قـصـة شهـيـد "طالب سالم عوض الطوسلي العولقي" (شهيد التصدي والصمود)

> تكتبها: خديجة بن بريك

>
يقول العميد صالح علي بلال، أمين عام جمعية شهداء وجرحى الثورة السلمية والمقاومة الجنوبية، ومدون قصص الشهداء بمحافظة شبوة: «طالب سالم عوض حيدرة الطوسلي العولقي من أبناء منطقة المصينعة، مديرية الصعيد، محافظة شبوة، وولد فيها بتاريخ 1/1/1976م.. عاش في بداية حياته الأولى في منطقته، ثم غادر إلى السعودية مع أسرته في بداية الثمانينات من القرن الماضي ودرس فيها حتى أكمل تعليمه الثانوي، ثم أجبرته ظروف الحياة المعيشية ومتطلباتها على ترك الدراسة ومساعدة والده في توفير لقمة العيش لأسرته، وخلف الشهيد وراءه ثلاث زوجات وأحد عشر ولدا، ثمانية ذكور وثلاث إناث، وقد كان يعيل أسرة كبيرة، كما كان الشهيد رجلا ذا أخلاق عالية ومستقيم السيرة وحسن السلوك، وعمل في عدة أعمال خاصة، وتحمل مشاق الغربة لكي يعيش حياة كريمة هو وأسرته».

ويردف قائلا: «وبالرغم من أن الشهيد لا توجد لديه مصادر دخل غير عمله الخاص ودخله المحدود الذي يجنيه من عمله كمغترب في المملكة العربية السعودية إلا أنه كان يحمل هم وطن لا يجني منه راتبا ولا أرباحا، ولم يحصل على وظيفة ولا حتى استفاد من التعليم في وطنه مثل غيره من أبناء الوطن، وعندما دعاه الواجب الوطني للدفاع عن وطنه الجنوب ترك عمله وأسرته وشد الرحال وغادر إلى موطنه ووصل محافظة شبوة مع مجاميع من أبناء الوطن في صورة لم تشهدها كثير من البلدان، لكن شهيدنا طالب سالم عوض حيدرة أبى إلا أن يكون إلى جانب أهله ووطنه متحديا الغزاة بسلاحه الشخصي وإرادته الوطنية الصلبة».

ويختتم قائلا: «كان الشهيد عائدا إلى وطنه ليس في زيارة ولا سياحة ولكن إلى ساحة المعركة تاركا أسرته في بلاد الغربة، بينما كان المستفيدون والنهابون وأبناؤهم هاربين مع أولادهم حاملين معهم ما استطاعوا حمله من خيرات الوطن، وتاركين الوطني يكتوي بنار الحرب وجبروت الغزاة،  وفور وصوله إلى محافظة شبوة التحق بقوات المقاومة الباسلة التي تجابه الحوثي وجيش عفاش يومها في مديريات بيحان محافظة شبوة، حيث شارك مع إخوانه من أبناء شبوة في معارك  ومواجهات يومية، حتى اختاره الله شهيدا في معركة التصدي لمليشيات الحوثي والحرس الجمهوري وقوات مكافحة الإرهاب في بيحان منطقة الصفراء يوم 5/4/2015م، وقد استشهد هذا البطل مقبلاً غير مدبر مواجها الأعداء ثابت الموقف مستمدا شجاعته من الآباء والأجداد الذين سبقوه في التضحية والفداء، ومن أجل العزة والكرامة وهب الشهيد روحه وسال دمه ليروي أرض الجنوب التي أحبها وجاهد من أجل الدفاع عنها.. رحمك الله يا شهيدنا البطل طالب سالم لقد طلبت الشهادة ونلتها وتركت لنا إرثا ودروسا وتاريخا يسجل بأحرف من النور، عنوانه الإقدام والشجاعة والبسالة والتضحية».​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى