> نجيب محمد يابلي
الشيخ الدويل:
استوطنت أسرة عياش أحمد فضل السلامي الشيخ الدويل (أي الشيخ القديم) في أربعينات القرن الماضي لأن آل السلامي موطنهم الأصل في قرية المجحفة في السلطنة اللحجية العبدلية العطرة الذكر، ومن أسرة السلامي: الأستاذ علي أحمد ناصر سلامي وإخوانه فضل وصالح وعبدالقادر وأسرة أحمد فضل السلامي وشقيقه عبدالكريم الذي كان من ضمن فريق مسرور مبروك الذي مثل مسرحية «عطيل» لوليم شكسبير على مسرح العروبة عام 1940م في العاصمة الحوطة، وآل السلامي منتشرون في لحج وعدن.
أما الشيخ الدويل التي سكنها درويش السلامي فمن أسرها: أسرة عوض عباد عطية (ومن أولاده خالد وفاروق) ومحمد مبارك (الذي ارتبط بساعات الروليكس) وصالح مهدي وأولاد علي عوض: أحمد وحسن وجعفر والدكتور علي منصور (مستشفى باصهيب) ومحمد باحكيم ومحمد عبدالله عبيد (ومن أولاده عبدالجواد وفيصل ونجيب وشهاب وهشام وفتحية القيادية في اتحاد نساء اليمن وآخرون) وعبدالله عاطف ومن أولاده: أبوبكر وأولاد راوح (عبدالله وهادي) والشيت وغيرهم.
الولادة والنشأة:
محمود عياش أحمد فضل السلامي من مواليد الشيخ الدويل يوم 23 يونيو 1943م والتحق بالمدرسة الابتدائية (التي عرفت لاحقا بالمدرسة الشرقية المجاورة للشيخ الدويل) بالشيخ عثمان، ومن زملائه محمود عراسي وطه غانم وعبدالله شرف سعيد وحسن عون وأحمد قعطبي وعلي صالح حسين وعبدالقادر أمين والشهيد محمد صالح عولقي.
التحق محمود عياش سلامي بعد ذلك بالمعهد الفني Technical lnstitute بالمعلا وأمضى فيها ثلاث سنوات ومن زملائه حسين ناصر عمير، وأنهى دراسته عام 1959 والتحق بالصفوف المسائيةEvening Classes وحصل على إثرها على شهادة (R.S.A) من بريطانيا.
في العام 1959م التحق محمود عياش السلامي بالبنك الأهلي وجريندليز National Bank & Grindlays فرع البريقة ومن زملائه: ياسين أحمد طه والطاهري وفؤاد خدابخش، واستمرت خدمته في البنك حتى العام 1962م والتحق بعد ذلك بشركة البس (.A.Bess co) وعمل فيها لمدة أربع سنوات حيث وصل إلى وظيفة نائب رئيس قسم الطلبات المركزية وكان مدير الدائرة مصري قبطي ونائبه هندي من طائفة الهندوك وكان ثالثهما محمود عياش السلامي، مسلم سني.. وعكست تلك التشكيلة طبيعة عدن كمدينة كونية بتعبير الأخ محمود عياش السلامي.
تحققت نقلة نوعية في مشوار محمود عياش الوظيفي بعد عام 1966م عندما عمل بلجنة أبينAbyan Board ثم بلجنة الإنعاش الزراعي في لحج وعمل فيها مدة ناهزت الثلاث سنوات.
انتقل محمود عياش السلامي بعد ذلك إلى مكتب تسويق الأقطان وتزامل مع حسين علوي (شقيق أخصائي العيون الطبيب الفاضل الدكتور علي علوي، أطال الله عمره ومتعه بالسعادة) وعملا مع بعض على رفع مستوى إنتاج القطن إلى أكثر من (41) مليون رطل ودخل هذا الرقم موسوعة «جينيس» حتى اليوم، وكان قطننا من نوع طويل التيلة، وحقيقة يقول محمود عياش: «لقد ألبسناهم قمصانا من قطننا الطويل التيلة»..
سوق مكتب تسويق الأقطان خلال الفترة 1967 / 1970م إلى اليابان والهند، على الرغم من أن الهند كانت دولة منتجة للقطن لكنه لم يكن من صنف قطننا الرفيع الجودة.
في العام 1970م صدر قرار وزاري بتعيين محمود عياش السلامي مديراً عاماً لمؤسسة الملح وقضى فيها عاماً ونصف العام، ومن خلال اطلاعي على مسيرة محمود عياش السلامي قلت له: يبدو أن الجماعة كانوا يرسلونك إلى محطات شائكة لتحولها إلى محطات ناجحة، حيث حقق هذا الرجل نجاحاً في مجال تسويق الملح إلى دول منها اليابان وفي خلال تلك الفترة حصل على دبلوم في الاقتصاد السياسي من كلية العلوم الاشتراكية وكان موقعها في قصر الشكر بكريتر (منطقة الريزميت).
انتقل محمود عياش السلامي إلى شركة التجارة الداخلية وشغل فيها منصب المشرف التجاري ووفقا لهيكل الشركة اعتبر محمود عياش الرجل الثاني فيها..
أعيد هيكلة الشركة إلى شركة تجارة داخلية وشركة تجارة خارجية وأصبح محمود عياش سلامي رئيس قسم الاستيراد في الشركة خلال الفترة من العام 1974م حتى نهاية 1981م.
عياش يصعد درجات السلم
وفي بداية العام 1982م صدر قرار بتعيين محمود عياش سلامي مديرا عاما للمؤسسة العامة لتجارة الأقمشة والكهربائيات وليدة التقسيم الناتج عن شركتي التجارة الداخلية والتجارة الخارجية وأصبح تبعاً لذلك نائب رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية - عدن.
نتيجة التقلبات السياسية الحادة عين محمود عياش السلامي رئيسا للغرفة التجارية الصناعية - عدن بديلاً عن الأستاذ عبدالله الحمزة في يناير 1986م، إلا أن السلامي غادر عدن في أواخر أكتوبر 1986م نتيجة لظروف خاصة طالت زوجته التي تلقت مكالمات طالبتها بأن تلبس ثيابا سوداء لأنها ستتسلم جثة زوجها فطالبته بالرحيل وستبقى مع أولادها.
عمل محمود عياش السلامي خلال الفترة من 1986م حتى عام 1988م في الشمال مع مؤسسات تجارية كبيرة وعمل خلال الفترة 1989 / 1990 في السعودية مديراً لشركة سيدكو التابعة لشركة بن محفوظ، فرع منطقة جيزان.
عاد محمود عياش السلامي إلى الوطن عام 1990م حيث عين مستشاراً لوزارة التجارة والتموين فرع عدن وانتخب رئيساً للجمعية السكنية لموظفي وزارة التجارة والتموين (فرع عدن)، وبعد يوليو 1994م عين عياش مديراً عاما لشركة التجارة في عدن، وقد أحرقت وسرقت وكانت خاوية على عروشها تماماً وهي طبيعة مكتسبة عند كل منعطف.
كان محمود عياش السيلامي في وضع لا يحسد عليه على الاطلاق.. التخريب والنهب طال كل أصول الشركة وعمل مع كل المخلصين لإعادة الأوضاع إلى فترة ما قبل الوحدة إلا أن النوايا كانت مبيتة عند قوى النفوذ في البلاد بالقضاء على كل ما هو عام ولم يدخلوا البيوت من أبوابها بل دخلوها كقراصنة، وخلال فترة العمل الشاق من يوليو 1994م حتى أكتوبر 1996م التقى محمود عياش مع الزعيم المصري سعد زغلول باشا الذي يئس في فترة ما فقال لزوجته: «مافيش فايدة يا صفية»، وقال محمود عياش لزوجته «مافيش فايدة يا كريمة»، فأخلى مسؤوليته من الشركة.
أسرة أحمد ناصر السلامي العريقة عرفت بأبنائها الأفاضل وبناتها الفاضلات وهم: 1 - علي 2 - فضل 3 - كريمة (زوجة محمود عياش) 4 - صالح 5 - شفيقة (زوجة د. حسن السلامي) 6 - نجيب 7 - خالد 8 - أنيسة (زوجة د. صالح فضل، رئيس جامعة عمران) 9 - فؤاد.
انتقلت أم أولاده كريمة إلى جوار ربها عام 2012م وأثر وفاتها على حياة شريكها محمود عياش ولازم بيته وأصبح منكفئاً على نفسه ويعيش يوماً واحدا في الأسبوع مع أصدقاء العمر في مجلس مقيل أسبوعي (الخميس)، وقد أجمع أصدقاء الأسرة على مقولة «كريمة وهي كريمة».
تقاعد محمود عياش السلامي عام 2003م بمعاش قدره 50.000 (خمسون ألف ريال يمني) إلا أنه عمل مع شركات خاصة لها حجمها منها شركة هولسيم (شركة سويسرية تعتبر ثاني أكبر شركة منتجة ومسوقة للإسمنت على مستوى العالم) خلال الفترة من العام 2003م حتى العام 2009 وكان نائبا لمديرها العام السويسري.
ثم عمل مع شركة «شفا للمقاولات» التي نفذت مشروع بناء رصيف ميناء الحاويات في كالتكس ثم بناء رصيف في ميناء داكار، عاصمة السنغال، خلال الفترة 2009 / 2012م (عام وفاة زوجته وعام وفاة أعزاء عليه منهم هشام باشراحيل ومحمود عراسي ومحفوظ عبده قاسم وأحمد دوعت خان وعبدالكريم ثابت وعبدالحميد الأصنج وغيرهم)..
عرفت عدن في الفترة السابقة على الاستقلال ولعقود طويلة تأسيس جمعيات أبناء محميات عدن الشرقية والغربية وأبناء مناطق تعز (جمعية أبناء قَدَس، دُبع، الزريقة، الأعبوس، الأعروق... إلخ)، وقد شغل محمود عياش السلامي مركز رئيس جمعية أبناء لحج عام 1965م ودمجت الجمعيات الجنوبية بعد ذلك في فترة سابقة على الاستقلال في نهاية 1967م وعرفت تلك الجمعيات بعد الدمج باسم «اتحاد المنظمات الشعبية».
تأسس نادي الشباب المحمدي (YMT) عام 1951م بمدينة الشيخ عثمان - عدن، ومن نجومه: محمود عراسي، ناصر يافعي، يوسف أحمد سالم، عبدالعزيز حاتم، فيصل حاتم، محمود عياش السلامي، عبده حنوني وفيصل باوزير (حارس مرمى).
وألح أصدقاؤه من الشيخ الدويل بضرورة وجوده في نادي منطقته «نادي الأهرام الرياضي»، وكان الفريق من الدرجة الثانية Second Team وكان فريقا مكافحاً ومن أبرز صفاته اللياقة البدنية، وكان لاعبوه من الطلاب مشهورين في مختلف مسافات الجري «Race».
كان محمود عياش السلامي رئيساً لنادي شمسان الرياضي العريق (سليل نادي الجزيرة ونادي الروضة) خلال الفترة من العام 2003 حتى العام 2011م ومن رموزه: عبدالله خوباني، معتوق خوباني، أحمد محسن مشدلي، عبدالجبار عوض وآخرون.
