مشاورات السويد أولى خطوات إحياء المسار السياسي

> «الأيام» عن «اليوم السابع»

>
 اليمن.. البلد الذي يموج بمتغيرات يصعب ملاحقتها، فبين الحين والآخر تطالعك مستجدات قد تغير مسار الأحداث، خاصة في ظل مساعي المبعوث الأممي باليمن مارتن جريفيثس لإحياء مشاورات السلام، والتي من المتوقع أن تؤتي ثمارها هذه المرة في ظل ترحيب أطراف الأزمة في اليمن بإحياء مسار السلام، ستعقد بنهاية العام في السويد محاولا إيصال رسالة مفادها أن الحل العسكري غير مجدٍ وأنه لا بديل عن الحل السياسي.

بدأت دعوات جريفيثس تلقى صدى، حيث أبدت الحكومة اليمنية ترحيبها بمساعيه، فيما زار المبعوث الأممي الحديدة أمس لاستكمال المشاورات التمهيدية مع الحوثيين، وسبقتها زيارته الأربعاء إلى صنعاء، والتي التقى خلالها زعيم الطرف الحوثي عبد الملك الحوثي، فى إطار الإعداد للمشاورات القادمة فى السويد، حيث ناقش الاستعدادات للمؤتمر، ووصل لتأكيدات على المشاركة في مفاوضات السلام، كما طلب ضمانات تكفل عدم تراجعهم في اللحظات الأخيرة مثلما فعلوا في مشاورات جنيف التي كان مزمعا عقدها فى سبتمبر الماضي.

وأفادت مصادر يمنية، أن المبعوث الدولي سعى للحصول على موافقة زعيم المتمردين على الانسحاب من ميناء الحديدة، ووضعه تحت إشراف الأمم المتحدة وإتمام عملية تبادل للأسرى والمعتقلين.
من جانبه، أكد وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد، أن المفاوضات اليمنية المرتقبة فى السويد تعد خطوة أولى على طريق الحل السياسي بين الشرعية والمتمردين، شريطة أن تتحلى ميليشيات الحوثى بالجدية اللازمة لحل الأزمة.

وقال الشيخ عبدالله بن زايد، فى مقابلة خاصة مع «سكاي نيوز» أمس ، إن تحالف دعم الشرعية فى اليمن يعمل بجهد منذ اليوم الأول على إنعاش الحوار السياسى اليمني، وأن أى حل يحتاج لأن يكون مبنيا على أسس سياسية.
وأضاف: «نعمل بجهود مخلصة لتهيئة هذه الأجواء المناسبة، لكنها تحتاج إطارا يمنيا مدعوما من دول الإقليم ومن الأمم المتحدة التى ندعم جهودها، ونعتقد أن المبعوث الدولى يقوم بجهد بارز فى ذلك».

وتابع: «نتطلع إلى محادثات ستوكهولم، قد لا تكون الجولة النهائية لهذه المفاوضات، لكن نأمل أن تكون أساسا لمفاوضات أكثر جدية من طرف الحوثى إذا كان جديا فى حل الأزمة اليمنية».

وقال الشيخ عبدالله بن زايد، إن موقف تحالف دعم الشرعية، هو الدفاع عن حقوق اليمنيين وحمايتهم وتقديم أفضل السبل للمعيشة. مضيفا::»فى نهاية الأمر القضية اليمنية أو أى قضية فى العالم يجب أن تحل على طاولة المفاوضات، أى مسعى إقليمي أو دولي هو لتهيئة البيئة المناسبة لإعطاء عناصر الحوار للوصول إلى الغاية المطلوبة.. ولولا التدخل الإيرانى فى اليمن، لرأينا الأزمة اليمنية منتهية منذ وقت طويل بخسائر أقل وأيضا وضع مستقر لأشقائنا فى اليمن».

وتحدث وزير الخارجية الإماراتى عن إيران قائلا: «إنها دولة جارة ودولة تستحق أن تكون مثل أى دولة أخرى ترغب فى التنمية وخدمة شعبها، لكن القيادة الإيرانية لم تضع فى أولوياتها خدمة الشعب الإيراني».
وذكر أنه يعتقد أن إيران يمكن أن تكون شريكا للمنطقة وتقدم خدمة لمواطنيها لو نهجت نهجا يركز على التنمية والسلام والاستقرار بدلا من نشر الفوضى فى المنطقة. وقال: «أتمنى أن تكون هناك عقول ترغب فى الاستقرار فى إيران والمنطقة لتغيير هذا النهج الإيراني».

وخلال المقابلة الخاصة، التى جرت بالتزامن مع زيارة ولى عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد لباريس، قال وزير الخارجية الإماراتي: «هذه الزيارة تأتى فى عام الشيخ زايد.. الشيخ زايد والرئيس الفرنسى جيسكارد هم من أسسوا هذه العلاقة، ونعتقد أن هذه العلاقة تطورت منذ وقتها».

وأضاف «اليوم نرى هذه العلاقة متنوعة، حيث نراها فى الجانب السياسي والعسكري والاقتصادي والثقافي والشبابي والتعليمي»، مشيرا إلى أن العلاقة بين باريس وأبوظبي، نمت بشكل كبير ونرى أن التبادل التجاري بلغ أكثر من 10 مليارات دولار».

وزير الشؤون الخارجية لدولة الإمارات د. انور قرقاش قال إن بلاده  ترحب بعقد مشاورات يمنية في السويد وأنها تدعم وتساند جهود المبعوث الاممي بهدف إحلال السلام فى اليمن، وكتب على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعى «تويتر»: نرحّب بمحادثات تقودها الأمم المتحدة في السويد في أقرب وقت، مضيفا أن التحالف يدعو للاستفادة من هذه «الفرصة» لإعادة إطلاق المسار السياسي.

ومن جانبها أعلنت الحكومة اليمنية، موافقتها على المشاركة في مشاورات ترعاها الأمم المتحدة في السويد، للتوصل إلى حل سلمي للأزمة الناجمة عن التمرد الحوثي.

وقالت وزارة الخارجية، طبقا لبيان رسمى عنها، إن الحكومة أبلغت المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن جريفيثس، أن توجيهات الرئيس عبدربه قضت بتأييد جهود المبعوث الأممي ودعمه لعقد المشاورات القادمة، وستبعث الحكومة وفدا رسميا لتمثيلها فى مشاورات السويد المزمع عقدما بداية ديسمبر بهدف التوصل لحل سياسي للأزمة مبني على المرجعيات الثلاث المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني الشامل، وقرار مجلس الأمن رقم 2216».

وذكرت مصادر يمنية مطلعة، أن وفد «الشرعية» لن يذهب إلى السويد إلا بعد وصول وفد الحوثيين إلى هناك، متابعاً أن المبعوث قد يرافق الوفد الحوثي إلى سلطنة عُمان، ومن ثم يسافر الوفد إلى السويد «كل هذه المسائل تتوقف على ما يصل إليه المبعوث مع الحوثيين في صنعاء هذه الأيام».

 تعد هذه المشاورات الثانية التى يدعو لها جريفيثس الذى يتميز عن سلفه ولد الشيخ بعلاقات جيدة تجمعه مع الحوثي، وعلى عكس سلفه إسماعيل ولد الشيخ، وزار صنعاء أكثر من مرة، والتقى زعيمها عبد الملك الحوثي مرات عدة وهو ما يسمح له بالتحرك ونقل وجهات النظر بشكل سريع، أملاً في إعادة الطرفين إلى طاولة مفاوضات لم يتحلقوا حولها منذ أغسطس 2016، أما آخر محاولة قام بها جريفيثس لإجراء محادثات سلام في سبتمبر الماضي في مدينة جنيف السويسرية، ورفضت ميليشيات الموالية لإيران حضورها، مما أدى إلى فشل المحاولة.

وفي السنوات الماضية، سعت القوات الشرعية والتحالف للخروج بحل سلمي لإعادة الاستقرار إلى اليمن، في مقابل إصرار الميليشيات على الانقلاب على تعهداتها والسير قدما في مسار استخدام السلاح.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى