مشروع قرار بريطاني في مجلس الأمن بالتوازي مع عملية عسكرية بالحديدة

> «الأيام» خاص / غرفة الأخبار

>  حراك سياسي دولي لإحياء المسار السياسي في أزمة اليمن يعيد العمليات العسكرية ورغبات الحسم الميداني إلى الواجهة. وكما هي العادة يتركز التصعيد على تخوم مدينة الحديدة التي تعثرت أكثر من عملية عسكرية لتحريرها.
تصعيد جديد وتحشيد وعملية عسكرية برزت النوايا لها عقب جهود أمريكية أوروبية لإطلاق مفاوضات نهاية نوفمبر الجاري في السويد، في وقت شرعت بريطانيا بدعم فرنسي أمريكي بإعداد مشروع قرار في مجلس الأمن للتعامل مع الوضع الإنساني والسياسي والعسكري في اليمن.

ووصفت مصادر سياسية وعسكرية تصعيد العمليات العسكرية ضد جماعة الحوثي في الحديدة بأنها «أحد الروافد غير المباشرة للعقوبات التي فرضتها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب على طهران وحلفائها الحوثيين».
وأشارت المصادر ذاتها إلى أن تلك العقوبات من المقرر أن تدخل حيز التنفيذ اليوم الإثنين، في إشارة إلى تصعيد الضغط العسكري من خلال عملية جديدة تستهدف تحرير ميناء الحديدة والزحف باتجاه مركز المدينة.

وقالت ألوية العمالقة الجنوبية في بيان مقتضب لها، نشرته على صفحتها الخاصة بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، إن قواتها «أطلقت عملية عسكرية واسعة لتحرير وتطهير الحديدة من سيطرة الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران».

وأكدت العمالقة تمكن ألويتها من «تحرير وتطهير مناطق في كيلو 16 وصولاً إلى قوس النصر البوابة الشرقية لمدينة الحديدة»، وأن «عشرات الحوثيين لقوا مصرعهم وأصيب عشرات آخرون ووقعت مجاميع من عناصر ميليشيات الحوثيين في الأسر أثناء تقدم الألوية في عدة محاور بالحديدة، فيما تواصل العمالقة تحرير وتطهير المدن وتأمينها من قبضة الحوثيين».

وتحاول قوات التحالف العربي بقيادة السعودية تحقيق هدف من اثنين تسعى إليهما في شكل متزامن: إما استعادة ميناء الحديدة الاستراتيجي من سيطرة الحوثيين المدعومين من إيران، وإما توظيف ضغط عسكري مكثف على المدينة لإجبار الجماعة الحوثية على العودة إلى طاولة التفاوض.
وتحقيق الهدف الأول هو انتصار عسكري سينهي إحدى العقد الاستراتيجية المهمة، ويمنح التحالف سيطرة كاملة على البضائع والمساعدات الإنسانية لليمن، باعتبار الحديدة الميناء الرئيسي لدخولها. أما تحقيق الهدف الثاني فسيقود إلى انتصار سياسي يمهد لوقف القتال وإنهاء الحرب عبر المفاوضات، وهو هدف بات يلقى دعما أمميا ودوليا متزايدين.

 ألوية العمالقة الجنوبية
ألوية العمالقة الجنوبية

وقال الخبير العسكري والاستراتيجي اليمني العقيد يحيى أبوحاتم في تصريحات نقتلها أمس جريدة العرب اللندنية إن «المعركة تسير في محورين، يتحرك الأول باتجاه الكيلو 16 ثم يتحول إلى خط دفاعي لتأمين الجهة الشرقية للقوات لمنع عناصر الميليشيا من التسلل أو اختراق هذه المنطقة التي تكتسب أهمية استراتيجية وحيوية بالغة، نظرا لارتباطها بمدينة الحديدة التي ترتبط بدورها بعدة محافظات يمنية، هي المحويت وصنعاء وذمار، وكذلك محافظتي إب وريمة، كما تتواجد في هذه المنطقة الكثير من المعسكرات منها معسكر القوات الخاصة سابقا، وكذلك معسكرات تابعة لقيادة المنطقة الشمالية الغربية سابقا، ومخازن للأسلحة».

وأضاف «في حال تم تأمين المنطقة وإنشاء خط دفاعي قوي فيها فستتحرك القوات في المحور الآخر، وهو المحور الهجومي باتجاه دوار المطاحن، ثم الالتفاف من شارع الخمسين والتغلغل شمالا وصولا إلى نقطة الشام، وبذلك تعزل مدينة الحديدة بشكل كبير ونهائي عن باقي المناطق المحيطة بها».

إلى ذلك، كشف دبلوماسيون غربيون أن بريطانيا شرعت، بالتعاون مع الولايات المتحدة وفرنسا، في إعداد مشروع قرار في مجلس الأمن للتعامل بصورة خاصة مع الأزمة الإنسانية المتفاقمة في اليمن، ولكن أيضاً من أجل دعم الحوار الذي يقوده المبعوث الدولي مارتن جريفيثس، أملاً في التوصل إلى تسوية سياسية. فيما طالب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش جماعة الحوثي المدعومة من إيران بـ«وقف إطلاق الصواريخ الباليستية أو أشكال أخرى من العدوان ضد المملكة العربية السعودية» وفقا لما نقتله جريدة الشرق الأوسط أمس.

وفي سياق متصل، قال متحدث باسم الخارجية الأميركية إن السعودية والإمارات لديهما الحق في الدفاع عن حدودهما. وأضاف نائب المتحدث باسم الخارجية الأميركية روبرت بالادينو في إيجاز صحافي أول من أمس أن «الحكومة الأميركية تواصل دعمها لهذا الحق»، طبقا لما أورده موقع وزارة الخارجية الأميركية الإلكتروني.

وكانت المقاومة الجنوبية وقوات يمنية مشتركة أطلقت في 12 يونيو الفائت علمية عسكرية لتحرير المدينة والميناء بمساندة قوات التحالف العربي وتأييد أمريكي أوروبي مشروط ومؤقت غير أن العمليات العسكرية أخذت أكثر من وقتها وتعثرت بعد جهود ومساع للمبعوث الأممي مارتن جريفيثس كشرط طرحه الحوثيون للمشاركة في مشاورات جنيف التي تعثرت في السادس من سبتمبر بسبب تخلف الحوثيين عن الحضور.

العملية ذاتها استؤنفت عقب فشل مشاورات جنيف لكنها تعثرت ولم تحقق أي تقدم عسكري يجبر الحوثيين على تقديم تنازلات للحل السياسي أو يخرجهم من مشهد الحديدة ويجبرهم على التراجع نحو صنعاء وصعدة، ما يعني أن الوضع في المسارين العسكري والسياسي، بين الحوثيين من جانب والتحالف العربي وحكومة الشرعية من جانب ثان، مازل يراوح عند نقاط التعقيد والفشل الذي رافق المسارين خلال الأربع سنوات الماضية ويرجح بالتالي أن تحسم حرب اليمن بقرار دولي بدأت ملامحه تتشكل بين واشنطن ولندن وباريس.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى