يتواجد فيها قرابة 3 آلاف منزل.. الحسوة.. مدينة ترتدي ثوب القرية

> رصد/ فردوس العلمي

>
 تتمتع منطقة الحسوة في مديرية البريقة بالعاصمة عدن بموقع استراتيجي هام، وتحيط بها مدينتان سكنيتان هما درة عدن (منتجع حاليا)، وإنماء»، ويتواجد في المديرية، التي تقع «الحسوة» في إطارها، النفط والغاز والكهرو حرارية، ورغم كل ذلك إلا أن المواطنين القاطنين بالمنطقة يعانون من انعدام أغلب الخدمات، رغم النهضة العمرانية التي تشهدها المنطقة.

ويتواجد في منطقة الحسوة، بحسب آخر مسح أُجري عام 2015م، قرابة 3000 منزل، و3000 عائلة.


ويشكو سكان منطقة الحسوة من انعدام خدمة الكهرباء في أجزاء كبيرة، وكذا صعوبة وصول المياه إلى المنازل، إلى جانب نقص في الخدمات الصحية والكادر الصحي.
«الأيام» رصدت معاناة سكان منطقة الحسوة، وأجرت عددا من اللقاءات مع سكانها.

طرق ترابية
الشارع الرئيسي لمنطقة «الحسوة» عبارة عن ممرات ترابية نصفها (مسفلت)، والآخر (ترابي)، وبسبب الإهمال وعدم العناية بالطرقات أصبح التراب يغطي الجزء (المسفلت).


وعلى امتداد الشارع الرئيسي تنتشر مفارش بيع (الأسماك والخضروات ومحلات بيع العشار والخل والمطاعم والبسطات)، وغيرها، وكل ذلك في شارع لا يتجاوز عرضه الثمانية مترات، ورغم صغر المساحة إلا أن هناك توسعا عمرانيا كبيرا.

حلم وصول المياه
تقول المواطنة جنيبة عبد ربه راجح (في العقد السادس): «نعاني من انعدام المياه رغم وجود قصبة رئيسية (حنفية) لدينا، فكثير من الجيران معهم مواطير ودينمات (مضخة ماء)، وأول ما تصل المياه يشغل الجميع (الدينمة)، ويختفي الماء عندنا في دقائق معدودة».
وأضافت لـ«الأيام»: «من يمتلك من سكان الحسوة ماطور ودينمة فإنه يجد الماء، وباقي السكان لهم الله.. ومن يمتلك قيمة بوزة ماء يشتري».

فيما يقول المواطن عوض أحمد سالم لـ«الأيام»: «نعاني من أزمة حادة في توفير خدمات المياه، وهذه المشكلة متعمدة من قبل إدارة مؤسسة المياه نفسها، حيث يقومون بإغلاق المياه 16 دورة كاملة، ويفتحون لنا ست دورات فقط، ويستمر مفتوحا إلى الساعة الحادية عشر، ثم ينقطع، وعندما نبلغهم بانعدام المياه يكون ردهم علينا (اشتروا ماطور أو خزان)، ونحن يعلم الله بحالنا، ما عندنا القدرة على شراء الخزنات».


ويتذكر المواطن عوض أيام الزمن الماضي، حيث قال «كنا ما نعرف انقطاع المياه، وكان الماء يمشي كل 24، لا ينقطع أبدًا».

وعن فترة انقطاع المياه، أكد أنه يستمر ليومين أو ثلاثة أيام، «واليوم الذي يأتي فيه الماء يتم شفطه من قبل كثير من العائلات التي تمتلك «دينمة»، ومن لا يمتلك «دينمة» يمشي عنده الماه (خيط رفيع)، ولا نستطيع أن نملئ دبب الماء»، حد تعبيره.
وطالب المواطن «عوض» الدولة بضرورة تغيير كادر العمل في مؤسسة المياه واستبدالهم بكادر آخر يعمل بصدق، حد وصفه.

معاناة الكهرباء
من جانبه، يقول المواطن علي حسون ماطر: «إن ما تعانيه منطقة الحسوة من افتقارها لخدمات الكهرباء يُعد شيئًا فضيعًا».

وأضاف لـ «الأيام»: «نطالب مؤسسة الكهرباء منذ أربع سنوات بعمل محول كهربائي للمنطقة، وتم بناء أحواش خاصة بالمحولات لكن للأسف كلما نتابع الإدارة تقول لنا (أنتم ليس لكم أي محولات)، وحينما سألنا الإدارة عن سبب ذلك تقول لنا (لم يبلغونا بشيء عن منطقتكم)، فذهبنا لمدير المديرية وأعطانا رسالة إلى إدارة الكهرباء، وسلمنا الرسالة لإدارة الكهرباء وبلغوني بأنه لا توجد ميزانية لإيجاد محولات».


وتابع: «ثلاثة أشهر ونحن نتابع هذا الأمر، من المديرية إلى إدارة الكهرباء، حتى استلمنا الرد ونزل المأمور ونائبه لكن دون أي جدوى.. حيث قالوا إن قيمة المولد تصل إلى ثمانية ملايين، فإذا إدارة الكهرباء والمديرية لا يملكان المبلغ، فكيف نستطيع نحن المواطنين توفيره؟».
واستطرد «كل المناطق المحاط بنا تم منحها محولات كهربائية (بئر أحمد، ومنطقة الصيادين)، أما نحن في (منطقة الفلاحين) فإدارة الكهرباء تعاملنا معاملة أخرى، وكأن منطقتنا منطقة عشوائية، ولا تستحق الكهرباء، رغم أنها بنت حوشين لمولدات الكهرباء فقط».

وقال ماطر «طلبوا مننا رسالة تأكيد من الشرطة وقائد المنطقة ونزل قائد المنطقة وأكد أن منطقتنا ليست عشوائية، ويوجد في كل بيت ساعة كهرباء (عدّاد)، وهذه الساعات رُكبت من قبل إعلان الوحدة اليمنية».
وطالب بضرورة النظر في مشكلتهم التي يعانون منها، مؤكدًا أن ذلك «جعل كثيرا من المواطنين يلجأون إلى ربط الكهرباء بشكل عشوائي من الكانبات (عمود الكهرباء)، الأمر الذي يشكل خطرا حقيقيا على المنطقة».

عدم التعويل على الدولة
بدوره، أكد أمين عام مجلس أهالي منطقة الحسوة، الذي عُين عام 2015م عقب انتهاء الحرب، نجيب جمال ناصر عاطف أن «المدينة تعتبر مدينة منكوبة ومنسية، وتعاني كثيرًا في تردي الخدمات كـ «الكهرباء، والمياه».

وقال عاطف لـ «الأيام»: «كلما طالبنا الدولة بضرورة تحسين الخدمات وتقوية خطوط الكهرباء نقابل بالرفض، ورغم أن المنطقة تشهد توسعا عمرانيا واسعا، وهي محاطة بالكثير من المناطق المهم، إلا أنها منسية من كافة الخدمات من قبل الحكومة».
وأضاف: «خمس سنوات ونحن نطالب باعتماد شبكة صرف صحي، وأعددنا دراسة للمنطقة، وتم تجهيز كافة الوثائق والاحتياجات، لكن للأسف قيل لنا لا توجد إمكانية لإقامة أي مشروع».


وتابع «وبسبب هذا التخاذل من قبل الدولة، وحالة الإحباط التي أصابتنا توجهنا إلى المنظمات الدولية، والصندوق الاجتماعي للتنمية لكن دون جدوى تذكر».
واستطرد «تعاني الكهرباء في الحسوة ضعفا شديدا، وكثير من الأجهزة الكهربائية تعطلت، فالمنطقة تشهد توسعا عمرانيا كبيرا، وهي بحاجة إلى محولين كهربائيين لتغطية الكهرباء في المنطقة».

وأضاف «نحتاج محولا كهربائيا لحي الفلاحين، ومحولا لحي العند، وبعد أن وعدونا وبنوا غرفتين لاستيعاب المحولين، واحد في حي (البوهي) والآخر في (حي طين خميس) لتقوية الكهرباء طلبوا منا ثمانية ملايين ريال لتركيبها».
وتابع «حاليا الناس بلا كهرباء ولا مياه، فالمياه تصل للمنطقة يومين في الأسبوع فقط، الأمر الذي جعل المواطنين يتسابقون للحصول على المياه».


وعن شوارع منطقة الحسوة قال عاطف: «شوارع المنطقة غير مسفلتة، فمثلا الشارع الرئيس (ثمانية أمتار) متران مكبوسان بالتراب فقط، بالإضافة إلى أنه لا توجد إنارة في الشوارع ولا نظافة، ولهذا نشعر بأن الحسوة منطقة منسية».
وأضاف: «تابعت المأمور وفي كل اجتماع أطرح مشكلة نقص الخدمات في المنطقة يكون الرد (لا توجد أي إمكانيات)، رغم أن المناطق الأخرى في المديرية تم عمل عدة مشاريع فيها، من سفلتة للشوارع وإنارتها، وفيها كل الخدمات، وهنا نسأل لماذا لا يُخصص للحسوة مشاريع أسوةً بباقي المناطق؟».

وتابع «انتهى زمن التعويل على الدولة، ولن نناشدها، بل سنوجه مناشدتنا للمنظمات المحلية والدولية لإنقاذنا، فلقد تعبنا من مطالبة الدولة، ودائمًا ما يكون ردها (نحن منتظرين الدعم الدولي)، لهذا نحن نطالب المنظمات الدولية وخاصة هيئة الهلال الاحمر الإماراتي ومركز الملك سلمان والمنظمات الإغاثية بضرورة النظر لمنطقتنا وانتشالها من أوضاعها المأساوية».

وضع صحي متردٍ
يوجد في منطقة الحسوة مجمع صحي واحد فقط، وهو لا يفي بالغرض، حيث يقول مدير المجمع الصحي أحمد سعيد سالم: «تم بناء مركز التوليد قبل الحرب، وجراء الحرب تم توقيف العمل فيها، ولم يستكمل بناؤه، ونطالب حاليا بضرورة استكمال بنائه».
وأضاف لـ«الأيام»: «تنقصنا في المجمع سيارة إسعاف، حيث تأتينا بعض حالات الولادة ويتعسر توليدها، فنقرر نقلها فلا نجد سيارة إسعاف، كما أننا نعاني نقصا في بعض العلاجات خاصة علاجات السكر والضغط وبعض المضادات الحيوية للأطفال والكبار».


من جانبها، تقول د. ابتسام حزام: «نعاني نقصا في عدد الأسرة، حيث يوجد لدينا سرير، بالإضافة إلى أن المبنى ضيق ومزدحم بالمراجعين والمرضى ولا نستطيع استقبال أكثر من حالة».
وأضافت لـ «الأيام»: «أيضًا نعاني من عدم وجود تكييف في المبنى، ونطالب بضرورة استكمال مركز التوليد ليتمكن الأطباء من القيام بواجبهم الإنساني على أكمل وجه».​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى