مدرسة أبناء الفلاحين بقرنعة أبين.. إهمال ومعاناة لا تنتهي

> تقرير/ سالم حيدرة صالح

>
تعاني مدرسة "أبناء الفلاحين" للتعليم الأساسي، الكائنة في منطقة القرنعة بمحافظة أبين، صعوبات جمة، أهمها حاجتها إلى إعادة تأهيل وترميم في مبناها.
وتتكون المدرسة، التي تأسست في فبراير من العام 2016م، من أربعة فصول دراسية، ويوجد فيها قرابة الـ 248 طالبا وطالبة.

وكانت المدرسة قبل الوحدة اليمنية مركزا لتسويق الخضار والفواكه في منطقة القرنعة قبل أن يقوم أهالي المنطقة بتأسيس مدرسة للتعليم الأساسي، بعد أن ظل أبناؤهم يقطعون مسافة 2 كيلو للدراسة في مدارس (الكود) يوميا ما جعلهم يتعرضون لحوادث مرورية.
مدرسة "أبناء الفلاحين" تعاني من انعدام الأثاث المدرسية، حيث يفترش الطلاب والطالبات الأرض في الفصول الدراسية، إضافة إلى أن المدرسة بحاجة إلى إعادة تأهيل وترميم، كما أنه لا يوجد فيها مراوح، ولم يتم توصيل التيار الكهربائي لها.

واحتضنت المدرسة قرابة 120 طالبا وطالبة من نازحي محافظتي الحديدة وتعز، ويوجد فيها تسعة عشر متطوعا ممن يحملون شهادة البكلاريوس من أبناء المنطقة ويدرسون دون مقابل.
«الأيام» التقت بعدد من الشخصيات للحديث أكثر عن هذا الأمر.

قرب المدرسة من منزل المحافظ
مدير مدرسة "أبناء الفلاحين" عارف عوض باحكر قال "إن المدرسة تعاني العديد من الصعوبات، أهمها انعدام الأثاث المدرسي، الأمر الذي جعل الطلاب والطالبات يفترشون الأرض".
مدير المدرسة
مدير المدرسة

وأضاف لـ«الأيام»: "المدرسة بحاجة إلى إعادة تأهيلها وترميمها، حيث إن أغلب الفصول الدراسية في حالة يرثى لها وتوجد أربعة فصول".

وأشار إلى أن "جهود الأهالي تكللت بتأسيس المدرسة في فبراير 2016م، بعد أن حولوا مبنى مركز توزيع الخضار والفواكه إلى مدرسة".
وتابع "المدرسة بحاجة إلى بناء حمامات، وغيرها من الأمور المطلوبة".

واستطرد "للأسف الشديد المدرسة لا تبعد عن منزل محافظ أبين سوى امتار، إلا أنه لم يزرها أو يوجه الجهات ذات العلاقة بإعادة تأهيلها".
وقال: "نعمل وفقا لإمكانياتنا المحدودة من أجل استمرار العملية التعليمية والتربوية، خدمة لأبناء المنطقة الذين ظلوا يحلمون بها لسنوات من أجل التخفيف من معاناة الطلاب الذي يقطعون مسافات طويلة للدراسة في مدارس الكود".

وأشار باحكر إلى أن "منظمة (شباب أبين)، عبر منظمة اليونيسيف، رصدوا منحة مالية للمدرسة بلغت أربعة آلاف دولار لعمل بعض الإصلاحات في المدرسة، إلا أن الإخوة في الجمعية الزراعية اعترضوا على ذلك، بحجة أن المبنى ملكية تتبع الجمعية، الأمر الذي حرم المدرسة من هذه المنحة".
وقال "من لديه وثائق ملكية للمبنى عليه التوجه إلى القضاء أو السلطة المحلية لتعويضه، فهذا المبنى ملك من أملاك الدولة وحرام أن يتم حرمان الطلاب والطالبات من الدراسة بعد أن ظلوا يحلمون بمدرسة يدرسون فيها لفترة طويلة".

وقفة جادة
من جانبه، قال الموجه الاجتماعي في المدرسة محمد علي العاقل إن "المدرسة أُسست بجهود الأهالي ليدرس أبناؤهم فيها ويدرس فيها الطلاب والطالبات النازحون من محافظتي الحديدة وتعز، ونقوم بتدريسهم في ظل ظروف صعبة ومعقدة للغاية".
وأضاف لـ«الأيام»: "المدرسة بحاجة إلى وقفة جادة من قبل السلطة المحلية، كي تؤدي رسالتها التعليمية والتربوية على أكمل وجه".

وتابع "نطالب المنظمات الدولية ومنظمة الهلال الأحمر الإماراتي بضرورة المساهمة في إعادة تأهيلها وترميمها، لما لها من أهمية كبيرة لدى الطلاب والطالبات".
فيما قال وضاح ناصر مهدي، مدرس في المدرسة: "تم نقلي من محافظة حضرموت إلى مكتب تربية أبين قبل سنتين، إلا أنه لم يتم نقل راتبي حتى الآن".

وطالب مهدي وزير التربية والتعليم ومحافظ أبين بضرورة نقل راتبه إلى مكتب التربية بأبين.
من جانبه قال ناصر عبيد صالح: "كنت مدرسا في محافظة الضالع ونقلت إلى المدرسة، وأعمل الآن فيها إلا أن راتبي لم يتم نقله، وظل في تربية الضالع، وتابعت لتحويله لكن دون جدوى".

متطوعون يناشدون
بدورها، قالت المتطوعة سارة أحمد عبد الله: "أنا إحدى الخريجات من الكليات، وأحمل شهادة البكلاريوس، وأدرس بهذه المدرسة ضمن 19 متطوعا ممن يحملون شهادة البكلاريوس، ولكنه إلى الآن لم يتم التعاقد معنا أو توظيفنا، بل ندرس دون أي مبالغ مالية كوننا من أبناء المنطقة".
طلاب نازح
طلاب نازح

وطالبت سارة محافظ أبين اللواء الركن أبو بكر حسين سالم بضرورة إلزام مكتبي التربية والتعليم والخدمة المدنية بتوظيفهم كونهم خريجين، وبدون عمل ويدرسون طوعيا في المدرسة دون أي مبالغ، حد تعبيرها.

أما الطالب النازخ تامر نشوان، من محافظة الحديدة، فقال "أدرس في المدرسة في الصف الرابع ابتدائي بعد أن شردتنا المليشيات الحوثية من ديارنا وتركناها مرغمين لنذوق مرارة النزوح والتشرد لننزل نحن وأفراد أسرتنا إلى منطقة القرنعة بأبين".​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى