احتفاء بذكرى الاستقلال المجيد.. الزبيدي: تجاوز الجنوب لن يكون هينا وسيدفع ثمنه الجميع

> عدن «الأيام» خاص/ تصوير نجيب المحبوبي

>
 شهد معسكر الجلاء في مديرية البريقة بالعاصمة عدن أمس الأول الخميس عرضا عسكريا مهيبا، احتفاء بالذكرى الـ 51 لعيد الاستقلال المجيد في الـ 30 من نوفمبر.


وفي العرض، الذي حضره كلٌ من رئيس الجمعية الوطنية اللواء أحمد سعيد بن بريك، وقائد قوات التحالف العربي، وعدد من القيادات الإماراتية، والقائم بأعمال أمين عام المجلس الانتقالي فضل الجعدي، وأعضاء هيئة رئاسة المجلس، وقيادات سياسية وأمنية جنوبية، ألقى قائد قوات الدعم والإسناد العميد محمود سالم كلمة قال فيها «إن هذه المناسبة لم تأت إلا بعد أن ضحى فيها شعبنا بقوافل من الشهداء لينال حريته واستقلاله».


وأضاف «إن هذه الفرحة بالحرية تكررت بعد أن تحرر الجنوب في الانتصار الثاني في 2015م مع اختلاف المسميات»، مؤكدًا أن «أبناءنا اليوم يسطرون أروع البطولات في الدفاع عن أرضهم ضد مليشيات الحوثي، بمساعدة الأشقاء من دول التحالف العربي الذين سيظل شعب الجنوب وفيا لهم جيلا بعد جيل».


وأوضح أن «إنشاء قوات الدعم والإسناد والحزام الأمني جاء للحفاظ على الأمن ومحاربة الإرهاب الذي تفشى، بعد أن غابت أجهزة الأمن والقضاء عقب التحرير، وأنها على استعداد لبذل الغالي في سبيل أن يحيى شعب الجنوب بالكرامة والعزة والحرية».
بعدها، قامت عدد من وحدات الدعم والإسناد والحزام الأمني بعرض عسكري مهيب تميّز بالانضباط والترتيب العالي، وجالت بعض الآليات العسكرية رُفع عليها راية الجنوب، وحيا الجنود بالتحية العسكرية للحضور.

الزُبيدي يوجه رسائل
من جانب آخر، وجه رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي اللواء عيدروس الزُبيدي أمس الأول الخميس خطابا هاما إلى الشعب الجنوبي في الداخل والخارج، بمناسبة الذكرى الـ 51 للاستقلال الوطني المجيد 30 نوفمبر.


وقال الزُبيدي «في ذكرى هذا اليوم المجيد يسعدني أن أحييكم جميعاً أينما كنتم، ومن خلالكم أحيي أبطال قوات المقاومة الجنوبية المرابطين على الأرض وفي جبهات القتال، في ساحات الشرف والبطولة، على خطى الثوّار الأوائل، وعلى طريق الدفاع عن النفس والدفاع عن الحقوق، وعن الوطن والعقيدة والهوية والتاريخ، وأتوجه إليكم جميعاً بالتهاني والتبريكات بمناسبة العيد الـ51 للاستقلال الذي تحقق يوم الثلاثين من نوفمبر عام 1967م، اليوم الذي تزينت فيه عدن بالنصر، عدن التي لا تعرف الهزيمة، كعادتها، تطرد الغزاة في كل مرة، بعزيمة أهلها التي لا تلين وإرادتهم التي لا تُقهر».


وأضاف «كما نجدها فرصة لنتذكر بكل فخر واعتزاز وإجلال أولئك الثوَّار الذين خاضوا غمار تلك المرحلة بكل بسالة، مترحمين على أرواح شهداء تلك المرحلة التي جسّدوا فيها معاني الوطنية والفداء، كما نترحم على أرواح شهداء كل مراحل النضال والاستقلال الذي مازالت معاركه مستمرة على أكثر من صعيد، حتى تحقيق أهداف الإرادة الشعبية الجنوبية الحرة، أولئك المناضلين الأبطال الذين قادوا وشاركوا في الكفاح المسلّح ضد المستعمر بكل بسالة، حين حملوا على عاتقهم مسئولية تاريخية وكبيرة من أجل الوطن وسيادته حتى أثبتوا أن الجنوب وطن وهوية في حاضره ومستقبله، واليوم نكافح جميعاً نحن الجنوبيين لنفس الهدف السامي دفاعاً عن هذا الوطن، ولن نتنازل أبداً عن هويتنا الوطنية، وسيادة وطننا، وحقوق شعبنا المتمثلة في التحرير والاستقلال، وهذه هي أهدافنا وتطلعاتنا المشروعة التي فوضنا الشعب من أجلها، والتي قلنا ونؤكد اليوم مجدداً أنه لا تراجع عنها أبداً مهما كانت الصعوبات، ولا تنازل عنها مهما استفحل الشرّ وأهله».


وتابع «قبل نصف قرن من اليوم، ارتفعت راية الجنوب بعد أن ارتقى من أجلها شهداء كُثر خلال مرحلة التحرير المجيدة، وبعد أن استبد المستعمرون الجدد بهذا الوطن الجنوبي العظيم بقوتهم الغاشمة في 1994م وجد الجنوبيون أنفسهم أمام ضرورة حقيقية فكافحوا الاحتلال رغم قوته وجبروته ورغم إمكانياتهم الضعيفة آنذاك، إلا أن إرادتهم وصلابتهم جعلتهم يستقبلون الرصاص الغادر بصوت السلم وثورة السلام، فلم يكتفِ المحتل بذلك ولم يستفد من دروس التاريخ فأثخن في الشعب المظلوم قتلاً وتنكيلاً، فحمل الجنوبيون سلاحهم وانطلقوا ثواراً على خطى آبائهم وأجدادهم فكسروا ظهر المحتل وهزموا مشروعه بقوة السلاح والحق والإرادة، فهل يدرك الغائبون عن التاريخ والمغيّبون عن الواقع أن للشعوب صحوات وأن للثوّار جولات، إن بدأت فلن ترحمهم ولن يرحمهم التاريخ؟».


واستطرد «ندرك تماماً أنكم تتطلعون إلى المستقبل بأعين يملؤها الأمل، وبقلوب يسكنها صوت الثوار وهدير الثورة وصور الشهداء، وبسواعد لن تتوانى عن مواجهة الشرّ وأي مخاطر تهدد الثورة والوطن والشعب، وبأرواح محبة للسلام. نقول لكم اليوم، إننا وعلى الرغم من التعقيدات التي يصنعها خصومنا أمامنا إلا أننا ماضون بكم بوعيٍ كامل، ورغم الأمل الكبير إلا أننا لسنا ببعيدين عن صوت الثوار وهدير الثورة، ولتكن سواعدكم حاضرة وجاهزة».

اليقظة والوعي
وقال الزُبيدي «إننا وبالقدر الذي نحتاج فيه إلى اليقظة، فإننا نحتاج وعياً شعبيا ودعماً جماهيرياً يحافظ على التوازنات السياسية التي نسير فيها بدقة، وثقوا ثقة كاملة أن ثمن تجاوز الجنوب لن يكون هيناً، ولن يدفعه طرف دون طرف، بل سيدفعه كل من شارك فيه، خاصة من احتضناه وأعدنا له اعتباره بدمائنا وجراحنا وبنادقنا وما أسهل أن تهدم جداراً هشاً يمنعك عن حريتك ويحرمك من حقوقك وتطلعاتك المشروعة، عندها سنفرض خياراتنا السياسية مستندين إلى عدالة القضية الجنوبية وإلى إرادة الشعب الجنوبي الحر، وعندها لن يكون هنالك مكان لمن يدّعون أن شرعيتهم نزلت من السماء، ومثلما حاربنا الحوثيين ولا زلنا، فسنحارب من يسير في نهجم في محاربة قضيتنا وشعبنا، ولا شيء يمنعنا عن مشروعية الدفاع عن أنفسنا ومستقبلنا».


وأضاف «اليوم أيضاً، وكجزء من معركتنا الكبيرة للدفاع عن هذا الوطن، نؤكد على استمرارنا في مكافحة الإرهاب ومحاربة مموليه وداعميه، وستستمر عملياتنا العسكرية والأمنية ضد هذه التنظيمات المتطرفة وعلى رأسها داعش والقاعدة، وندعو الدول التي حملت على عاتقها مكافحة التطرف والإرهاب إلى دعم جهودنا وتطويرها بما يساعدنا على الاستمرار في مكافحة هذه المخاطر التي تهدد أمننا الوطني والأمن الإقليمي والدولي، ونؤكد على تمسكنا الراسخ بمبدأ التصالح والتسامح الجنوبي، ورفضنا القاطع لدعوات التخوين التي تستهدف النسيج الاجتماعي الوطني للجنوب، وندعو لتعزيز قيم التعايش والقبول بالآخر وليكن السلم قاعدة لاستيعاب كافة اختلافات وجهات النظر الجنوبية».


وتابع «أكدنا ولا زلنا نؤكد على عمق شراكتنا مع دول التحالف العربي وعلى رأسها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، حتى تحقيق أهدافنا المشتركة والقضاء على المشروع الفارسي المتمثل في جماعة الحوثي من المنطقة والقضاء على خطر فكر جماعة الإخوان المسلمين الذي ولدّ الإرهاب والتطرف».


واستطرد «قلنا سابقاً إننا قد عملنا وبكل الوسائل على الارتقاء بهذه العلاقة الاستراتيجية نحو ضمان أمن واستقرار المنطقة واستعادة شعب الجنوب لسيادته على أرضه كعامل أساس في الحفاظ على الأمن القومي العربي، واليوم وبالقدر الذي نؤكد فيه لدول التحالف العربي على حرصنا في الحفاظ على هذه العلاقة التي انتجتها هذه المعركة المشتركة، نؤكد على تمسكنا بحقنا الكامل في قضيتنا الوطنية، وعدالتها وضرورة حلها، واحترام تضحياتنا ونضالنا الوطني».

الانفتاح للحوار
واشار الزُبيدي إلى أن «المجلس الانتقالي يؤكد على انفتاحه للحوار والسلام، واستعداده للمشاركة بإيجابية في العملية السياسية بما يحقق السلام وينهي الحرب، ويضع أساسا حقيقياً لمرحلة ما بعد الحرب بما يضمن للجنوبيين حقهم في حل قضيتهم حلاً عادلاً وفقاً لتطلعاتهم المشروعة، حيث يمكن لأي حل سياسي ينتقص من قضية شعب الجنوب أن يحقق أي سلام منشود في المنطقة، فقضية الجنوب ليست هامشاً، وأي حلول تقفز على الواقع الجديد الذي أفرزته الحرب سيكون مصيرها الفشل الذريع»..قال «يا أبطال قواتنا المسلحة ومقاومتنا الجنوبية البطلة، إننا نستحضر في هذه الذكرى العظيمة، الدور البطولي الذي تلعبونه، فأنتم حماة الوطن، وحاملين بيارق النصر، والمدافعين بأرواحكم عن رايته التي حميتموها بدمائكم الطاهرة، أنتم المكسب الحقيقي في هذه المرحلة الحرجة فكونوا كما عهدناكم على درب الدفاع عن الوطن وقضية الشعب، فالأمل بكم كبير، والشعب ينتظر منكم الكثير، فكونوا على قدر من المسؤولية، وليحمي الله أرواحكم الغالية».​


> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى