بالصور «الأيام» تنشر تفاصيل قضية اغتصاب وقتل الطفلة (آلاء الحميري)

> إب «الأيام» خاص

>  عقدت المحكمة الجزائية في محافظة إب، أمس الإثنين، أولى جلساتها للنظر في جريمة اختطاف واغتصاب وقتل الطفلة (آلاء الحميري) من قبل الجاني (يوسف الثوابي).
وأصدرت المحكمة حكما بالإعدام رميا بالرصاص حدا وتعزيرا للقاتل (يوسف الثوابي) على أن ينفذ الحكم في ميدان عام.

لحظه تنفيذ حكم الاعدام
لحظه تنفيذ حكم الاعدام

وكان الجاني (الثوابي) أقدم مطلع الأسبوع المنصرم على ارتكاب جريمة اهتزت لها محافظة إب قاطبة، وولدت الجريمة حالة من الغضب بين أوساط المواطنين في مدينة جبلة ومحافظة إب عامة، حيث خرج المواطنون بمسيرة غاضبة للمطالبة بالمحاكمة المستعجلة وإنزال أشد العقوبة على الجاني (يوسف الثوابي).

وكانت بداية الحادثة هو اختفاء الطفلة (آلاء الحميري) الثلاثاء الماضي من مدينة جبلة حارة (المكعدد) وسط ظروف غامضة، وذلك عقب خروجها من منزلها وتوجهها إلى المدرسة ولم تعد بعدها إلى المنزل.
وولد ذلك الاختفاء حالة من الخوف والقلق والهلع لدى أسرتها وجيرانها ما جعل والدها يسارع في إبلاغ أمن مديرية جبلة عن اختفاء وفقدان طفلته، ليُقيد البلاغ، ويُعمم بأوصاف الطفلة للبحث والتحري عنها.

كيف قُبض على الجاني؟
وبعد مرور يومين على اختفاء الطفلة (آلاء)، وفقدان أثرها، وتفاقم المخاوف لدى الجميع من مصير مجهول ينتظر الطفلة (آلاء) التي انتشرت صورها بشكل كبير في منصات ومواقع التواصل الاجتماعي مرفقة بأخبار عن فقدانها، وتزايد حالات المطالبة بالكشف عن مصير الطفلة، وفشل إدارة أمن جبلة في التوصل لأي نتيجة، تم تشكيل لجنة من إدارة المباحث في محافظة إب للبحث عنها.

وباشرت اللجنة مهامها وتم النزول الميداني من قبل اللجنة لتمشيط المنطقة التي شهدت اختفاء الطفلة منها، ونشر التحريات فيها وعلى ضواحيها.
وتوصلت اللجنة إلى نتائج أولية تؤكد عدم مغادرة الطفلة من المنطقة وتتبع آثارها وآخر تحركاتها والجهة التي اختفى أثرها فيها، ومن هنا بدأت الإجراءات كاستدعاء بعض الأشخاص كمشتبه بهم وإيصالهم إلى إدارة أمن جبلة وأخذ محاضر معهم، وتم غربلتهم والإبقاء على بعضهم، حتى تم التركيز على أحدهم ورسمت حوله دائرة لم يخرج منها إلا وقد اقتنعت اللجنة بصحة وحقيقة بعض من تحركاته والمعلومات التي تم جمعها.


وكان من أهم الشواهد التي حصلت عليها اللجنة أن الطفلة (آلاء) شوهدت بالقرب من منزله الذي يبعد عن منزل والدها بحوالي 100 متر تقريبا، ناهيك عن الشكوك التي راودت اللجنة عن بعض تصرفاته التي تم رصدها عقب واقعة اختفاء الطفلة وملازمته القوية لفريق البحث عن الطفلة المكون من الأهالي وأسرتها والتحرك معهم خطوة بخطوة، إلى جانب الموقف الذي بدر منه عند اتفاقهم على تفتيش المنازل، ووقتها لم ينتبه أحد منهم لهذا الموقف الارتباكي ومغادرته لهم بذلك العذر لإبلاغ زوجته بأن هناك تفتيشا سيستهدف كل المنازل للبحث عن الطفلة (آلاء)، ودقق أعضاء اللجنة كثيراً على ذلك الموقف الارتجالي من المشتبه فيه، ما جعلهم يركزون عليه أكثر، حيث تم نقله من إدارة أمن جبلة إلى إدارة البحث الجنائي بالمحافظة، وهناك كثفت الإجراءات القانونية مع المتهم حتى أقر واعترف بارتكابه للجريمة.


في الجانب الآخر، كان القلق يسود الأسرة وأهالي المديرية، بل وأبناء المحافظة، فكيف تمر 72 ساعة ولم يتم التوصل إلى أي نتيجة، ولازال أثر الطفلة مفقودا، ومصيرها مجهولا؟ في ظل ضجة إعلامية ومناشدات متواصلة حولت من الواقعة لقضية رأي عام، وأصبحت حديث الشارع واتجهت الأنظار لتصنيف الواقعة بالاختطاف.. ولكن من خطفها؟ وإلى أين؟ وما هو مصيرها الحقيقي؟

اعترافات الجاني
أسئلة كثيرة وتساؤلات عديدة تزامنت مع مواصلة اللجنة للجهود والتحري وجمع الاستدلال، وشهدت تقدما ملحوظا، واستدعى الأمر أن يتم طلب زوجة المشتبه فيه وأخذ أقوالها للتأكد من معلومات وأقوال كان قد سردها زوجها في محاضر أقواله ومعلومات أخرى.
وكانت النتيجة إيجابية، حيث قادت مباشرة للوصول لأول خيوط القضية وتحولها من واقعة اختفاء إلى اختطاف بالاستدراج للطفلة من قبل المشتبه به الذي تحول هو الآخر من مشتبه لمتهم رئيسي ما كان أمامه إلا أن يعلن فشله في الإنكار ويدلي باعترافات هامة ولكنها صادمة وموحشة التفاصيل وتهتز لها الأبدان.

الجاني أثناء المحاكمة
الجاني أثناء المحاكمة

فالمتهم اعترف بقتلها بداخل منزله ومن ثم رمى بها لمكان ترمى فيه المخلفات وتوجد به شجرة تعرف بـ(البلسة)، وذلك المكان في نفس المنطقة ويبعد بأمتار عن منزله.
عقب تحديد المتهم لمكان الجثة قام مدير البحث وضباط اللجنة وخبراء الأدلة الجنائية بالانتقال إلى مكان الجريمة وبمعيتهم المتهم، وذلك المكان هو المشار إليه باعترافات المتهم، وتم البحث من قبل الجميع ليتم بالفعل العثور على شوالة مرمية فيه وتم انتشالها والعثور على جثة الطفلة بداخلها.

لحظات صعبة ومنظر مخيف وتفاصيل مؤسفة بل مؤلمة تفاصيلها باختصار وجود الطفلة جثة هامدة بداخل الشوالة والرائحة باتت تفوح من الملاك الطاهر والطفولة الطاهرة والعطرة دنسها ذلك الشخص الذي يدعى (يوسف عبده الثوابي)، البالغ من العمر 30 عاما، وهو من سكان الحي الذي تسكن فيه الطفلة (آلاء)، ولم تعد إليه كما كانت بل عادت جثة هامدة ومقتولة بداخل تلك الشوالة.

لحظة الصدمة
وبعد العثور على الجثة، عاد الجميع إلى مدينة إب وتم إيداع الجثة ثلاجة مستشفى الأمومة والطفولة عقب معاينتها وتصويرها من قبل خبراء الأدلة الجنائية.

 الطفلة (آلاء)
الطفلة (آلاء)
في الجانب الآخر والأهم واصلت اللجنة أخذ محاضر جمع الاستدلال مع المتهم (يوسف الثوابي) لاستكمال اعترافاته التي أدلى بها بأقواله وأقر باستدراجه للطفلة لداخل منزله بعد أن كان مخططا لذلك، وعزم النية منذ يوم الأحد قبل استدراجه لها بيومين حيث وجدها يوم الثلاثاء بالقرب من منزله وكانت ماتزال ترتدي زيها المدرسي وقام بإغرائها بأنه سيعطيها (جعالة)، وأخرج مبلغ 100 ريال على أنه سيعطيها لها طالباً منها اللحاق به لداخل منزله.

لم تكن الطفلة المسكينة تعرف أنه يخطط لشيء وينوي فعل أمر خطير من خلال ما قام به وطلبه منها الدخول للمنزل وفعلا حسب اعترافه لحقت المسكينة به ودخلت للمنزل الذي كان خالياً من زوجته وطفلتيه لغيابهن في منزل عمه (والد زوجته)، ومن هنا تتأكد نواياه السيئة بحق الطفلة التي بمجرد محاولته التحرش بها صرخت وبكت عند مسكه لها كانت تصرخ بأن أمها ستذبحها.

كانت تبكي وتصرخ وتتوسله وهو كالشيطان والذئب، بل هو ذئب بشري وقتها، وكان يكتم على أنفاسها خشية من وصول صراخها وصوتها للخارج، ما كان منه إلا أن يرتكب جريمته الشنيعة والوحشية بحق الطفلة التي لا تعلم بشيء عما يفعله بها، ولم تكن تمتلك أي وسيلة وقوة للدفاع عن شرفها المغتصب وطفولتها المنتهكة غير الصراخ، وهو يقمعها بكتم صراخها لتفارق الحياة بين يديه، وهكذا فارقت الحياة، وقتلها المجرم ولفظت أنفاسها الأخيرة مع حلول مغرب نفس يوم اختفائها الغامض، ليقوم بعد ذلك بإحضار كيس قمح (شيوالة) ووضع الجثة بداخلها ونقلها من مكان ارتكاب الجريمة في أحدى غرف منزله الواقعة بالدور الثاني وذلك إلى الدور السفلي ووضعها في (السفل) وحينها عادت زوجته للمنزل ولاحظت تغيره وارتباكه، حد قوله في المحضر، ليغادر المنزل بعد ذلك.

 الجاني (الثوابي)
الجاني (الثوابي)
وكان المجرم يشارك أسرة الطفلة والأهالي في البحث عن الطفلة (آلاء) وكان يصول ويجول ويبكي، دموع التماسيح هي لا غير، واصل تحركاته معهم وكان مهتما كثيراً في البحث، ووقتها أحدهم اقترح أن يتم تفتيش منازل الحي فانتفض من مكانه قائلاً: “تمام وأنا أروح للبيت أنبه على زوجتي كي لا تخاف كونها حامل”.

وصل للبيت وقام مباشرة بحمل الشوالة وبداخلها الجثة ونقلها من أسفل المنزل إلى مكان آخر يبعد عن منزله بأمتار، وهو مقلب يرمى فيه المخلفات وتوجد به شجرة (البلسة)، وهناك رمى الشوالة بما فيها معتقداً أنه نجح بالتخلص منها، وأن جريمته انتهت برميه للجثة، ليغادر المكان عائداً للمنزل ومواصلاً جهوده المزيفة والكاذبة في البحث عن الطفلة مع الباحثين ممن لا يدركون أن بينهم المجرم الذي يعرف مصير الطفلة ومكانها فقد استغفلهم كثيراً وتمادى في استغفالهم أكثر، لكن مشيئة الله أبت إلا أن يتم اكتشافه لتحل عدالة السماء وتنتصر للطفلة البريئة (آلاء).​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى