ارفعوا القبعات لوزير خارجية السويد

>
> الفترة الممتدة من 22 مايو 1990م حتى 10 ديسمبر 2018م، فترة مخضبة بالدماء، ومررنا فيها بمنعطفات مترعة بالتآمرات، وخاصة في عدن، وهي الأساس، وهي الكل في الكل، وهي الضحية، وهي الخارجة من الفائدة الداخلة في الخسارة.
نجيب محمد يابلي
نجيب محمد يابلي

من أين نبدأ؟ وإلى أين ننتهي؟ لأن أصابع سوداء نتنة لأجهزة مخابرات دولية توظف لمخططاتها أدوات إقليمية ومحلية، ولأن الأرضية التي انطلقنا منها في رسم القرارات مهزوزة ومكسيّة بالضباب، وتلكم هي خاتمة سياسة الإقصاء للآخرين، وتغليب نزعة «الفيد» على تعميم الفائدة.. وكانت الفترة المشار إليها في مطلع الفقرة الأولى فاتحة لتقسيم ستشهده المنطقة برمتها.

المخطط الاستخباري الدولي بدأ في 11 فبراير 2011م بأسطوانة «الحل أو ارحل!!»، و «ارحل!! ارحل !!»، وخصصوا ساحة في صنعاء أسموها «ساحة الشباب» (أي أن القوى الاستخبارية الدولية هي التي خصصت عبر وكلاء محليين)، وسحبوا ساحة الشباب في خورمكسر في عدن إلى ساحة الشباب في صنعاء، والفصل قبل الأخير الذي تمثل في مشاورات السويد، وكله ضحك على الذقون، ولم أثمن من كل أولئك إلا وزير خارجية السويد، الذي ألقى كلمة الافتتاح في العاصمة ستوكهولم، يوم الخميس الماضي، عندما قال: «علينا وقف الكارثة في اليمن»، وقال بعد أن رحّب بالأطراف اليمنية والمبعوث الأممي مارتن جريفيثس البريطاني: «بأن دولة السويد ستفتح أمامهم كل سبل السلام»، وأضاف بأن للسويد «الشرف في أن تكون سبباً لرفع الحرب وإحلال السلام..».

وقال وزير الخارجية السويدي أيضا: «عليكم أن تعرفوا أنكم مسؤولون عن الحرب الدائرة في بلادكم، وأنتم دون غيركم سترفعون هذه الحرب حباً وغِيرةً على وطنكم الذي يعاني الآن من الكوارث، بسبب صراعكم الهمجي..
تأكدوا أن دولة السويد لن تتركم تغادرونها إلا بحل ينهي معاناة شقيقتها اليمن.. ارحموا شعبكم الذي يعاني من الجوع والقتل والحصار الجوي والبري والبحري، والذي يعاني من كوارث إنسانية.. أدخِلوا إلى قلوبكم الشفقة والرحمة بهذا الوطن المظلوم الذي يعاني بسببكم وبسبب تدهور سياستكم..

عليكم احترام القوانين الإنسانية، وعليكم تنفيذ مبادرات السلام التي يقدمها المبعوث الأممي السيد مارتن جريفيثس».. وقال وزير الخارجية السويدي الكثير، واختتم كلمته المؤثرة بأنه سيحضر كل جلسات المشاورات، وسيظهر الطرف المعرقل للسلام.
كانت كلمة وزير الخارجية السويدي برمتها داخلة في صلب قيم الإسلام، ويكفي هؤلاء العرب - إن كانوا مسلمين - أن يقرأوا خطبة حجة الوداع لرسولنا الكريم، حيث أودع نبينا كل قيم الإسلام في ثنايا خطبته، إلا أنهم لا يزالون بعيدين كل البعد عن قيم الإسلام..
وأخيراً، لا يسعني إلا أن أسجل تقديري لوزير خارجية السويد على كلمته التي حملت قيم الإسلام التي تخلينا عنها (إلا من رحم الله). ​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى