جريفيثس يلتقي الأحمر في الرياض.. هل طويت صفحة هادي؟
> معاذ منصر
>
لم يعد هادي رئيساً كما يبدو، ولم تعد الرياض مكاناً مناسباً له ولظروفه ومستقبله، بل لم تعد عدن مدينة مناسبة لعودته.
وقالت المصادر، إن «المبعوث الأممي طرح على الشرعية مقترحات حركة الحوثيين المتعلقة بالمشاورات المقبلة، والمتعلقة بالملف الإنساني وفتح المطارات والمنافذ وخروج الجرحى وضمان ذهابهم وعودتهم إلى صنعاء»، وهي مقترحات وطبقاً للمصادر «لا تبدو محل خلاف مع المبعوث ولا مع المساعي الجديدة، ولكنه طرح على الشرعية بعض ما دار بينه وبين أنصار الله، وخصوصاً ما يتعلق بميناء الحديدة وقبول الجماعة على أن يكون هناك دور إشرافي للأمم المتحدة».
وصاية مرفوضة
جماعة «الشرعية»، ومنذ يومين، تشن هجوماً لاذعاً على المبعوث الأممي، وتتهمه بالتحيز لحركة «أنصار الله». وفي نفس الوقت أعلن عضو الوفد التفاوضي التابع لـ«الشرعية» رفض أي دور للأمم المتحدة في ميناء الحديدة، مؤكداً أن هذا الدور سيكون بمثابة وصاية خارجية، وهو أمر مرفوض.
تنازلات لا بد منها
وبشأن عدم عودة الرئيس هادي إلى الرياض، أوضحت المصادر، أن «هادي يمر بظروف صحية سيئة ومعقدة، وأن قدر الله وانتهى، أو تم استبعاده من المشهد، فإن شرط استيفاء الحرب هو شرط غالبية القوى السياسية لتأييد أي بديل لهادي».
يوماً بعد آخر يتضح أن الرئيس عبدربه منصور هادي في وضع الاستعداد لمغادرة المشهد، وأن الترتيب لما بعد هادي يجري على قدم وساق، ولم يعد الأمر مجرد تكهن أو إشاعات.
هادي ومنذ أكثر من شهر عاد إلى واشنطن، بعد زيارة خاطفة قام بها إلى المملكة العربية السعودية، وخلال تلك الزيارة لم يكن لهادي أي نشاط سياسي سوى الإطاحة برئيس حكومة «الشرعية» أحمد عبيد بن دغر، وتعيين معين عبدالملك خلفاً له، وهي زيارة يبدو كما لو أنها كانت مرتبة لهذا الهدف بين هادي وبين الرياض وأبو ظبي. يذكر أنه خلال تلك الفترة رفض هادي اللقاء بالمبعوث الأممي مارتن جريفيثس، فما كان من الأخير إلا أن التقى نائب هادي علي محسن الأحمر.
أمس الإثنين وفي الرياض التقى جريفيثس في سياق جولته السياسية والدبلوماسية الجديدة إلى المنطقة، بنائب الرئيس عبدربه منصور هادي، حيث كان من المتوقع أن يأتي هادي من أمريكا إلى الرياض بغرض لقاء المبعوث الأممي، وتداول ناشطون في «الشرعية» خبر عودة هادي إلى السعودية لهذا الغرض، ولكن تأكيدات مساء أمس أوضحت أن المبعوث التقى النائب الأحمر.
بحسب مصادر سياسية مطلعة، فإن «المبعوث الأممي حمل إلى الشرعية مستجدات ملف المفاوضات وتأكيدات الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي والدول العظمى، على إيقاف الحرب وعلى ضرورة الانخراط في محادثات السويد المقرر انعقادها مطلع ديسمبر المقبل».
وصاية مرفوضة
جماعة «الشرعية»، ومنذ يومين، تشن هجوماً لاذعاً على المبعوث الأممي، وتتهمه بالتحيز لحركة «أنصار الله». وفي نفس الوقت أعلن عضو الوفد التفاوضي التابع لـ«الشرعية» رفض أي دور للأمم المتحدة في ميناء الحديدة، مؤكداً أن هذا الدور سيكون بمثابة وصاية خارجية، وهو أمر مرفوض.
بحسب مصادر دبلوماسية مقربة من مكتب المبعوث الاممي، فإن جريفيثس «يبدو مستغرباً من التصريحات التي تدلي بها قيادات الشرعية، ومن الاتهامات التي توجه إليه، وهي ذات التهم التي ظلت توجهها إلى المبعوث الأممي السابق إسماعيل ولد الشيخ أحمد».
وتتابع أن جريفيثس «يستغرب أيضاً أن الشرعية لم تدرك بعد مهمته، وأنه مجرد وسيط وناقل وليس صاحب قرار، وأن المقترحات التي ينقلها إلى الأطراف ويحاول الدفع بها، يجري التنسيق والاتفاق عليها في دوائر الأمم المتحدة ومجلس الأمن والدول الراعية للسلام»؛ ولكن «الشرعية تعود بذات السلوك السياسي المستهلك وتحاول أن تتهرب من الحلول عبر شخصنة المواضيع السياسية والدبلوماسية، وإطلاق تهم لا حقيقة لها ولا تبدو منطقية ولا وجود لها في قاموس السياسة وقواميس العمل الدبلوماسي».
وأوضحت أن جريفيثس «سيطرح هذه المرة وبحزم على قيادات الشرعية مسألة الجدية في المفاوضات القادمة، وتشديد المجتمع الدولي على أن يتم ذلك وبشكل سريع، وأن أي محاولات لإفشال المفاوضات ومحاولة المناورة ككل مرة، لم تعد مقبولة لدى الأمم المتحدة ولدى مجلس الأمن الدولي».
وأكدت مصادر أن جريفيثس سيطرح على قيادات حكومة «الشرعية» أيضاً «حقائق يجب على ضوئها أن تعي هذه القيادة مسألة التنازلات الحقيقية التي لا بد منها في القريب القادم، والتي بدونها لن تنجح أي تسوية أو أي حوار».
المبعوث الأممي من المتوقع أن يناقش موضوع الحديدة وموضوع التصعيد العسكري والملف الانساني، بل أن مرحلة ما بعد الرئيس هادي ستكون من ضمن النقاط التي سيطرحها جريفيثس على القيادة «الشرعية»، طبقاً لمصادر سياسية ودبلوماسية.
من جهتها مصادر في الرياض قالت إن «نائب الرئيس طرح وسيطرح على المبعوث الأممي تمسك الشرعية بالمرجعيات الأساسية وقرارات مجلس الأمن الدولي، وسيؤكد رفضهم للمقترح المتعلق بميناء الحديدة».