة التوتّر خصوصا في الفترة الراهنة.

وشدّدت الشرعية اليمنية، في بيان، على تمسكها بمرجعيات الحل السياسي الثلاث، التي تتضمن مخرجات مؤتمر الحوار الوطني ومسودة الدستور، وهو ما يبدو ردا على مقترحات وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس الذي أشار إلى إمكانية منح الحوثيين حكما ذاتيا في مناطق سيطرتهم، حيث اعتبر البيان الحكومي أن «أي حديث عن شكل الدولة اليمنية يجب أن ينسجم مع مخرجات مؤتمر الحوار الوطني»، مضيفا «فهمنا لبعض التصريحات التي صدرت هو في ذلك السياق وفي نفس الإطار الذي أقرّته المرجعيات المتفق عليها وليس غير ذلك».

وفي مقابل الموقف الصادر عن الشرعية الذي حاول احتواء التصريحات الغربية الداعية لإيقاف الحرب، واصل الحوثيون إرسال إشارات سلبية تجاه المواقف الدولية الضاغطة باتجاه التوصل إلى اتفاق سياسي، إذ قال رئيس اللجنة الثورية العليا في الجماعة الحوثية محمد علي الحوثي، إنّ الولايات المتحدة وقادتها «هم من يجب عليهم وقف الحرب في اليمن»، في إشارة إلى عدم نية الحوثيين تقديم تنازلات حقيقية في أي عملية سياسية قادمة وسعيهم قدما إلى استغلال المواقف الدولية لتعزيز سياسة الأمر الواقع التي ينتهجونها منذ بداية الحرب.

وأشار مراقبون إلى أن المواقف الحوثية المتصلبة تجاه الدعوات الأميركية لوقف الحرب في اليمن، تأتي ردا على تصعيد إدارة ترامب تجاه طهران أكثر مما تعد تعاطيا مع الموقف الأميركي تجاه الملف اليمني.
ووصف مراقبون سياسيون تحركات المبعوث الأممي إلى اليمن لعقد جولة مشاورات في نوفمبر الحالي بأنها محاولة لالتقاط حالة الضغوط الدولية المتسارعة الداعمة لرؤيته، مؤكدة أن التسرع الذي أبداه جريفيثس لعقد المشاورات من دون أن يحرز أي تقدم جوهري في خطته لبناء الثقة، مؤشر مبكر على احتمالات فشله.

وقلّل الكاتب والسياسي اليمني علي البخيتي من جدية التصريحات الغربية وإمكانية تحويلها خلال الفترة القليلة القادمة إلى رؤية متكاملة لإحلال السلام في اليمن، مشيرا إلى أنّها تأتي في إطار إعلامي حتى اللحظة.

ونقلت «العرب» اللندنية عن البخيتي قوله «عندما تزداد ضغوط منظمات المجتمع المدني والكثير من الجهات الحقوقية في أوروبا والولايات المتحدة نشهد الموقف الغربي بين الفينة والأخرى يتصاعد لوقف الحرب في اليمن، وباعتقادي أنّ هذه تصريحات موجّهة للاستهلاك الداخلي في الدول الغربية الفاعلة في الملف اليمني، ولكن في المقابل لا تمارس تلك الدول ضغوطا جدية لوقف الحرب، لذلك نجد أنّ الضغوط تتركز بالدرجة الأولى على التقليل من الكلفة البشرية للمعارك».

وفي حين أعلنت السويد استعداداها لاستضافة المفاوضات اليمنية بطلب من الأمم المتحدة قالت مصادر  إن عرضا بريطانيا باستضافة المشاورات لم يكتب له النجاح في ظل علامات استفهام متزايدة حول التحول اللافت في موقف لندن الذي بدا أكثر مهادنة للمتمردين الحوثيين خلال الآونة الأخيرة.
وفي محاولات للضغط على المسلحين الحوثيين المتحالفين مع إيران للعودة إلى محادثات سلام ترعاها الأمم المتحدة أكدت مصادر عسكرية أنّ  «التحالف نشر نحو 30 ألف جندي جنوب الحديدة، التي يسيطر عليها الحوثيون، وبالقرب من مدخلها الشرقي، إضافة إلى نشر أسلحة حديثة تشمل مركبات مدرعة ودبابات، استعداداً لعملية كبيرة خلال الأيام المقبلة.»

وتقول الإمارات والسعودية مراراً: إنّ السيطرة على الحديدة ستجبر حركة الحوثي على الجلوس إلى طاولة التفاوض من خلال قطع خط الإمداد الرئيس لها، وأوقف التحالف القتال في الحديدة لمنح فرصة لإجراء محادثات السلام برعاية الأمم المتحدة في جنيف.

ويحاول مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن، مارتن جريفيثس، إنقاذ محادثات السلام، التي انهارت في سبتمبر الماضي، وهو ما زاد المخاطر من تجدد الهجوم على المدينة الواقعة على البحر الأحمر، وهي الميناء الرئيس للبلاد، وشريان الحياة لملايين اليمنيين الذين يعتمدون على المساعدات الإنسانية.

ورحّب جريفيثس بدعوة وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، أول من أمس، لوقف العمليات القتالية قبيل المفاوضات، المقرر انعقادها في نوفمبر الجاري، برعاية الأمم المتحدة.
ودعت الولايات المتحدة وبريطانيا إلى إنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من ثلاثة أعوام، والتي دفعت اليمن إلى شفا المجاعة، وأيدت بريطانيا أيضاً إنهاء القتال، الذي تشير أرقام الأمم المتحدة إلى أنّه أودى بحياة أكثر من عشرة آلاف شخص.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى