قـصـة شهـيـد "عوض طالب عوض الطوسلي" (شهيد وادي مذاب بشبوة)

> تكتبها: خديجة بن بريك

>
الشهيد عوض طالب عوض بن حابسه الطوسلي (أبو جوهر) من مواليد عام 1965 بمحافظة شبوة مديرية الصعيد منطقة المصينعة، عاش حياة البادية متنقلا بين السلاسل الجبلية الممتدة بين محافظتي أبين وشبوة بحثا عن الماء والمرعى، واكتسب من خشونة عيش البداوة الصلابة والصمود ومن سمو أخلاق البدو الصدق والوفاء والبذل والتفاني، ومن غياب مظاهر التكبر والبذخ في حياة البداوة اكتسب التواضع والبساطة.. وهو أب لسبعة من الأولاد، ابن وست بنات.

يقول العميد صالح علي بلال أمين عام جمعية شهداء وجرحى الثورة السلمية والمقاومة الجنوبية ومدوّن قصص الشهداء بمحافظة شبوة: «التحق عوض طالب عوض بن حابسه الطوسلي بالسلك العسكري منتصف التسعينات كمجند بمحور ثمود بالمنطقة الشرقية.. وتعرض لإطلاق نار عام 2003م من قبل أفراد الدفاع الجوي بعد اشتباك معه على خلفية حيازته لقطعة سلاح مصرحة، وسافر للعلاج في الخارج بعد أن أخذت قضيته منحى قبليا ومناطقيا، وبعدها أُقصي من العمل العسكري وفقاً لسياسة نظام صنعاء المتبع في إقصاء وتهميش أبناء الجنوب من المؤسسة العسكرية والأمنية».
 وأضاف: «وبعد اجتياح المليشيات الحوثية لمديريات بيحان واتجاهها صوب مرخة فنصاب ثم عتق، حينها انطلق الشهيد البطل من مأرب تاركا عمله في رعاية أعواد وخلايا النحل مصدر رزقه ورزق عائلته باتجاه محافظته شبوة وانضم إلى صفوف المقاومة في منطقة الصفراء لمواجهة ومجابهة كتائب وألوية قوات الحرس الجمهوري المدعومة بمليشيات الحوثي والمدججة بترسانة ضخمة من الأسلحة المتطورة».

وأردف العميد صالح بلال قائلا: «كان أبو جوهر ورفاقه من المقاتلين في مقدمة قوات المقاومة الجنوبية مقدمين التضحيات من الشهداء والجرحى، وظل يقاوم بعزيمة فولاذية لا تلين غير آبه هو ورفاق السلاح بخسارة بعض المعارك، واستمر في القتال مع فرق المقاومة التي تشكلت لضرب دفاعات العدو وخطوط إمداده، حيث كانوا يباغتون العدو بمداهمات ليلية لضرب أوكاره وثكناته في مدينة عتق.. على إثر ذلك قررت قيادات المليشيات وحلفاؤهم التقدم لاجتياح المناطق المصدرة للعناصر المقاتلة وتحطيم منازل رموز المقاومة مبتدئين بمنطقة المصينعة مسقط رأس الشهيد (أبو جوهر)».

وتابع بالقول: «في طريق قوات الغزاة إلى المصينعة كبدت المقاومة الجنوبية الباسلة المليشيات والحرس خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات، وكلما تلقى العدو ضربة موجعة طلب تعزيزا، وارتقى شهداء كُثُر من المقاومين الأبطال على تخوم منطقة النصيرة ومدينة المصينعة من مختلف مناطق شبوة حيث سقط عدد من ابناء شبوة شهداء في ملحمة معركة المصينعة، وفي صبيحة ذلك اليوم التاريخي يوم الجمعة 2015/5/8 ارتقى أبو جوهر شهيدا في وادي مذاب على مقربة من منزل شيخ المقاومة الشيخ عوض حسين بن عشيم، ذلك المنزل الذي قامت المليشيات بتفجيره في اليوم نفسه.

واختتم العميد صالح بلال قائلا: «استشهد أبو جوهر بعد نفاد ذخيرة بندقيته، وبعد أن ثبت هو ورفاقه الأبطال  تاركين لنا أمثلة في الصمود والثبات والاستبسال، وخضبوا بدمائهم الزكية تربة هذه الأرض الطهارة امتثالا للمبادئ السامية في الدفاع عن العقيدة وصونا للأعراض والذود عن حمى الأوطان، فلهم من الله وبإذنه ووعده واسع الرحمة والغفران ومنازل في فسيح الجنان، ومنا الوعد بالسير على نفس نهجهم وعزاؤنا فيهم وعد الله للشهداء بمنازل رفيعة في جنات الخلد والنعيم».​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى