المشير حفتر شخصية مثيرة للجدل في صلب الأزمة الليبية
> طرابلس «الأيام» أ ف ب
>
ويقدم حفتر (75 عاما) الذي يغطي الشيب شعره نفسه بانه "منقذ" ليبيا. لكن خصومه يتهمونه بتدبير الانقلابات وإقامة نظام عسكري دكتاتوري جديد في ليبيا.
وصرح جلال هرشاوي الخبير في الشؤون الليبية في جامعة باريس الثامنة، لوكالة فرانس برس أن "حفتر ليس متساهلا وهذا ما كان عليه في الماضي. هذا الموقف سيف ذو حدين لأنه يلفت الأنظار ويبرز مكانته، لكن محاوريه الذين يهينهم سيتذكرون ذلك دائما".
"كرامة"
يقود المشير حفتر منذ مايو 2014، عملية "الكرامة" التي تهدف الى القضاء على الجماعات الاسلامية المتشددة في مدينة بنغازي على بعد الف كلم شرق طرابلس، ومناطق اخرى في الشرق.
وبعد دخوله المستشفى لاسبوعين في باريس ما أثار تكهنات حول حالته الصحية، استقبل حفتر نهاية أبريل استقبالا حافلا.
وتاكيدا على أنه الرجل القوي في البلاد أعلن هجوما على مدينة درنة الوحيدة التي تفلت عن سيطرته وفي نهاية يونيو أعلن "تحريرها" من الجماعات المتطرفة التي كانت تسيطر عليها منذ 2011.
شارك في الانقلاب الذي قاده القذافي العام 1969 قبل ان ينشق عنه اواخر ثمانينات القرن الماضي ويغادر الى الولايات المتحدة حيث انضم إلى قيادات معارضة.
المنفى
بعد عشرين عاما في المنفى، عاد حفتر ليقود القوات البرية للجيش ابان ثورة 17 فبراير 2011.
ويبدو ان حفتر يلقى دعما غير معلن من بلدان أجنبية.
واعتبر رئيس حكومة الوفاق الوطني فايز السراج هذا الوجود "تدخلا غير مقبول". وتحظى حكومة السراج ومقرها طرابلس بدعم من الامم المتحدة ودول غربية بينها فرنسا.
لكن هذه الحكومة التي تدعمها فصائل في غرب ليبيا، لم تحصل على اعتراف سلطات الشرق، وخصوصا المشير حفتر والبرلمان المنتخب ومقره طبرق.
يعتبر المشير خليفة حفتر الذي قاطع مؤتمر باليرمو الدولي حول ليبيا رغم مجيئه إلى صقلية، شخصية محورية وينتهج سياسة مثيرة للجدل في البلد الغارق في الفوضى منذ سقوط نظام معمر القذافي في 2011.
والمشير الذي يتحدث بهدوء واختصار وقلما يبتسم للمصورين، لم يكشف علنا أسباب مقاطعة مؤتمر باليرمو.
وتقول أوساط الوفد المرافق لحفتر إنه يرفض الجلوس حول طاولة واحدة مع بعض المشاركين الذين يعتبرهم قريبين من التيار الإسلامي المتطرف، عدوه اللدود.
وحفتر نجح في بسط سيطرته على المنطقة الشرقية في البلاد بعد معارك دامية مستمرة منذ أربع سنوات وفرض نفسه المحاور الأبرز في الملف الليبي.
يقود المشير حفتر منذ مايو 2014، عملية "الكرامة" التي تهدف الى القضاء على الجماعات الاسلامية المتشددة في مدينة بنغازي على بعد الف كلم شرق طرابلس، ومناطق اخرى في الشرق.
وانضم ضباط من المنطقة الشرقية إلى صفوف "الجيش الوطني الليبي" الذي نجح في السيطرة على المدينة في تموز/يوليو 2017 بعد معارك ضارية استمرت ثلاث سنوات.
وغذى غيابه الشائعات حول وضعه الصحي التي تم التداول بها بكثافة على الإنترنت في ليبيا وذهبت بعض وسائل الإعلام إلى حد الإعلان عن وفاته ما طرح تساؤلات حول خلافته.
يتحدر حفتر من الشرق الليبي وهو من مواليد العام 1943 وخرج من الظل اثناء مشاركته في ثورة العام 2011 ضد نظام القذافي.
وابان خدمته في قوات القذافي، ترأس حفتر في خضم الحرب الليبية التشادية (1978-1987) وحدة خاصة، لكنه وقع في الاسر مع مئات العسكريين الاخرين، ليتبرا منه نظام القذافي وقتها، قبل ان ينقل الى الولايات المتحدة في عملية غامضة. وقدمت له واشنطن اللجوء السياسي، فنشط مع المعارضة في الخارج.
بعد عشرين عاما في المنفى، عاد حفتر ليقود القوات البرية للجيش ابان ثورة 17 فبراير 2011.
وبعد سقوط نظام القذافي في أكتوبر 2011 أعلن 150 ضابطا حفتر رئيسا للأركان في خطوة لم تصبح يوما رسمية.
واعلنت فرنسا في يوليو مقتل ثلاثة من جنودها في تحطم مروحية في ليبيا، حيث كانوا يشاركون في مهام إسناد لقواته.
لكن هذه الحكومة التي تدعمها فصائل في غرب ليبيا، لم تحصل على اعتراف سلطات الشرق، وخصوصا المشير حفتر والبرلمان المنتخب ومقره طبرق.