أمريكا لن تزود طائرات التحالف بالوقود وضغوط على السعودية لإنهاء الحرب

> «الأيام» غرفة الأخبار

>
 اتفقت السعودية والولايات المتحدة على وقف إعادة واشنطن تزويد طائرات التحالف الذي تقوده المملكة في اليمن بالوقود، في وقت يحتدم الخلاف في أروقة مجلس الأمن الدولي بشأن طريقة التعاطي مع التطورات التي يشهدها الملف اليمني في أعقاب تصاعد المواجهات العسكرية في جبهة الساحل الغربي التي تقترب قوات العمالقة الجنوبية من حسمها.

وتأتي الخطوة التي أعلنها التحالف يوم أمس السبت وأكدتها واشنطن، في وقت تواجه فيه الرياض غضبا دوليا شديدا وعقوبات محتملة بسبب مقتل الصحفي جمال خاشقجي في قنصليتها بأسطنبول في الثاني من أكتوبر، إلى جانب ما تخضع له من تدقيق بسبب سقوط قتلى مدنيين جراء ضربات التحالف الجوية باليمن.

وقال التحالف في بيان ”تمكنت المملكة العربية السعودية ودول التحالف مؤخرا من زيادة قدراتها في مجال تزويد طائراتها بالوقود جوا بشكل مستقل ضمن عملياتها لدعم الشرعية في اليمن».
وأضاف البيان «في ضوء ذلك، وبالتشاور مع الحلفاء في الولايات المتحدة الأمريكية، قام التحالف بالطلب من الجانب الأمريكي وقف تزويد طائراته بالوقود جوا في العمليات الجارية في اليمن».

وذكرت قناة العربية الحدث التلفزيونية الفضائية يوم أمس السبت أن السعودية تملك أسطولا من 23 طائرة من أجل عمليات إعادة التزود بالوقود، بينها ست طائرات إيرباص 330 إم.آر.تي.تي تستخدم في حرب اليمن، بينما تملك الإمارات ست طائرات إيرباص من نفس النوع.
وأضافت أن الرياض تملك أيضا تسع طائرات من طراز هركيوليز كيه.سي-130 من الممكن استخدامها.

وقال وزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس إن القرار اتخذ بالتشاور مع الحكومة الأمريكية، وإن واشنطن تؤيد الخطوة وستواصل العمل مع التحالف لتقليص عدد القتلى في صفوف المدنيين وتوسيع الجهود الإنسانية.
وكانت صحيفة «واشنطن بوست» نقلت أن الولايات المتحدة اتخذت أساساً قرار وقف عمليات تزويد طائرات التحالف بالوقود في الجو، ما ينهي أكبر دعم عملي من قبل واشنطن للتحالف الذي تقوده السعودية منذ ثلاث سنوات.

وطالب أعضاء جمهوريون وديموقراطيون في الكونغرس بأن تتخذ واشنطن إجراءات «فورية»، بما في ذلك «وقف تزويد طائرات التحالف السعودي بالوقود جوا»، مهددين بالدفع لاتخاذ إجراءات في مجلس الشيوخ إذا لم يتم ذلك.
ونشر السناتوران جين شاهين وتود يونغ بيانا في هذا الاتجاه مساء الجمعة قبل صدور مقال «واشنطن بوست»، أكدا فيه «ننتظر من الرياض أن تلتزم بحسن نية وبشكل عاجل في مفاوضات لإنهاء الحرب الأهلية».

وربما يمثل أي قرار منسق لواشنطن والرياض محاولة لتجنب اتخاذ إجراء بالكونجرس الأسبوع الجاري ضد عمليات إعادة التزود بالوقود بعدما هدد مشرعون بذلك.
ومع ذلك، قد لا يكون لوقف إعادة تزويد طائرات التحالف بالوقود أثر يذكر من الناحية العملية على الصراع، الذي يعتبر حربا بالوكالة بين السعودية وإيران.

وقال مسؤولون أمريكيون إن خُمس طائرات التحالف فقط يحتاج للتزود بالوقود في الجو من الولايات المتحدة.
ونقلت صحيفة العرب اللندنية عن مصادر سياسية أن دولا غربية فاعلة في الملف اليمني باتت أكثر تقبلا لحقيقة أن الحسم العسكري في الحديدة وتغيير موازين القوى على الأرض سينعكسان بشكل إيجابي على المسار السياسي.

وأشارت الصحيفة إلى أن بعض الدول الأوروبية تدفع باتجاه إصدار قرار حاسم عن المجلس لإيقاف الحرب ودعوة الفرقاء اليمنيين إلى الانخراط في مشاورات دون شروط أو مرجعيات، لكن عددا آخر ويضم دولا وازنة يعتقد أن هذا القرار قد يحفز جماعة الحوثي المدعومة من إيران على رفض الحوار، ويكرس حالة الجمود في المسار السياسي.

ورجحت مصادر سياسية تأجيل عقد الجولة الجديدة من المشاورات إلى مطلع العام 2019 بهدف انتظار نتائج التحولات العسكرية على الأرض وخصوصا على أرض الحديدة، والتي تشير التقارير إلى استحالة توقفها بعد أن تحولت إلى حرب داخل المدينة وتلاشت خطوط التماس بين الجماعة الحوثية التي تتحصن في الأحياء السكنية وبين قوات المقاومة المشتركة التي تحرز تقدما سريعا على مختلف المحاور وتحكم سيطرتها على مختلف المنافذ.

ونشر الحساب الرسمي لمكتب المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن جريفيثس على تويتر تعليقا قصيرا على الأخبار المتداولة عن تأجيل موعد المشاورات، جاء فيه أن “العمل متواصل من أجل استئناف العملية السياسية في اليمن كما هو مخطط”.
وأضاف “نواصل التشاور مع الأطراف اليمنية للاتفاق بشأن الترتيبات اللوجستية لعقد المحادثات، ونبقى ملتزمين بعقد الجولة المقبلة فور الانتهاء من تلك الترتيبات”.

وجددت الخارجية الأمريكية مطالبتها بوقف الحرب في اليمن والعودة إلى طاولة الحوار. وقال نائب المتحدث باسم الخارجية الأمريكية روبرت بالادينو “نتابع عن كثب التطورات التي تشهدها مدينة الحديدة اليمنية”، مضيفا في مؤتمر صحافي أن “وزير الخارجية مايك بومبيو، طالب جميع الأطراف بالعودة إلى طاولة الحوار، ومعرفة أنه لا وجود للنصر العسكري الذي يمكن تحقيقه في اليمن”.

وتوقع مراقبون أن يشهد الموقف الأمريكي خلال الفترة القادمة تصعيدا تجاه الميليشيات الحوثية في سياق خطة إدارة الرئيس دونالد ترامب لمحاصرة النفوذ الإيراني في المنطقة.

وأصبحت مدينة الحديدة ساحة معركة رئيسية في الحرب التي تدخل فيها التحالف في عام 2015 لإعادة الحكومة المعترف بها دوليا والتي أطاح بها الحوثيون.

ويرى محللون استراتيجيون أن تصاعد حدّة المعارك في مدينة الحديدة أسقط كل المساعي لحل سياسي للصراع اليمني، وهو ما تُرجم بتأجيل محادثات السلام التي كان المبعوث الأممي مارتن جريفيثس يسعى لعقدها نهاية نوفمبر الحالي، بما يعني عدم وجود أي عوامل تكبح تصاعد المواجهات في الحديدة، وهو مؤشر على أن الولايات المتحدة وحلفاءها ربما يكونون قد منحوا مهلة إضافية للتحالف والحكومة اليمنية لحسم ملف الحديدة قبل أي تفاوض.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى