هل يعانق النجاح؟ ما هي أوراق وسلاح رئيس الوزراء في تجاوز المرحلة؟

> كتب/ عبدالله جاحب

> مرحلة مستعصية في غاية التعقيد السياسي والاقتصادي الذي نعيشه في الوقت الراهن، حقيقة لا يمكن لأحد إنكارها في الشارع السياسي والاقتصادي.
جليد خليط بين تراكمات الأزمات والمراحل والحقب السابقة وبين ركام وأكوام الفساد التي تنخر في جسد البلاد.

في منتصف أكتوبر في مرحلة ضبابية غير واضحة المعالم والملامح وبين توترات وشحن سياسي واقتصادي وصل الشاب معين عبدالملك سعيد إلى رئاسة كرسي الحكومة الشرعية ليعتلي أصغر أعضائها منصب رئيس الوزراء.
قرار قد راهن الكثير على فشله وعدم توافقيته. بينما يرى كثيرون بأن تعيين معين قرار شجاع وجريء من قبل الرئيس هادي. ويراهن آخرون على أن فرص نجاح الرجل ضئيلة وتمر بمرحلة صعبة ومشهد ضبابي سياسي وتدهور اقتصادي مريع، عاصفة من المنغصات والعقبات والمطبات والمنحدرات السياسية والاقتصادية أمام رئيس الوزراء الشاب، فهل يعانق ويحتضن النجاح.

انطلق معين عبدالملك في منتصف أكتوبر الماضي من العام الحالي من العاصمة السعودية (الرياض) إلى إعصار (لوبان) في المهرة إلى معاشيق عدن في العاصمة المؤقتة عدن.

ما هي أوراق وأدوات وسلاح معين في تجاوز المرحلة؟
انعكست الأوضاع الاقتصادية والسياسية على الشارع الشعبي، وكان لها الأثر السلبي والكارثي على حياة المواطنين. فالتدهور الاقتصادي الكارثي المريع والنزيف المستمر لكل أدوات وأساليب وطرق النجاح الاقتصادي، وتآكل قيمة العملة وتدهورها وانعدام سبل العيش هي الحقيقة الجاثمة على الواقع المعيشي المظلم لليمنيين اليوم، أزمات في الرواتب والمشتقات النفطية والكهرباء، وانعدام الأمن والاستقرار، كل ذلك يحتاج من رئيس الحكومة لامتلاكه أدوات وأسلحة متنوعة تتجاوز تلك المحن.

منذ الوهلة الأولى لانطلاق مهمته امتلك معين أدوات وأوراق ضغط من شأنها تحريك الأوضاع الكارثية إلى الأفضل. إذ تبدو ورقة الدعم والتأييد من قبل الرياض وأبوظبي الواسعين النطاق من أفضل الطرق التي استغلها الشاب الرئيس، وكان ذلك جليا من خلال الأيام القليلة من تعيينه ومن هذه الشواهد إخراج «الريال اليمني» من الموت السريري في الأيام الماضية وبدء تعافيه بخطى متسارعة، ومنها أيضا التركيز على تثبت تسعيرة جديدة للمشتقات النفطية محددة وثابتة، كذلك تحسن واستمرار الكهرباء في الآونة الأخيرة كل ذلك يساعد على تحريك وانتشال الأوضاع من مستنقع الانهيار، وبذلك تبدو المرحلة آخذة إلى التطور السريع والكفيل بأن تكون أوراق وأدوات وأسلحة معين تخطو خطوات إلى الأمام لتجاوز المرحلة القاتمة الراهنة.

أهم الأدوات والأسلحة التي استخدمها «معين» هي دعم وإسناد دول التحالف العربي والتي تبدو بشكل واضح للعيان.. فكل تلك الادوات والأسلحة اذا استمرت بهذه الوتيرة سيصل معين إلى طفرة ونقلة إيجابية تفضي إلى تجاوز المرحلة.

هل يعمل معين مع المجلس الانتقالي في خط متوازٍ؟
منذ تعيين معين في منتصف أكتوبر الماضي بعد غضب وهيجان شعبي وسياسي تصدره المجلس الانتقالي الجنوبي لإقالة رئيس الحكومة السابق «بن دغر»، وأصبحت الأمور تسير في خط سير واحد ودون ضجيج سياسي أو عسكري وانتهاء فترة الصيف الإعلامي الساخن، كل ذلك يضاف له حالة الهدوء السياسي بين حكومة الرئيس معين والمجلس الانتقالي.

بدأ ذلك بأولى تصريحات «معين» المتفاعلة بمنطقية وواقعية مع المشهد، حيث حصر تواجده في الجانب الاقتصادي بعيدا عن السياسي، وهذا ما أكد عليه أيضا بعض أعضاء المجلس الانتقالي الجنوبي الذين صرحوا بأن مهام واختصاص الرئيس الشاب محصورة في الجانب الخدماتي للوطن.
يكشف رئيس مجلس الوزراء الجديد د. معين عبدالملك عن موقفه السياسي من المجلس الانتقالي الجنوبي قائلا «إن نشاط المجلس الانتقالي مرحب به ومكفول شريطة أن يكون ضمن الإطار السلمي وبما لا يهدد ويقوّض وجود الدولة في اليمن والحكومة الشرعية». ويؤكد أن المهمة الأساسية لحكومته اليوم هي «إصلاح الوضع الاقتصادي في اليمن». ذلك تلميح صريح إلى أنه لا يمكن لأي مجتمع أن يهتم بالسياسة في حين يغرق وسط وضع اقتصادي صعب، حسب قوله.

بات من الواضح أن الحكومة تأخذ زمام المبادرة الآن باتجاه تقوية عملها وتوسيع نشاطها بشكل طبيعي دون مصادمات مع المجلس الانتقالي، بل وأصبحت تعمل بخط متوازٍ بين الطرفين.
وقد كشف «معين» بأن المرحلة القادمة ستشهد ترتيب الأوضاع السياسية من خلال حكومة توافقية بقيادته..

 فالسؤال الذي يطرح نفسه: ما هي مميزات الحكومة التي يبحث عنها الرئيس الشاب؟
وما هي المعايير التي ستخضع لها حكومة هذا الشاب وهل ستكون للضغوطات الدولية والإقليمية ودول التحالف العربي رأي في مسارها أم يكون للرئيس الشاب حضوره وبصمته فيها.
وما هو مصير مستقبل «معين» هل يكمل المشوار؟ وهل يستمر على كرسي الحكومة أم التغيير القريب يرمي بظلاله وتغيير ملامح ومعالم اللعبة ويكون حقنة مؤقتة مسكنة للأوضاع الاقتصادية والسياسية في الوطن؟!​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى