عمر عبد الله الجاوي الإنسان الفادي

> عبد الباري طاهر

> الجاوي اسم الشهرة «بسيط كعظمة الإنسان» أثره عميق في الحياة الفكرية والأدبية والسياسية في النصف الثاني من القرن العشرين. و لا يزال الأثر العميق ممتدا و متواصلا.
فهو نجم ما غاب وأمل ما خبى  وشعلة لم تنطفئ.

عشرون عاماً على رحيلك يا عمر و لا تزال القضايا الوطنية والإنسانية الفكرية السياسية التي رفعت رايتها ودافعت عنها تنتظر!!
في مصر عبد الناصر عام 1956 ومع ثلة من رفاقك الطلاب في المؤتمر الأول للطلاب اليمنيين رفعتم شعار « التحرر من الاستعمار والخلاص من الإمامة».

في الـ26 من سبتمبر 62 أطاح الشعب اليمني بالإمامة وتفجرت ثورة الـ14 من أكتوبر 63 في الجنوب وتحققت الإرادة الشعبية التي عبر عنها بيان المؤتمر الطلابي الأول. وكفاح الجبهة الوطنية المتحدة. وكتابات المفكر التقدمي عبد الله عبد الرزاق باذيب. ونضال الشعب والتيارات الوطنية أسس عمر الجاوي وكالة سبأ للأنباء ورأس تحرير صحيفة الثورة في صنعاء.

وقف الجاوي بمبدئية وصدق دفاعا عن الثورة والجمهورية، ساند بالقلم والسلاح إلى جانب حماية صنعاء في حصار السبعين يوما، وكان من أوائل دعاة تشكيل المقاومة الشعبية وأحد رموزها البارزين ورأس تحرير صحيفتها المقاومة، وأيد و ساند كفاح الشعب في الجنوب ضد المستعمر البريطاني.
بعد أحداث أغسطس تعرض للمضايقة والملاحقة فتوجه إلى عدن وعمل مديرا للإذاعة والتلفزيون ومثل الأنموذج في التأسيس للخطاب القومي اليساري الناضج.

تبنى الجاوي منذ البدء النهج الماركسي المدافع عن العمال والقضايا الشعبية العامة أسهم في التأسيس لحزب العمال والفلاحين العمل فيما بعد.
وكانت رسالته للماجستير عن الصحافة النقابية العمالية، ورسالته للدكتوراه التي حالت ظروف دون إكمالها في الصحافة في بلدان العالم الثالث.

تبنى باكرا قضايا التعددية السياسية والحزبية وحرية الرأي والتعبير الحريات الصحفية، لعب الجاوي ورفيق دربه الدكتور عبد الرحمن عبد الله في إطفاء حرائق حرب 72 و79، وشاركا بفاعلية في صياغة دستور دولة الوحدة إلى جانب الأستاذ المناضل محمد عبدالله الفسيل. و في تشكيل لجان الوحدة التي وضعت المداميك الأساسية للوحدة. دعى مطلع السبعينات لتشكيل اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين إلى جانب رفيقه أحمد قاسم دماج، ورأس تحرير مجلة الحكمة. وكان الدينامو المحرك للاتحاد الأدبي الذي كان له دور الريادة في الدعوة للوحدة والتعددية وحرية الرأي والتعبير وفي نشر الإبداع اليمني والتعريف به عربيا وعالميا، اسهم الجاوي ومعه أحمد قاسم دماج رئيس اتحاد الأدباء والكتاب بعد البردوني وأول نقيب لجمعية الصحفيين اليمنيين عبد الله الوصابي في التأسيس للكيان الصحفي 1976.

كانت افتتاحيات الحكمة نقدا سياسيا مريرا للتشطير ولنهج الاستبداد والطغيان الذي شهدته اليمن شمالا و جنوبا.
تصدى الجاوي ببسالة منقطعة النظير لنهج الشطرين الانفصالي وأسس للحوار بين الشمال والجنوب على مستوى السلطات وفي الحياة السياسية «السرية حينها» .. وفي الحياة الأدبية والثقافية العامة. كان الرمز الأكثر بروزا في الدفاع عن الأدباء والمثقفين والكتاب وكان مثالا في الصبر والدأب والمثابرة وفي العطاء والتضحية. وحب اليمن والأمة العربية والإنسانية. موقف الجاوي الديمقراطي والمبدئي من قضية التعددية السياسية والحزبية والنقابية الفكرية والثقافية عبر عنه قولا وفعلا عبر أنموذج اتحاد الأدباء والكتاب وعبر رسالته «للماجستير» الصحافة النقابية في عدن ومقالاته و افتتاحيات «الحكمة».

أسهم الجاوي بنصيب وافر وريادي في العمل المدني والنقابي والسياسي الحزبي. وقبيل بيان الثلاثين من نوفمبر 1989 أعلن الجاوي عن تأسيس التجمع الوحدوي الديمقراطي إلى جانب رموز من قيادات اليسار والتيار التقدمي: الأستاذ محمد عبده نعمان وهو قيادي في العمل النقابي رئيس الجبهة الوطنية المتحدة 1955، والأستاذ خالد فضل منصور من قيادات اليسار الماركسي منذ الخمسينات، والدكتور عبد الرحمن عبد الله من القيادات الداعية للجمهورية منذ الخمسينات، ومن اليسار التقدمي الفقيد أول شهيد للديمقراطية حسن الحريبي، ومثل التجمع أول انشقاق ضد النظامين الشطريين والشموليين في الشمال والجنوب وضد الأحزاب السائدة حينها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى